أعلنت قوى وأحزاب سياسية داعمة للنظام الحالي، ترحيبها الشديد بمساعي المصالحة المصرية القطرية لإنهاء حالة الخلاف بين البلدين، المستمرة منذ عزل الرئيس محمد مرسي في يوليو 2013، مشيرة إلى أن الجانب السعودى يلعب الدور الأكبر فى هذا الإطار وعلى الدوحة أن تبادر بحسن النية لعودة المياه إلى مجاريها بين البلدين. وكانت تقارير إعلامية خليجية كشفت عن استضافة المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضى لقاءً مصريًا قطريًا رفيع المستوى بهدف تنقية الأجواء بين البلدين، في إطار المساعي السعودية لتحقيق المصالحة المصرية القطرية، وترتيب لقاء قمة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثان. وقالت التقارير إن السعودية تتولى حاليًا الترتيب لملف المصالحة المصرية القطرية، خاصة بعد المبادرة التي أطلقها العاهل السعودي قبل أسبوعين، ودعا فيها مصر للاستجابة للمصالحة، وهو ما ردت عليه الرئاسة المصرية ببيان رحبت فيه بمساعي العاهل السعودي. وقال مجدى شرابية، الأمين العام لحزب "التجمع"، إنه من الضروري عودة العلاقات المصرية القطرية لتعزيز العلاقات العربية والوحدة المشتركة. وأضاف "برغم كل الضغوط الخليجية وما بذله الجانب السعودي من جهد كبير للضغط على قطر من تنظيم المؤتمرات لعودة العلاقات المصرية القطرية، إلا أن الجانب القطري لم يبدِ أى حسن أو قدّم أى مبادرات تذكر فى سبيل عودة العلاقات". واستدرك "بل على العكس فقد طالبوا بالوديعة القطرية، رغم علمهم بحاجة الاقتصاد المصرى للمساعدة، كما أن القناة الجزيرة مازلت على نهجها فى مهاجمة النظام المصري، ودفاعها عن الإخوان، وأصبحت دولة قطر مأوى الإخوان". وتابع شرابية: "نأمل من الجانب القطري الشقيق أن يقدم المبادرات التى تبدي حسن النية لعودة العلاقات لأن كل هذا يصب فى المصلحة الوطن العربى". وقال أحمد عز العرب، نائب رئيس حزب الوفد للشئون الخارجية، إن العلاقات مع قطر لم تتضح بعد، فهناك تردد في اتخاذ موقف جاد بشأن المصالحة أو غير ذلك. وشدد على أن "سياسة مسك العصا من النصف لا تصلح في مثل هذه المواقف"، مشيرًا إلى أن موقف الإدارة القطرية من الجانب المصري غير مرضٍ والهجوم على السيسي ما زال مستمرًا، الأمر الذي يعيق كل سبل المصالحة بين مصر وقطر فى هذه الأثناء. وأكد الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بالمركز القومى للبحوث، أن المصالحة بين البلدين تسير في طريقها الصحيح بدليل تصريح أكثر من مسئول قطري بأنه لا خلاف بين مصر وقطر، وأن ما ينقص هذه المصالحة هو التطبيق العملي وتنفيذ إجراءات واقعية، وأن الحديث عن المصالحة لن يفيد بشيء. وراى أن أهم خطوة فى المصالحة أن تتوقف قطر عن القيام بالحملات الإعلامية ضد مصر. يذكر أن العلاقة بين مصر وقطر قد شهدت حالة من التوتر منذ أكثر من عام بعد عزل الرئيس محمد مرسي فى الثالث من يونيو واعتبار قطر بأن ما حدث فى مصر انقلاب عسكرى. وبادر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبدالعزيز، مؤخرًا بطرح مبادرة طالب فيها مصر بقبول الصلح، لترحب على الفور رئاسة الجمهورية بالمناشدة وتلبيها، وختامًا بقمة الخليج الأخيرة، فهل تكون المصالحة هذه المرة جادة.