أبرزها تجسيد الأنبياء وإجازة عمليات التجميل ونظر الرجل إلى خطيبته أثناء الاستحمام شهد عام 2014 سيلاً من الفتاوى الغريبة التى خرجت من عدد من الأئمة والمشايخ طوال العام، ووصفت بأنها الأكثر غرابة وعدم منطقية وأثارت حينها جدلا كبيرا ما بين قبولها أو النفور منها. أشهر تلك الفتاوى كانت فتاوى الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق، والذى اشتهر بفتاواه المثيرة للجدل، بدءا من فتوى قتل الإخوان ومؤيدى الشرعية، ومرورا بغناء عبد الحليم لسيدنا محمد _ صلى الله عليه وسلم _ وآخرها فتواه للرجال بالصبر والتساهل مع الزوجات فيما سماه بالإتيكيت الإسلامى، قائلًا: "إن الإتيكيت الإسلامى يفرض عليك أن تتصل بزوجتك بالتليفون قبل المجيء إليها، اتصل بيها يا أخويا افرض معاها واحد خليه يمشى"، وذلك أثناء سلسلة دروس له فى أحد المساجد تحت عنوان "الإتيكيت الإسلامي": "فوت لمراتك وعديلها، وهذا التفويت من الدين، وإن عرفت أنها زنت يجب عليك أن تطلقها، فمن تاب، تاب الله عليه، وإن لم تعرف أنها زنت، لا تبحث ولا تفتش وراءها، لدرجة أن الإتيكيت الإسلامى يقولك تتصل بها قبل ما توصل البيت، لكن الشك يقولك طيب افرض إن معاها واحد، افرض معاها واحد يا سيدي، عادى سيبه يمشي". كذلك أفتى جمعه للمرأة بجواز إجراء عمليات تجميل لتكبير أو تصغير حجم ثديها إذا كانت "معقدة" من حجمه. وأضاف على جمعة فى لقاء ببرنامج دينى، أن هذا يجوز للحالات المرضية وإذا سبب أزمة نفسية للفتاة فلابد من تكبير ثديها لأن هذا ضد الخلقة ولن يقوم بوظيفته فى الإرضاع دون أن يقوم الطبيب بعلاجه بالسليكون. ووافق جمعة على عمليات التخسيس وتصغير الأنف وغيرها، لأن معظمها لم يعد يتم بتدخل جراحى وإنما بالمساج والحقن وأشار لعلاج التجاعيد بالحقن. وقال جمعة بشأن تربية الكلاب وشرعيتها، فالكلب ألصق الحيوانات للإنسان وأقر بطهارة الكلاب وفمها، فقد أثبتت الأبحاث أن لعاب الكلب يحمل البكتيريا ويمكن التخلص منها بلمس التراب. ودعا على جمعة للحفاظ على حياة الكلاب وعدم قتلها، إلا إذا كان الكلب عقورًا، لكنه وصف الكلب الأسود بالشيطان. وأفتى جمعة أيضًا بأن تنظيم عدد الأبناء وفقًا للظروف الاقتصادية والاجتماعية جائز، مؤكدًا أن رفض المرأة الإنجاب؛ خوفًا على أن يؤثر ذلك على جمالها جائز. كذلك أكد جمعة أنه لا قانون يمنع رتق غشاء البكارة، لكن شرعية الأمر ترجع لحس الطبيب وتفريقه بين فتاة تعيد بكارتها للنصب وأخرى ارتكبت جريمة الزنا ومقدمة على الزواج تأتى الطبيب مع أهلها لستر الفضيحة، على ألا تخبر زوجها فليس من الدين أن نقف أمام توبة فتاة أخطأت، لأن خير الخطائين التوابون، فى عصر منفتح تباع فيه تلك المسائل فى الصيدليات لاستعادة البكارة. أما أغرب فتاوى جمعة فهو تأكيده أن معظم حالات الطلاق فى مصر باطلة وغير صحيحة. واستند فى فتواه هذه إلى أن المصريين ينطقون كلمة (طالئ) وليست طالق، وطبعًا نظرا للهجة أهالى مصر الذين يعيشون فى مدن الوجه البحرى، مستندا فى فتواه هذه إلى فتوى قديمة لبعض الفقهاء فى أزمنة قديمة كانت تنطق الكلمة (تالق) بحرف التاء فأفتى هؤلاء أيضا ببطلان بعض حالات الطلاق التى كانت تنطق فيها الكلمة بهذا الشكل، وقد أثارت هذه الفتوى العديد من شيوخ الأزهر. لم يتوقف أمر الفتاوى الغريبة على جمعة فقط، حيث امتد ليشمل الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، والذى أجاز سفر المرأة إلى الخارج للعمل إذا تَوَفَّر الأمن فى الإقامة بِبَلَد السفر، وذلك بشرط موافقة ولى الأمر، ولا يُشترط اصطحاب المحرم فى حلها ولا ترحالها. وأضاف شوقى: "يجوز للمرأة أن تسافر دون مَحرَم بشرط اطمئنانها على الأمان فى دينها ونفْسها وعِرضها فى سفرها وإقامتها وعودتها، وعدم تعرضها لمضايقاتٍ فى شخصها أو دِينها؛ فقد ورد عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال له: "فإن طالَت بكَ حَياةٌ لَتَرَيَنَّ الظَّعِينةَ - أى المسافِرة - تَرتَحِلُ مِنَ الحِيرةِ حتى تَطُوفَ بالكَعبةِ لا تَخافُ أَحَدًا إلَّا اللهَ". فمِن هذا الحديث برواياته أخذ جماعةٌ من الفقهاء المجتهدين جوازَ سفر المرأة وحْدَها إذا كانت آمنة، وخصَّصوا بهذا الحديث الأحاديثَ الأخرى التى تُحَرِّم سفرَ المرأة وحدها بغير مَحرَم؛ فهى محمولةٌ على حالة انعدام الأمن التى كانت مِن لوازم سفر المرأة وحْدَها فى العصور المتقدمة. وأوضح شوقى علام أن جمهور الفقهاء أجازوا للمرأة فى حج الفريضة أن تسافر دون محرم إذا كانت مع نساء ثقاتٍ أو رفقةٍ مأمونة. ولم ينته بنا سيل الفتاوى الغريبة عند هذا الحد، ولكنه انتقل بنا وصولاً إلى الفتوى الأكثر غرابة، والتى أفتاها الداعية المصرى أسامة القوصى وأشعلت مواقع التواصل الاجتماعى بإباحة النظر إلى المرأة التى ينوى الزواج بها وهى تغتسل، مشيرًا إلى أن الصحابة فعلوا ذلك لمعرفة صلاحها كزوجة أم لا، وإنما الأعمال بالنيات. واستشهد بحديث عن جابر بن عبد الله أن النبى قال إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه نكاحها فليفعل. وأضاف الداعية أن احد الصحابة كان يراقب خطيبته وهى تغتسل فى البئر حتى يتأكد من صلاحها للزواج وتزوجها، لكن معنى ذلك عدم دخول رجل حمام سباحة للسيدات والنظر إليهم جميعًا حتى لا يعرض نفسه للشبهات. فيما كانت فتواه الثانية أكثر غرابة حيث أجاز تجسيد الأنبياء فى الأعمال الفنية، لافتا إلى أن الأعمال الفنية مفيدة للناس وتعلمهم أصول دينهم. وقال القوصى إنه يعلم أن المؤسسات الدينية الرسمية فى الدولة ترفض تجسيد الرسل فى الأعمال الفنية، لأنهم يرون أن المفاسد من هذا أكثر من المصالح. ولا يمكن التغاضى عن فتوى الدكتور ياسر برهامى بأنه لا يجوز للمرأة أن ترتدى الاسترتش الضيق الذى يشبه الترنج أمام أخواتها وأولادها وأبيها وأمها.