علمت "المصريون" أن السفيرة الأمريكية في القاهرة آنا باترسون طلبت من المستشار السياسي للسفارة عدم الدخول في حوار مع بعض الجماعات الإسلامية المحافظة، مثل السلفيين والجماعة الإسلامية في هذا التوقيت على الأقل انتظار لتسلمها مهام منصبها بشكل رسمي خلال المرحلة القادمة. وقالت مصادر مطلعة، إن الجانب الأمريكي وجد أن الحوار حاليا مع هذه القوي قد يُقدّم رسالة خاطئة لحلفائها التقليديين في مصر، بانحياز واشنطن للتيار الإسلامي بوصفه "فرس الرهان" خلال المرحلة القادمة، وهو ما سيضعف بشدة من فرص التيار العلماني والليبرالي في لعب دور قوي داخل الساحة المصرية مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي. وأضافت أن الحوار مع التيارات الإسلامية المحافظة أرجأ لأجل غير مسمى حتى تستبين الرؤية أمام واشنطن وتحسم خياراتها، لاسيما وأنها تفضل وجود حكومة ائتلافية عقب الانتخابات المرتقبة تضم كافة ألوان الطيف السياسي تكون قادرة علي العبور بمصر لبر الأمان وتجاوز حالة عنق الزجاجة. ولم تستبعد المصادر ذاتها أن يكون تحفظ القوى الإسلامية المحافظة على الحوار مع واشنطن هو ما أجبر السفيرة الأمريكية علي إعادة النظر في فتح الحوار معها، لحين الإعداد الجيد لمثل هذا الحوار في المستقبل. في سياق منفصل، أعلنت أسرة الشيخ عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي ل "الجماعة الإسلامية" الدخول في اعتصام مفتوح أمام مقر السفارة الأمريكية بدءا من الجمعة القادمة لحث الجانب المصري على اتخاذ إجراءات جادة ومخاطبة الإدارة الأمريكية من أجل الإفراج عنه، أو تسلمه ليقضي باقي مدة محكوميته في مصر. وقال محمد أسد نجل الشيخ عبد الرحمن إن الاعتصام سيبدأ الجمعة بحضور رمزي لإيصال رسالة للجهات الرسمية في مصر والولايات المتحدة بضرورة تسريع الافراج عن الشيخ، مهددا بأن أعداد المعتصمين ستتزايد خلال الأيام القادمة في حال عدم التعاطي الأمريكي مع المطالب المصرية بالإفراج عن الشيخ الضرير وتسليمه لمصر، حتى يقضي ما تبقى من عمره.