جدد رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، رفضه الاعتراف بالسلطة الحالية في مصر، قائلاً إن بلاده "لاترى شرعية في تسلم السلطة عبر الانقلابات". وأوضح داود أوغلو في تصريحات له بمطار قونية، وسط تركيا، اليوم: "نتمنى تفعيل القواعد الواجب توفرها في دولة القانون بمصر، واعتماد عملية سياسية تعكس الإرادة الشعبية بالمعنى الحقيقي، عندها سيتغير المشهد في العلاقات" بين البلدين. واعتبر "أن وجود بعض المشاكل في العلاقات مع الحكومات التي تقف في مواجهة شعوبها - كما هو الحال في سوريا وغيرها - هو أمر طبيعي"، بحسب وكالة "الأناضول". وأردف داود أوغلو قائلاً: "تركيا تتبنى موقفا مبدئيًا في هذا الإطار. وهذا الموقف لاينحصر بمصر وحدها، من هذا المنطلق، نتمنى تفعيل القواعد الواجب توفرها في دولة القانون، واعتماد عملية سياسية تعكس الإرادة الشعبية بالمعنى الحقيقي، عندها سيتغير المشهد"، موضحاً "المشكلة تتعلق تماما بالحساسية التي تبديها حكومتنا وشعبنا إزاء الانقلابات، والمستندة بدورها إلى أسس محقة للغاية"، بحسب تعبيره. وأشار إلى أن "الشعب المصري ككل يتميز ببنية متجذرة، أفرزت الأفكار الرائدة، ليس في العالم العربي فقط وإنما في العالم الإسلامي أيضا، لذلك ليس لدينا مشكلة مع مصر وشعبها بهذا المعنى. لدينا مشكلة مع مفهوم حكومة تمارس العنف. هذا الأمر مبدئي بالنسبة لنا". وتنفي الحكومة المصرية اتهامها باللجوء إلى العنف في مواجهة المظاهرات المناوئة لها، وتقول إنها تواجه "هجمة إرهابية غير مسبوقة"، وتحمل جماعة الإخوان المسلمين المسؤولية عنها. وحول العلاقات المصرية - القطرية على خلفية التقارب الأخير بين البلدين، قال داود أوغلو: "معلوم للجميع المستوى الرفيع لعلاقاتنا الجيدة مع قطر. فتركيا لاترهن سياساتها ومواقفها مع دولة بعينها، وفقًا لعلاقاتها مع دول أخرى، تركيا فعلت ماتمليه عليها مواقفها المبدئية، وستواصل فعل ذلك". وتطرق داود أوغلو إلى مباحثاته مع خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وموقف بلاده من التطورات الأخيرة في القدس والمسجد الأقصى قائلا: "الفلسطينيون جسد واحد في مواجهة الإجراءات الرامية لإضعاف الطابع الإسلامي للقدس، وتصفيته. قبل أيام تحدثت إلى محمود عباس (الرئيس الفلسطيني) في هذا الإطار. فتركيا لن تعترف بأي إجراء أمر واقع يفرض في المسجد الأقصى، وستبذل ما بوسعها من أجل حماية طابع القدس والأقصى، الذي يعد جزءا من إرثنا التاريخي"، مبيناً أن هذا الموقف لا يقتصر على الحكومة أو حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، بل هو رؤية جميع الأحزاب السياسية في تركيا. ولفت رئيس الوزراء التركي إلى أن أيا من الوعود التي قطعت بشأن تحسين الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة لم تدخل حيز التنفيذ، مشددا أن بلاده ستبذل قصارى جهدها لاستمرار حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وتحسين الأوضاع في القطاع، وحماية القدس والمسجد الأقصى. وكشف داود أوغلو النقاب عن زيارة مرتقبة للرئيس الفلسطيني، محمود عباس إلى تركيا، الأسبوع الثاني، من يناير المقبل.