القدس العربى: الفضائيات المصرية تنطبق عليها مقولة «قلة الشغل بتعلم التطريز»..

قال الكاتب الصحفى "بسام البدارين " فى مقاله فى صحيفة "القدس العربى" ان حسن الشافعي… وجه جميل ومعبود للكثير من الحسناوات والمراهقات في الأمة العربية فهو النجم الأكثر التزاما والأقل استعراضا في لجنة الحكم في برنامج «آراب أيدول».
الشاب الوسيم صاحب «قصة الشعر الشهيرة» متهم من قبل بعض جماعة «الهشك بشك» بأنه لم يرقص على أنغام «بشرة خير»، التي غناها الفنان الإماراتي حسين الجسمي على شاشة «أم بي سي» في نهائيات برنامج»آراب أيدول».
هذه التهمة صحيحة جدا، وأنا شخصيا مستعد للإدلاء بشهادتي على الواقعة/ الجريمة، لو طلب مني الجمهور المصري تقديم إفادة.. أنا شخصيا لم أرقص على تلك الأغنية التي انطلقت أصلا كدعاية انتخابية عند الانقلاب على الشرعية.
الغريب أني لم أرقص على الهواء مباشرة، لكني تراقصت مع إبنتي على أنغام الأغنية نفسها صباح اليوم التالي بعدما وضعتها فتاتي على جهازها المحمول… حسب مواصفات الإذاعية ريهام سعيد فأنا في هذه الحالة نمت متهما بخيانة مصر وإستيقطت وطنيا مصريا في اليوم التالي.
قلت لكم قبلا بأن الفضائيات المصرية أو بعضها تنطبق عليه مقولة «قلة الشغل بتعلم التطريز».. على كل حال إقتراحي للموسيقي المذهل حسن شافعي أن يتجاهل الأمر فاتهامه بعدم الرقص على أغنية الجنرال السيسي قد يكون «أسخف» من قصة «صباع الكفتة».
فضائية «فلسطين» تخصص لفضائح القيادة والخلافات الشخصية بين أقطاب العمل «النضالي» أكثر بكثير من الوقت الذي تخصصه للتحدث ضد مظاهر الاحتلال.
لا ضرر في ذلك فتلك رغبة بعض القيادات، والزملاء في الفضائية المسكينة ضجروا، لكن صوتهم مكتوم وقرارات الفصل التعسفي تتربص بأي واحد منهم يفتح فمه حتى ولو بملاحظة فنية أو مهنية.
البقالة الفضائية مخصصة فقط لنشر وتبادل الإتهامات وتغطية تلك الوثائق المخجلة الكيدية التي ينتجها قادة العمل الفلسطيني ضد بعضهم البعض.
للأسف لا مجال للخجل، خصوصا على الشاشة الرسمية للسلطة.
على الأرجح سيتهمني الزملاء في إدارة التلفزيون الأردني بإشاعة الإحباط والإمتناع عن رؤية النصف المملوء من الكأس والتحرش بالإبداع الوطني.
رغم ذلك لن أقاوم إغراء التعليق برأيي بعد الإعلان عن خطة ربط تلفزيونية ضخمة مع ست محطات مصرية من الواضح أنها تلفزيونات رسمية مؤيدة للرئيس عبد الفتاح السيسي.
الهدف من الربط هو إطلاع «الشعبين الشقيقيين» على تطور ونمو العلاقات الأخوية التي – كالعادة – وضع قواعدها جلالة الملك وفخامة الرئيس.. إلى آخر الكلاشية المعلبة المعروفة التي أقسم بأنها لا تعجب لا جلالته ولا فخامته.
عموما لا توجد مشكلة طبعا عندي كمواطن عربي في هذا الكلام، لكن كلمة «ربط» في القاموس الأردني تقلقني، فكلما «ربطت» دولتنا شيئا يتم «تفكيكه» لاحقا.. لدي دليل قوي: الربط بالضفة الغربية، ثم تفكيك الربط قبل الإنتقال لمستوى عبقري في الفك والتركيب إسميه انا العبد الفقير ب»ربط جديد لما يتم تفكيكه بصورة تفكيكية».
بصراحة حتى أنا لم أفهم عبارتي الأخيرة.. بكل الأحوال إقتراحي المحدد هو أن يبادر تلفزيون حكومتنا الرشيدة أولا لتغطية الأحداث المحلية ويربط أولا مع المواطن الأردني قبل الإنتقال للربط مع محطات «الهشك بشك» الحكومية المصرية والله من وراء القصد.
حسب المواصفات التي حددها العلامة الفهامة فضيلة الشيخ الدكتور علي جمعة عبر محطة «سي بي إس» المصرية قوم ياجوج ومأجوج وبعد دراسة علمية مستفيضة قام بها 100 عالم مسلم لديهم مواصفات خاصة أهمها: بؤساء وفقراء جدا وبشر من النوع العادي ومحشورون بين جبلين لا يستطيعون المغادرة من شدة الفاقة والفقر ويحتاجون للغذاء وأوضاعم المعيشية في قمة البؤس.
إقتراح الشيخ جمعة أن هؤلاء موجودون الآن في بلد إسمها أرمينيا وهي بلد حسب أصدقاء لي معروفة بالزيت والمراعي والجبن والزيتون، وليس سرا بالنساء الممشوقات.
في الأحوال كلها مشكلتي مع نظرية الشيخ جمعة أن المواصفات التي يتحدث عنها في ترسيم شكل ومعيشة قوم يأجوج ومأجوج رصدتها شخصيا في منطقة «القرافات « وسط القاهرة، حيث يعيش أربعة ملايين مصري بين القبور والمنطقة نفسها موجودة في «سقف السيل» في عمان، وفي المدينة القديمة للدار البيضاء وحتى في البحرين دخلت منطقة في مثل هذا البؤس.
كذلك في السعودية وبالتأكيد مثل هذه المواصفات موجودة ب»الطن» في مختلف بلاد العرب والمسلمين… إشمعنى أرمينيا؟
سؤال صغير إضافة لذلك: دخيلك يا شيخ دلني على المئة عالم مسلم أو على عشرة علماء مسلمين فقط هذه الأيام متخصصين في المستحاثات؟
عليه أقترح على مدير التلفزيون الأردني إلحاق محطة «سي بي أس» المصرية بشبكة الربط إياها حتى نساهم معا في ترويج التخاريف التي تفكك العقول المربوطة.