أبدى الداعون لمليونية "في حب مصر المدنية"، إصرارهم على إقامتها في موعدها المحدد الجمعة المقبل، رافضين الاستجابة لدعوة الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء الذي عقد معهم اجتماعًا مطولاً استمر حتى وقت متأخر يوم الاثنين لثنيهم عن فكرة تنظيمها بميدان التحرير، في الوقت الذي أعلنت فيه العديد من القوى السياسية وبينهم "الإخوان المسلمون" رفضهم المشاركة، إلى جانب "ائتلاف شباب الثورة"، بالإضافة إلى المجلس الأعلى للطرق الصوفية الذي أعلن رفضه تنظيم هذه المليونية التي دعا إليها الشيخ علاء أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية وبعض القوى الليبرالية واليسارية، فيما اعتبر ردًا على مليونية "الإرادة الشعبية" في 29 يوليو الماضي. واستدعى رئيس الوزراء والدكتور علي السلمي نائب رئيس الوزراء للشئون السياسية، الداعين لمظاهرة الجمعة لاجتماع عاجل في ساعة متأخرة من ليل الاثنين واستمر الإجتماع حتى ما بعد منتصف الليل بمقر مجلس الوزراء بوسط القاهرة، وكان من بين الذين استدعاهم الشيخ علاء ابو العزائم والدكتور إبراهيم زهران وكيل مؤسسى حزب "التحرير المصري" والدكتور عبد الجليل مصطفى القيادي بحركة "كفاية" والدكتور عمرو حمزاوي الناشط السياسي والباحث بمعهد كارنيجي والناشط السياسي عصام شعبان والناشط القبطي شريف دوس, وعدد آخر من الناشطين السياسيين. وصرح الدكتور عبد الجليل مصطفى عقب اللقاء، أن الاجتماع شهد ضغوطًا مكثفة من رئيس الوزراء ونائبه على منظمي المظاهرة من أجل إلغائها وعدم الاقتراب من ميدان التحرير, وهو ما قوبل برفض جميع الناشطين السياسيين مؤكدين أن التظاهر السلمى حق مشروع ومكفول دستوريًا وقانونيًا, ولا يوجد مانع لمنع التظاهر السلمي بعد الثورة المباركة. وقال إن هذا المبدأ أقرته الحكومة لكنه أعربت عن خشيتها من حدوث ما يعكر صفو المظاهرة السلمية وأن تشهد أحداث مؤسفة أثناء حفل الإفطار وما سيعقبه من مناقشات سياسية, بعد أن أبدى رئيس الوزراء ونائبه خشيهما من تحولها لاعتصام. وأضاف مصطفى إن أكثر الأمور التى تشغل الحكومة وتخشى من توابعها هو أن يقوم السلفيون بالرد على المظاهرة المزمعة للصوفيين, وأن تقوم فئات أخرى بالتظاهر ويتحول الأمر إلى سجال لا ينتهي. لكن أبو العزائم وزهران وعبد الجليل مصطفى أكد أن المظاهرة لن تشهد أي فعاليات أو أنشطة عدائية ضد أحد وأنه سيتم تنظيم صلوات للمسلمين والمسيحيين في الميدان عقب الإفطار الجماعي. وقد تعهد المنظمون يأن يتم فض المظاهرة في منتصف الليل، وأن يتم إخلاء الميدان تماما وعدم السماح لأي شخص بالمبيت أو الاعتصام فيه بعد انتهاء المظاهرة، كما تعهدوا بتنظيف الميدان. وحذر أبو العزائم والنشطاء السياسيون خلال الاجتماع رئيس الوزراء ونائبه من أن أي محاولة من جانب الحكومة لمنع المظاهرة أو إجهاضها سيشكل صدمة للناس ولن يكون في مصلحة البلد، على حد قولهم. وطالب المنظمون شرف والسلمي بأن يشاركا في الإفطار الجماعي حيث سيؤدي ذلك إلى إعطاء صورة توافقية وأن الجميع على كلمة سواء, لكنهما لم يعطيا موافقة نهائية على ذلك. وأكد عبد الجليل مصطفى أن شرف والسلمى لا يعترضان على التظاهر والإفطار الجماعي إلا أن خوفهما من حدوث أية تطورات هو ما يشغلهما. وشهد اللقاء إثارة عدد من القضايا منها المطالبة بأن تصدر الحكومة بيانا تؤكد فيه التزامها بأن تكون مصر دولة مدنية والتأكيد على أن هناك مبادئ دستورية حاكمة فى الدستور الجديد تضمن ذلك, وتعديل بعض المواد في قانون العقوبات لمنع التمييز بين المواطنيين على أساس الدين والعقيدة.