سريعًا أتت المبادرة التي قادها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للصلح بين مصر وقطر ثمارها، بعد أن بثت قناة "الجزيرة مباشر مصر" آخر مواجيزها من الدوحة الساعة الخامسة مساء اليوم. أكد محمد ماهر عقل، المذيع بالقناة، قرار الغلق بقوله على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": الجزيرة مباشر مصر off". بينما قال عبدالعزيز مجاهد، المذيع بالقناة: "حتى لو قفلتم القناة سيظل السيسي قاتل ويده ملطخة بدماء رابعة"، في إشارة إلى المجزرة التي راح ضحيتها المئات من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في أغسطس 2013. وعلق الإعلامي سامي كمال الدين على قرار غلق "الجزيرة مباشر مصر"، قائلاً: "لم تصنع قطر ثورة يناير ولا صنعتها الجزيرة، "الجزيرة" لعبت دورًا عظيمًا لحماية ثورة يناير لكن نحن الذين صنعنا يناير.. ونستطيع خلق ألف يناير بإيماننا بوطن حر". كان خالد التويجري، رئيس الديوان الملكي السعودي، قال في مداخلة مع قناة "اليوم" أمس الأول، إن "المرحلة المقبلة ستشهد تهدئة في الأوضاع وخطوات إيجابية بين مصر وقطر، وإن قناة الجزيرة ستغير سياستها وتكف عن الهجوم على مصر خلال الفترة المقبلة". وشهدت الفترة الماضية، اتهامات لقناة "الجزيرة"، بأنها تهاجم السلطات المصرية وتدخل في شئون الداخلية للبلاد، بينما وهو ما تنفيه القناة القطرية التي تؤكد على أن تغطياتها مهنية وتعرض وجهتي النظر. وكانت السلطات المصرية أغلقت مكتب "الجزيرة مباشر مصر" عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي بساعات، قبل أن تستأنف عملها من مكتب جديد في الدوحة. وشهدت العلاقات المصرية القطرية، مساء السبت، التطور الأبرز منذ توترها قبل نحو العام ونصف العام تقريبًا، باستقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالقاهرة أمس الأول، محمد بن عبدالرحمن آل ثانى، المبعوث الخاص لأمير قطر، ورئيس الديوان الملكي السعودي خالد بن عبد العزيز التويجري، المبعوث الخاص للعاهل السعودي. وهذه هي المرة الأولى التي يستقبل فيها الرئيس المصري مبعوثا لأمير قطر، منذ توليه الحكم في يونيو الماضي. واعتبرت السعودية أن مصر وقطر استجابتا لمبادرة خادم الحرمين الشريفين ل"الإصلاح" بينهما، بحسب بيان للديوان الملكي. وفيما قالت القاهرة إنها تتطلع لحقبة جديدة وطي خلافات الماضي، رحبت الدوحة بما أعلنته السعودية، مؤكدة وقوفها التام إلى جانب مصر. يذكر أن العلاقات بين مصر وقطر تدهورت بعد الإطاحة بمرسي في يوليو من العام الماضي، حيث استقبلت الدوحة عددا من قيادات جماعة الإخوان، التي ينتمي لها مرسي، وشخصيات سياسية داعمة لهم، عقب مغادرة مصر إثر الإطاحة بالرئيس الأسبق. وظهرت بوادر إزالة التوتر بين الجانبين عندما أصدر الديوان الملكي السعودي بيانا في 19 نوفمبر الماضي، قال فيه إن قادة السعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت، أكدوا في اتفاق الرياض التكميلي، وقوفهم جميعا إلى جانب مصر، وتطلعهم إلى بدء مرحلة جديدة من الإجماع والتوافق بين الأشقاء، والتي وصفت حينها بمبادرة العاهل السعودي.