الخميس الماضي التقى فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب السفير الإيراني بالقاهرة محمد محموديان. وقد جدد الطيب خلال اللقاء مطالبته المرجعيات الشيعية في العراق وإيران بإصدار فتاوى صريحة تُحَرِّمُ بشكلٍ قاطعٍ سبَّ الصحابة وأمَّهات المؤمنين ورموز أهل السنة، وبالتوقف عن محاولات نشر المذهب الشيعي في البلاد السنية. قرأت الخبر على موقع "المصريون"، وانشرح صدري بالطبع من كون فضيلة الإمام يصر في كل لقاء مع أي شخصيات شيعية على الحديث عن ذلك المبدأ الثابت والأصيل لديهم وهو سب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسهم سادتنا الكبار أبو بكر الصديق وعمر وعثمان وكذلك سب أمهات المؤمنين وخصوصا أمنا السيدة عائشة رضوان الله عليهم جميعا. استغرب من الشيعة الذين يعيشون في الماضي السحيق ويتخذون من يوم كربلاء حيث استشهد الإمام الحسين رضي الله عنه منطلقا للمظلومية التاريخية حيث لا يريدون أن يغادروا هذا اليوم أبدا. الشيعة يحتكرون أهل البيت الكرام - إذا جاز هذا الوصف - رغم أنهم ليسوا وحدهم من يحبون أهل البيت، ولا أدرى هل طريقة الحب هذه مناسبة أم لا، فكل المسلمين يحبونهم ويقدرونهم ويعظمونهم ويبجلونهم، وأهل البيت ليسوا حكرا على الشيعة من دون السنة، فهم تاج على رؤوس كل المسلمين. في زمن الإمام علي رضي الله عنه كان هناك متشيعون له، لكن لم يكن هناك تشيع بالمعنى السياسي والمذهبي والفقهي الموجود اليوم، بل تم صنع مذهب وفقه وقضية سياسية واجتماعية وتم إرجاع كل ذلك تاريخيا على مجمل الصراعات والفتن التي نشأت في تلك المرحلة وهو صراع يحمل في تفسيره ورؤيته وجهتي نظر متناقضتين ما بين السنة والشيعة الذين لا يريدون الخروج من أسر تلك اللحظة التاريخية. حتى لا نظل في التاريخ، وأنا شخصيا من دعاة عدم العيش في الماضي، خصوصا في مراحل الخلافات والفتن، يجب طي تلك الصفحة بما لها وما عليها، والنظر للمستقبل، لكن للأسف، هذا لا يتم، فالشيعة ينظرون للسنة على أنهم "العدو"، وهناك في السنة من يعتبر الشيعة عدوا أيضا، والقتل بين المتطرفين في الجانبين مستباحا، وهذه كارثة عقلية فكرية تراثية للعقل المسلم. المهم أنني في اليوم التالي للقاء الإمام ودعوته الراقية للدبلوماسي الايراني وجدت مصادفة فضائية شيعية تهاجم شيخ الأزهر على دعوته تلك، وتوجه له ألفاظا لا تليق بمحطة ترفع شعارا وخطابا دينيا إسلاميا. تلك الفضائية غير المحترمة وصفت دعوة شيخ الأزهر بأنها "وقاحة"، وفي سلوك عدائي تصر على السير في الطريق المعادي لعموم المسلمين عندما تؤكد أنها تعتبر الصحابة هم "أعداء أهل البيت". هي قناة طائفية عنصرية بغيضة تحرض وتدعو للقتل وسفك دماء المسلمين أكثر مما تفعل القنوات الإسرائيلية من ممارسة التحريض ضد الفلسطينيين والعرب، وقد توقفت لبعض الوقت لأتابع مضمونها فوجدتها تقطر سما وحقدا ودموية. هذا الإرهاب الفكري على جانب الشيعة يقابله إرهاب "داعش" على الجانب السني. المفاجأة أن تلك الفضائية تبث إرسالها عبر الشركة المصرية للأقمار الصناعية "نايل سات". والسؤال: هل يتم مراقبة مثل هذه القنوات الدينية التحريضية من أي مذهب على قمرنا الصناعي، أم أنه بمجرد تأجير المجال الفضائي ينتهي الأمر؟ ، وهل مسموح لأي قناة أن تقدم أي مضمون منحرف ومتطرف سياسا أو دينيا أو أخلاقيا كما تشاء ، أم أن هناك قانون ولوائح وضوابط تمنع ذلك؟. ماذا سيفعل الآن رئيس الشركة المصرية مع هذه الفضائية ومع غيرها من القنوات التي تتبنى خطابا تحريضيا فجا؟. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.