ربط الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين المستقيل بين انهيار نظام حكم الرئيس حسني مبارك وسيناريو التوريث الذي كان يسعى لتمريره، عبر تصعيد نجله جمال إلى الحكم، "مما جعله يجامل الأمريكان ليقفوا بجانبه اعتقادا منه أن ذلك سيصل به لحكم مصر ولهذا أصبح مبارك يقف على الحياد في الأزمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين". واعتبر أن انتخابات مجلس الشعب في أواخر نوفمبر من العام الماضي كانت القشة التي قسمت ظهر البعير فهي التي عجلت الثورة الشعبية في 25 يناير، لأن "ما حدث من تزوير "عيني عينك وبكل بجاحة جعل الناس في حالة احتقان، وكان الأمر غاية في الاستفزاز مما أدى إلى حدوث الثورة". وقال مكرم – والذي كان مقربا من الرئيس السابق - في مقابلة مع برنامج "مانشيت" للإعلامي جابر القرموطي على فضائية "أون تي في"، إنه حذر أكثر من مرة "آل مبارك" في مقالاته من عملية التوريث، وإنه قال ذات مرة أن الشعب لن يقبل بالتوريث، وكان دائمًا يتساءل: كيف لابن الرئيس أن يتاجر بديون مصر؟. وكشف مكرم أنه كان يكتب الخطب السياسية للرئيس السابق منذ عام 1995 وحتى عام 2005 لكنه توقف عن كتابتها بسبب سيطرة جمال مبارك ولجنة السياسات على القرار وتحكمهم في الأمور، موضحًا أن هذه الخطب كانت تتضمن قرارات عظيمة ولكن لم ينفذ منها أي شيء. واعتبر أن مقاليد الحكم الفعلية كانت في يد نجل الرئيس السابق خلال السنوات العشر الأخيرة، إذ أن "مبارك سلم البلاد لجمال ابنه ولأشخاص آخرين أداروا البلاد خلال العشر سنوات الأخيرة حيث ازداد نفوذ جمال مبارك وأحمد عز وزاد أيضا التخريف والفساد"، بحسب تعبيره. ولم يبد مكرم رغم قربه من الرئيس السابق استياء إزاء ما تعرض له بعد أن ظهر على سررير طبي لأول مرة في مستهل محاكمته الأربعاء الماضي، بل رأى أن ما حدث معه وسجنه "يطفأ نار أسر الشهداء، وأصبح عبرة لكل حاكم يأتي ليحكم مصر". ورأى أن المظاهرات المليونية ساهمت في إحداث تغيير في شعب مصر، لكنه انتقد حركة "6 أبريل"، وقال إن عليها أن تحترم رغبة الشعب والاستفتاء، واعتبر أن حركة "كفاية" هي أول من طالبت بالتغيير الحقيقي. وعن جماعة "الإخوان المسلمين" قال مكرم إنه يشهد للجماعة بالتنظيم وأنهم أفضل جماعة تحسن اختيار قياداتها، لكنه أكد أنها أيضا لا تعبر عن الشعب بأكمله.