من شاهد أفراح واحتفالات الأمريكان عقب الإعلان عن اغتيال أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة العالمي السابق في أوائل مايو الماضي يعتقد أن وفاته تعد نهاية للتنظيم بل وانتصاراً للقوات الأمريكية في حربها ضد قوات حركة طالبان بأفغانستان.. ولكن ما تكبدته قوات حلف الناتو الذي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية من خسائر فادحة في الأيام الأخيرة علي أيدي قوات حركة طالبان الأفغانية أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن تنظيم القاعدة ليس أسامة بن لادن. لكنه تنظيم عالمي كبير كما أن حركة طالبان ليست أسامة بن لادن وإنما حركة كبيرة تضم أعداداً كبيرة من المقاتلين. ويمكن القول إن رغم اغتيال أسامة بن لادن يعد ضربة موجعة للتنظيم إلا أن معظم الآراء اتفقت علي أن وفاة بن لادن لن تؤثر علي مستقبل التنظيم الذي لايزال قادراً علي القيام بتوجيه ضربات موجعة ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية ومصالحها في الخارج. أنا شخصياً أري أن القاعدة ليست أسامة بن لادن زعيم التنظيم السابق أو أيمن الظواهري زعيم التنظيم الحالي ولكنها تنظيم كبير يضم الكثير والكثير من الأعضاء بل أنني أري كذلك أن القاعدة تحولت من مجرد تنظيم إلي فكر اعتنقه مئات الآلاف من الشباب ربما لم يكن أحدهم قد التقي من قبل مع أسامة بن لادن أو أيمن الظواهري وارتكب بعضهم عمليات عدائية ضد المصالح الأمريكية والأوروبية في الكثير من بلدان العالم ونسبوها للقاعدة. لقد تكبدت قوات حلف الناتو الذي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية في الأيام الماضية خسائر فادحة علي أيدي قوات طالبان. هذا يؤكد أن حركة طالبان تخطو خطوات سريعة ومنظمة للعودة إلي نظام الحكم مرة أخري في أفغانستان.. الحركة سيطرت علي مناطق كثيرة كانت قد فقدتها عقب تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر 2001 علاوة علي أن قواتها تشن يومياً هجمات ضارية علي قوات حلف الناتو وتقتل العشرات من الضباط والجنود. ويمكن القول إن إخضاع إرادة الشعب الأفغاني أو كسر شوكته من الأمور المستحيلة لأنه شعب يرتبط بمنظومة لها خصوصية من القيم والثقافة والمفاهيم تجعله رافضاً لفكرة بقاء الاحتلال الأجنبي علي أرضه وحريصاً علي طرد الغزاة حتي وإن استمرت الحرب لعشرات السنوات. أفغانستان يا سادة خاضت 4 حروب كبري علي مدار تاريخها مع الامبراطوريتين البريطانية والسوفيتية وانتصرت فيها جميعاً.. وتحولت إلي ميدان للتنافس الأيديولوجي والتجاري بين روسيا وبريطانيا ثم ساحة للحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي سابقاً والولاياتالمتحدةالأمريكية.. نعم أفغانستان قهرت الغزاة وعلي رأسهم الإسكندر الأكبر وجنكيس خان وتيمور لنك ونابليون بونابرت. الثلاث الحروب الأولي التي خاضتها أفغانستان كانت مع الامبراطورية البريطانية الأولي كانت في الفترة من عام 1839 إلي عام 1842م وأسفرت عن أسوأ هزيمة لبريطانيا في التاريخ بينما كانت الحرب الثانية في الفترة من عام 1878 إلي عام 1880م وانتهت بعقد صلح وانسحاب القوات البريطانية.. وكانت الحرب الثالثة عام 1919م وانتهت بعد أسابيع قليلة بتقهقر القوات البريطانية إلي داخل الهند.. والحرب الرابعة التي خاضتها أفغانستان كانت مع الاتحاد السوفيتي سابقاً عقب الغزو السوفيتي لأراضيها في ديسمبر عام 1979م حتي عام 1989م وانتهت بهزيمة قاسية للقوات السوفيتية وانسحابها من الأراضي الأفغانية. عقب انسحاب القوات السوفيتية من أفغانستان اتفق المجاهدون الأفغان علي أن يتولي صبغة الله مجددي وهو رجل مسلم وكان يتزعم الحركة الوطنية لإنقاذ أفغانستان السلطة بصفة مؤقتة ثم يأتي من بعده برهان الدين رباني أكثر المجاهدين اعتدالاً وسماحة ولكن عندما جاء رباني لم يكن قلب الدين حكمتيار راضياً علي الاتفاق الذي تضمن أن يكون رئيساً للحكومة خلال فترة حكم رباني وذلك لحين إجراء انتخابات تشريعية في البلاد. ونظراً لرفض حكمتيار الاتفاق تحولت أفغانستان إلي أحزاب وجبهات كل واحدة تري أنها الأحق بالسلطة ودار قتال عنيف بين الموالين لرباني والموالين لحكمتيار.. أما الشعب الأفغاني فكان ساخطاً علي هذا القتال وظل هذا القتال لمدة 4 سنوات تدهورت خلالها الأحوال المعيشية. ويمكن القول إن الصراع بين جبهتي رباني وحكمتيار كان له دور كبير في ظهور حركة طالبان بمباركة باكستان.. ويأتي اسم طالبان إلي طلاب الفقه الذين تلقوا تعليمهم بالمدارس الباكستانية واستغلوا الظروف المعيشية السيئة التي كان يعيشها الشعب الأفغاني تلك الفترة وتمكنوا بزعامة الملا عمر من بسط سيطرتهم علي غالبية الأراضي الأفغانية. آخر كلام: * انتابتني حالة من الفزع طوال الأيام الماضية بسبب الأحداث المؤسفة التي تشهدها محافظتا شمال وجنوب سيناء.. الأمر يا سادة يحتاج إلي تدخل سريع وعاجل من القوات المسلحة بعد فشل الشرطة. * مواطن من محافظة بني سويف ألقي ببناته الثلاث في النيل هرباً من الفقر.. فضيحة لحكومة شرف. * عمليات الهجرة غير الشرعية إلي أوروبا لاتزال مستمرة وهذا يؤكد أن البطالة تتزايد رغم أنها كانت السبب الأول لإندلاع ثورة 25 يناير. * العرض الذي قدمته وزارة الداخلية باستخراج تراخيص سلاح للمواطنين الذين يقومون بتسليم الأسلحة المسروقة من أقسام الشرطة يستلزم إقالة منصور العيسوي وزير الداخلية.. بس خلاص!!! [email protected]