قال وزير الدولة في وزارة الإعلام السودانية، ياسر يوسف، اليوم الثلاثاء، إن بلاده "طوت" صفحة الخلاف مع مصر، معتبرا علاقات الخرطوم مع إثيوبيا "استراتيجية". جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في مكتب وكالة الأناضول بأديس أبابا، التي وصل إليها يوسف، اليوم، على رأس وفد إعلامي كبير في زيارة رسمية إلى إثيوبيا، وسيجري خلالها لقاءات مهمة مع عدد من المسؤولين الإثيوبيين. وحول علاقات بلاده بمصر، قال يوسف إنها "جيدة"، مشيرا إلى أنها "شهدت فتورا في الفترة الماضية إلا أنه بعد الزيارة المتبادلة من الرئيسين (السوداني والمصري) شهدت العلاقات تطورا في كافة المجالات". وقال إن "تحسن العلاقات السودانية المصرية سيدعم تحسن العلاقات في كل المنطقة"، متابعا "لقد طوينا صفحة الخلاف مع مصر". وتوترت العلاقات بين مصر والسودان جراء عدة ملفات، منها تنازع البلدين السيادة على منطقة مثلث "حلايب وشلاتين وأبو رماد"، وهي أرض تحت السيطرة المصرية منذ عام 1995، بينما يعتبرها السودان "جزءا لا يتجزأ من أراضيه"، بالإضافة إلى مزاعم بدعم السودان لجماعة الإخوان في مصر، وكذلك بدعم الخرطوم لأديس أبابا في بناء سد النهضة الإثيوبي. وبدأت ملامح انفراج في العلاقة بين البلدين بزيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الخرطوم في يونيو/ حزيران الماضي، وتقديمه الدعوة لنظيره السوداني لزيارة بلاده. وفي 18 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اتفق الرئيسان المصري والسوداني خلال زيارة الأخير للقاهرة، على تنحية القضايا الخلافية بين البلدين لصالح القضايا المتفق حولها تعزيزا للتكامل بين البلدين. وفيما يتعلق بإثيوبيا، قال وزير الدولة في وزارة الإعلام السودانية ياسر يوسف أن "إثيوبيا تمثل عمقا إستراتيجيا للسودان"، مشيرا إلى أن "زيارة الوفد الإعلامي تأتي في إطار إقرار علاقة البلدين والدفع بها إلى أفضل المستويات". وقال إن "السودان يتطلع إلى علاقات شراكة وتكامل اقتصادي مع إثيوبيا من أجل رفاهية الشعوب"، مشيرا إلى أن "الوفد الإعلامي (السوداني) سيجري لقاءات مع عدد من المسؤولين الإثيوبيين في مقدمتهم رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين"، ومؤكدا في الوقت ذاته على أهمية "إقامة شراكة إعلامية بين البلدين". وتطرق إلى الحوار الوطني في السودان والذي أعلنه البشير في يناير/ كانون ثان الماضي، مشيرا إلى أن "الحوار الوطني سيستمر إلى ما بعد الانتخابات (الرئاسية والبرلمانية والمقررة في أبريل/ نيسان القادم". وبشأن مفاوضات الحكومة السودانية مع الحركة الشمالية - قطاع الشمال، قال يوسف إنه "بعد 9 جولات من المفاوضات فشلنا في الوصول إلى شيء لأن الطرف الآخر (قطاع الشمال) مصر على عدم الالتزام بهذه المرجعيات"، مؤكدا "استعداد الحكومة لمواصلة التفاوض متى ما قدمت الآلية الأفريقية الدعوة لذلك". وحول اتهامات قطاع الشمال للحكومة السودانية بقصف مواقع في جنوب كردفان (المتاخمة لدولة جنوب السودان)، قال إن "هذه أكاذيب دأبت على ترويجها حركة قطاع الشمال"، متابعا أن "حركة قطاع الشمال تريد إعطاء غطاء للحصول على دعم عسكري تحت غطاء المساعدات الإنسانية". ومضى بالقول إن "الحكومة موقفها واضح بأن المساعدات يجب أن تقدم بمراقبة الحكومة السودانية والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة"، نافيا أن تكون الحكومة قد قامت ب"قصف أي من مواقع بها مواطنون سودانيون". ومنذ يونيو/ حزيران 2011، تقاتل "الحركة الشعبية / قطاع الشمال" الحكومة السودانية في ولايتي جنوب كردفان (جنوب) والنيل الأزرق (جنوب شرق). وتتشكّل الحركة من مقاتلين انحازوا إلى الجنوب في حربه الأهلية ضد الشمال، والتي طويت باتفاق سلام أبرم في 2005، ومهد لانفصال الجنوب عبر استفتاء شعبي أجري في 2011. وعن اختياره لمكتب الأناضول بهذا اللقاء الإعلامي، قال وزير الدولة في وزارة الإعلام السودانية إن "وكالة الأناضول تعتبر من الوكالات التي شهدت تطورا خلال السنوات القليلة الماضية وانفتحت على أفريقيا بصورة كبيرة وخاصة منطقة شرق أفريقيا"، معتبرا إياها "صوت أفريقيا".