وصلت إلي القاهرة أمس الاثنين '' آن باترسون'' السفيرة الأمريكيةالجديدة لدى مصر قادمة من واشنطن لتسلم مهام منصبها الجديد خلفا للسفيرة السابقة ''مارجريت سكوبي'' التي غادرت الشهر الماضي، لتكون أول سفيرة جديدة بعد نظام الرئيس السابق حسني مبارك . وحول أولويات مهامها الدبلوماسية في مصر، وضعت باترسون، إجراء حوار مع الإسلاميين “المعتدلين” في صدارة أولوياتها مع مباشرة مهام منصبها خلفا للسفيرة مارجريت سكوبي ، إضافة إلى شخصيات برز حضورها في ما عرف بائتلافات شباب الثورة ، وهو ما يعكس توجها أمريكيا للانفتاح بقوة على الأجيال الجديدة من السياسيين وأيضا على الإسلاميين، بعد أن باتوا قوة أساسية على الساحة ومرشحين للعب دور أساسي في تشكيل نظام الحكم في البلاد، بعد الإطاحة بنظام حسني مبارك. ويعكس هذا التوجه رسالة شديدة الوضوح على التغيير الجذري في الإستراتيجية الأمريكية والترحيب بالصعود السياسي للإسلاميين والدخول في حوارات معهم للاستماع لأفكارهم وتصوراتهم بشأن العملية السياسية ونظام الحكم، حتى يمكن تحديد موقف نهائي تجاههم واقتراح التوصيات بشأنهم. وحسب مصادر مطلعة فقد طلبت السفيرة الجديدة حتى قبل أن تبدأ مباشرة مهامها بالقاهرة من مسئولي السفارة إعداد قائمة جديدة ب “الأصدقاء” لتضم القوى الإسلامية الصاعدة وشباب الثوار، تمهيدًا لعقد سلسلة لقاءات معهم في الأسابيع الأولى من وصولها إلى القاهرة. هذا وتعهدت آن باترسون، المرشحة أنها ستعمل على مساندة مصر لتحقيق التحول الديمقراطي، وتعزيز احترام حقوق الإنسان، وتشجيع القطاع الخاص المصري على خلق فرص عمل وتحقيق نمو اقتصادي للبلاد. وقالت «باترسون»، إن الولاياتالمتحدة قدمت 65 مليون دولار، خلال الأسابيع الماضية إلى مصر، للمساعدة في التحضير للانتخابات، و75 ألف دولار للمنظمات الصغيرة لرفع الوعي بالعملية الديمقراطية، وأضافت: «توقيت إجراء الانتخابات مازال محل جدال في مصر، ونحن نقدم المساعدات في مئات الدول، وتراها الحكومات مساندة مشكورة وليست تدخلاً في السيادة»، مؤكدة أن السفارة الأمريكية لديها برامج مراجعة حسابية جيدة، «من أولوياتها التأكد من أن أموال دافعي الضرائب الأمريكيين يتم استغلالها بشكل جيد». و أوضحت «باترسون»، أن الخارجية الأمريكية قامت بإعادة هيكلة المساعدات المقدمة لمصر، حيث تم رصد 65 مليون دولار لبرامج الحكومة والديمقراطية، و100 مليون دولار في برامج اقتصادية لخلق فرص عمل للشباب، منها برنامج «كاش مقابل عمل»، يستهدف دفع أموال فورية لتوظيف عمالة يدوية. وفيما يتعلق بالمجال الاقتصادي، قالت «إنه يتعين على مصر توفير 750 ألف وظيفة كل عام للداخلين إلى سوق العمل، وهم من الشباب غير المؤهل لمتطلبات سوق العمل والاقتصاد الحديث». وقالت «باترسون»، أمام لجنة استماع بمجلس العلاقات الخارجية بالكونجرس الأمريكي، إنها تدرك المسؤوليات والتحديات التي تواجهها، لأنها ستتولى المنصب في وقت تشهد فيه مصر فترة تحول إلى الديمقراطية، على حد تعبيرها، وأكملت: «الانتقال إلى الديمقراطية سيكون طريقاً طويلاً وشاقاً ومليئا بالمفاجآت، علينا أن نساعد المصريين ليجدوا بأنفسهم طريقهم إلى الديمقراطية». وأثنت «باترسون» على دور القوات المسلحة في الحفاظ على استقرار مصر، وأوضحت أن إستراتيجية الإدارة الأمريكية ترتكز على تقوية القطاع الخاص المصري ليقوم بخلق فرص عمل، وتوسيع منافع النمو الاقتصادي، وتشجيع المستثمرين الأمريكيين للاستثمار في مصر، والدخول في مشروعات كثيفة العمالة، والتوسع في مساندة الشركات الصغيرة والمتوسطة. وأكدت أن لديها ثلاث أولويات ستعمل عليها، أولهم مساعدة مصر في إجراء انتخابات حرة وعادلة، والثانية دفع النمو الاقتصادي ومساعدة القطاع الخاص لخلق فرص عمل للشباب، والثالثة ضمان تحقيق الاستقرار في المنطقة والتزام مصر بمعاهدة السلام مع إسرائيل. وأشادت السفيرة بقيام الحكومة المصرية الحالية بإلغاء قانون الطوارئ، لكنها أبدت قلقاً من الاعتقالات للمواطنين دون محاكمة، ومن حالات التحرش بالنساء وخاصة الناشطات في المجال السياسي، على حد زعمها. وأوضحت، لأعضاء لجنة الشؤون الخارجية التي يرأسها السيناتور جون كيري، إلى أنها ستعمل مع مصر على تعزيز السلام مع إسرائيل، ودعم مصر في مساندتها لفكرة حل الدولتين، وقالت إن «الغالبية من المصريين لا يريدون صراعاً مع إسرائيل ويريدون المضي في العملية الديمقراطية ودفع الاقتصاد»، لافتة إلى تعهد الحكومة المصرية الحالية بالحفاظ على معاهدة السلام مع إسرائيل، مشددة: «لا أعتقد أن من مصلحة مصر نقض هذه المعاهدة»، وتوقعت «باترسون» أنه خلال الفترة القادمة «قد نسمع أشياء لا تسرنا في مصر، وسنشهد أوقاتً صعبة»، مختتمة: «أنا سأبذل كل ما في وسعي لمساندة المصريين». كان لها دور تجسسي في باكستان ولعبت باتيرسون دوراً هاماً فى العلاقات الأمريكيةالباكستانية على المستوى الأمنى، حيث شهدت فترة توليها منصب سفيرة الولاياتالمتحدةبباكستان، قيام القوات الأمريكية، بالتعاون مع نظيرتها الباكستانية، فى تنفيذ عمليات أمنية مشتركة، فى الوقت الذى كانت الولاياتالمتحدةوباكستان تواصلان نفيهما لوجود أى تدخل بين الجانبين فى الوضع الأمنى بباكستان. وكشفت عدد من وثائق ويكيليكس التى تم تسريبها مؤخرا أن باتيرسون كانت تقوم بكتابة تلك الوثائق شخصيا، حول العلاقات الأمنية بين البلدين. وأشارت الوثائق، التى تم الكشف عنها، أن الفترة التى تولت خلالها باتيرسون منصب سفيرة الولاياتالمتحدة كانت إحدى أنشط فترات التعاون الاستخباراتى بين البلدين. ووُصفت السفيرة الأمريكية بأنها "قائلة الحقيقة" – الصادقة - بعد صدور الوثائق المسربة، حيث انتقدت باتيرسون سياسة بلادها فى أحد الوثائق، التى أرسلتها للخارجية الأمريكية، وقالت، إنها تأتى بنتائج عكسية فى باكستان. وكانت تلك الوثائق تحديداً كشفت عن تغير الأوضاع فيما يتعلق بالدور الذى تلعبه وكالة الاستخبارات الأمريكية ووزارة الدفاع، فى تحديد سياسة الولاياتالمتحدة الخارجية. قدمت باتيرسون عدداً من النصائح التى عملت بها الإدارة الأمريكية فى تعاملها مع الوضع فى باكستان، تحديداً بشأن التعامل مع الرئيس الباكستاني. وكان زوجها صرح لإحدى الصحف فور الإعلان عن انتهاء خدمتها بباكستان، عن سبب رحيلها، إنها قضت بالفعل فترة أكثر من المعتادة، وكانت قد طلبت استبدالها بسفير آخر. وقد عملت باتيرسون طوال 37 عاماً فى الخارجية الأمريكية، تعرضت خلالها لمحاولة تفجير فاشلة أثناء عملها كسفيرة للولايات المتحدة بكولومبيا، وذلك خلال زيارة رسمية لها بإحدى المدن الكولومبية بصحبة أحد السيناتورات الأمريكيين.