حصلت "المصريون" علي نسخة من تقرير الطب الشرعي الخاص بمذبحة بني مزار ، المتهم بارتكابها محمد أحمد محمد عبد اللطيف (27 سنه) وهو فلاح مصاب بمرض نفسى، مودع بمستشفي العباسية منذ 5 من يناير الماضى ، وكانت تساؤلات عديدة قد انتشرت عن سبب إخفاء التقرير ، خاصة وأنه ينفي رواية الداخلية عن الجريمة حيث يشير بوضوح إلى أن محترفين هم الذين ارتكبوا الجريمة، وإلى أن الضحايا كلهم قتلوا فى وقت واحد، ما يدل على تعدد الجناة، وينفى قيام شخص واحد مهما كانت قدراته بارتكاب المجزرة التى هزت وجدان مصر، والتى وقعت فى عزبة "شمس الدين" مركز بنى مزار بالمنيا. وجاء في التقرير الذي حرره الدكتور جمال سيد حسن الطبيب الشرعي المعاون، : "بعد تشريح الجثث ثبت لدينا أن الجريمة تم ارتكابها بواسطه محترفين وبأدوات جراحة طبية، ولم يتم ارتكاب الجريمة ببلطة وساطور، أما بخصوص الفترة الزمنية التي وقعا فيها الحادث فهي فتره زمنية واحدة. ويضيف التقرير: الوفاة حدثت في تمام الساعة الثالثة صباحاً للضحايا جميعاً، الأمر الذي يشير الي وجود عدد كبير من الجناة قاموا بارتكاب الجريمة في المنازل الثلاثة في وقت واحد، كما قام الاطباء بمعاينة رؤوس وعنق الضحايا العشرة، حيث وجدوا فى الجثث جرحين رئيسين في جمجمة كل ضحية موازيين لبعضهما. الأول من أعلي مؤخرة الرأس إلى يمين منتصف الجبهة بطول يتراوح بين 30 و35 سم، والآخر مواز له وقريب منه في الطول، وهو يمتد من يمين منتصف الرأس الي العين اليمني مروراً بمنتصف صيوان الأذن اليمنى. كما تبين لدينا تساوى حواف الجروح وعدم وجود شظايا عظميه داخل جمجمة الضحايا مما يؤكد احتراف الجريمة. ويضيف التقرير: كما أن شق بطن الضحايا جاء بنفس الأسلوب المحترف، حيث تبين بعد معاينة الجثث، أنها جميعاً تعرضت للشق من منتصف عظمة القص بالصدر إلى منتصف الأعضاء التناسلية، أى شق البطن بأكمله دونما أن تؤدي هذه العملية إلى إصابة أعضاء المجنى عليهم الداخلية من كبد ورئتين وقلب ومعدة وكليتين بأى إصابات، وبعد معاينة الاطباء الشرعيين للجثث تبن استحالة قيام مجنون بارتكاب الواقعة، وأن من ارتكبها شخص عاقل يعي ما يفعل. وما يثبت ذلك أن الذى قام بارتكاب الجريمة قام بشق ملابس الضحايا بخط متواز ولم يتبين وجود أثار تمزقات بالملابس، وهو ما يؤكد احتراف الجناة" هذا ما جاء فى تقرير الطب الشرعي حول حادث بني مزار. وما يثير الدهشة أن هناك تقريرا بخط اليد موقع من أحد الضباط بمديرية أمن المنيا ينفي التمكن من الحصول على البلطة والسكين التى قالت الداخلية إنهما استخدما في ارتكاب الحادث، الأمر الذى يكذب ما ذكره مدير أمن المنيا الذى أعلن العثور على أدوات الجريمة فى ترعه قريبة من منزل المتهم. وقد ذهبنا إلى مستشفي العباسية في محاولة لمقابله المتهم، ولم نتمكن من مقابلتة بالطرق الرسمية حيث تم إيداعه فى عنبر 8 غرب، وهو عنبر خاص يخضع لوزارة الداخلية لا الصحة ويقوم بحراسته قسم أول وقسم ثان مدينة نصر والأشخاص الذين يتم حجزهم بهذا العنبر إما أشخاص يدعون الجنون أو متهمون بارتكاب جرائم ترسلهم وزارة الداخلية للكشف على قواهم العقلية. وقد تم وضع "محمد أحمد محمد عبد اللطيف" " فى العنبر مكبلاً بالقيود الحديدية بحيث لا يستطيع الحركة، والأطباء بالمستشفي لا يعلمون حتى الان ما السر وراء التجديد 45 يوما مرة أخرى لإيداع "محمد" بالمستشفي بالرغم من أنهم قاموا بوضع التقرير النهائى لحالتة الصحية، وقالوا إنه يعانى من اضطرابات نفسية على نحو عارض يمكن لأي شخص المرور به. وعلمنا أثناء تواجدنا بالمستشفي أن هناك ضغطاً على الأطباء في المستشفي من وزارة الداخليه حتى يضعوا تقريرا يفيد بأن المتهم مجنون ودرجة جنونه خطيرة. وفى قرية شمس الدين مركز بنى مزار بمحافظة المنيا، حيث يعيش محمد وعائلته، وهناك أخبرنا الأهالى أن الشرطة تمكنت منذ أسبوعين من القبض علي تشكيل عصابى فى قرية بيلا التى تبعد عن قريه شمس الدين التى وقع بها الحادث بحوالي 5 كيلومترات، وزعيم التشكيل رجل مغربي شهير باسم " أصفهان"، وهو يوهم الجميع بقدرته على السحر وقد تم القبض عليه أثناء تنقيبه عن أثار في باطن أرض القرية، وأثناء تفتيش مسكنه وجد بحوزته أجزاء أدمية كهياكل عظمية وقلب بشرى وقرنية عين وفك، ومازالت وزارة الداخلية تخفي هذه المعلومة حتى الآن. وأخر ما توصلنا أليه من معلومات هو أن وزارة الداخلية، وبعد القبض على المتهم "محمد" بعشره أيام قامت بتشكيل فريق بحث يضم قيادات علي أعلى مستوى من ضباط مديريه أمن المنيا وضباط بوزارة الداخلية، وذلك للبحث عن الجناة الحقيقيين، ومازال البحث جارياً في سرية تامة.