قال عضو "تنسيقية 30 يونيو" حسام فودة إن التسريبات الأخيرة, التي بثتها قناة "مكملين", كانت سببا رئيسا في الإطاحة برئيس المخابرات العامة السابق محمد فريد التهامي, "لأنها كانت حقيقية, وليست مزيفة, كما ادعى الإعلام المصري". وأضاف فودة في تصريحات لقناة "الجزيرة" أن الرئيس عبد الفتاح السيسي "بدأ التخلص من الحرس القديم", والتفاعل مع الرسائل, التي وجهها له الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل قبل أيام، والتي انصبت على ضرورة التخلص من رجال الرئيس المخلوع حسني مبارك, قبل فوات الأوان. كما رجّح فودة أن "يتخلص السيسي قريبا من الوجوه القديمة، وقد يقوم بمذبحة بحق بعض رجال الأعمال ورموز مبارك، لإنقاذ نفسه, وكسب تأييد شعبي، بعد أن بدأت شعبيته بالتراجع", مشيرا إلى أن السيسي "خسر كثيرين من معسكره، واستشعر أن مستقبله بات مرهونا بالقضاء على بعض الوجوه". وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي أصدر قرارا في 21 ديسمبر بإحالة رئيس المخابرات العامة اللواء محمد فريد التهامي للتقاعد, ومنحه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى تقديرا لجهوده, وذلك بعد أكثر من عام على توليه المنصب, كما قام بتعيين رئيس هيئة الأمن القومي بجهاز المخابرات العامة اللواء خالد فوزي, خلفا له. ورجّح نشطاء سياسيون ومحللون أن تكون التسريبات التي بثتها قناة "مكملين" الفضائية قبل نحو أسبوعين, السبب الرئيس للإقالة, وذلك في إشارة إلى التسريبات, التي قيل إنها لقادة عسكريين يتفقون فيها على تزوير مكان وتاريخ احتجاز الرئيس المعزول محمد مرسي. ورغم مسارعة خبراء عسكريين موالين للنظام بالقول إن الحالة الصحية للتهامي -التي استدعت علاجه بالخارج- كانت السبب الوحيد لإقالته، فإن صحفا مصرية مقربة من السلطة نقلت عن مصادر قريبة من جهاز المخابرات قولها إن أسبابا أخرى أدت لإبعاده. ونقلت صحيفة "الشروق" عن مصادر مقربة من جهاز المخابرات قولها :"إن أصواتا في أروقة الرئاسة أكدت أن التهامي سبب في الأزمة بين السيسي ومجموعات الشباب ومنظمات المجتمع المدني، لأنه يرى أن التساهل مع بعض الحركات الشبابية والمنظمات الحقوقية المنفلتة هي التي أدت لثورة يناير 2011، والتي كان يصفها التهامي بكارثة يناير". كما رجّحت المصادر ذاتها أن تكون "مقتضيات التقارب المتوقع بين القاهرة والدوحة، ورغبة السيسي في السيطرة على مساعديه، والتزامات مصرية أمام الولاياتالمتحدة تتعلق بالحقوق والحريات، قد عجلت بالقرار". وكان التهامي عُيِّن رئيسا للمخابرات العامة في يوليو 2013 , بعد إعلان الجيش عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين إثر احتجاجات على حكمه الذي استمر عاما واحدا. وقالت وكالة "أسوشيتد برس" للأنباء إن التهامي سبق أن ترأس هيئة الرقابة الإدارية حتى عام 2012 , عندما عزله مرسي من المنصب. وأضافت الوكالة أنه من غير الواضح ما إذا كان قرار إحالة التهامي للتقاعد يعكس تغييرا في السياسة المصرية، لكنه يزيح أحد أبرز الصقور في إدارة الرئيس السيسي، على حد تعبير "أسوشيتد برس". ونسبت إلى عدد من المسئولين المصريين -لم تكشف عن هويتهم- القول إن التهامي عُزل من منصبه لأسباب صحية، بينما رأى آخرون أن السبب هو الرغبة في "تجديد الدماء", في ضوء الوضع الأمني الذي يزداد تعقيدا.