نظمت جماعة "الإخوان المسلمين" حفل إفطارها السنوي أمس، وذلك بحضور رسمي لأول مرة في تاريخها ممثلا في الدكتور علي السلمي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وأسامة هيكل، وزير الإعلام، والدكتور يحيى الجمل، نائب رئيس الوزراء السابق، والدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، والشيخ يوسف القرضاوى رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" والدكتور نصر فريد واصل، مفتى الجمهورية السابق، وعدد من الوزراء ورؤساء وممثلي الأحزاب السياسية، وسفراء ودبلوماسيين أجانب بالقاهرة، وسط غياب ممثلي المجلس العسكرى والكنيسة ومرشحى الرئاسة. وأكد الدكتور محمد بديع، المرشد العام ل "الإخوان المسلمين" في كلمته التي استهلها بتوجيه التحية لشهداء الثورة ومصابيها، إن "الإخوان" شاركوا كل القوى الوطنية الثورة المباركة بعد تحمل ظلم طال 40 ألفًا من "الإخوان المسلمين"، ومقاومة سياسيات النظام المخلوع مع كل الوطنيين المخلصين؛ لبناء وطن جديد. وشدَّد على رفض "الإخوان" للتخوين والإقصاء وضرورة التوحد والتراص والتوافق على قيم الإخاء والتعاون، قائلاً: "وحدتنا ستبقى سر قوتنا، فجميعنا مصريون لنا نفس الحقوق وعلينا نفس الواجبات". وأضاف أننا شركاء في بناء مصر ونهضتها، وعلينا أن نتعاون ونتسابق في تقديم البرامج لإعادة بناء ما أفسده النظام السابق، مؤكدًا أن الأمل الذي ننشده يتحقق في الاستقرار وسرعة نقل السلطة وفقًا للإعلان الدستوري، ومن الضروري أن ننبذ خلافتنا الفكرية والأيديولوجية. وتابع: لا سبيل أمامنا إلا أن نتعاون جميعًا في العبور بالوطن إلى المستقبل المستقر الزاهر الآمن، وأن نتسابق في وضع البرامج والآليات التي تعيننا على الخروج من هذه المرحلة الانتقالية بسلام وأمان، وتعيننا على أن نبني جميعًا دولة المؤسسات التى تحترم الدستور والقانون وتكفل كل الحقوق لكل أبناء هذا الشعب، وفي مقدمتها حق المواطنة وحرية الاعتقاد، وتعمل على تضافر كل الجهود والطاقات من أجل إعادة بناء ما أفسده النظام السابق على مدار عشرات السنين، بعيدا عن محاولات الإقصاء أو تصيُّد الأخطاء أو تبادل الاتهامات أو المزايدات والإغراق في جدالات لا يُبنَى عليها عمل، ومن شأنها أن توغر الصدور وتفرق الصفوف. وقال إنه من الضروري التأكيد على نبذ خلافاتنا الأيدلوجية والسياسية؛ وحشد طاقات الأمة بمختلف تياراتها حول المتفق عليه، وهو كثير بفضل الله، والاشتغال بما يهمُّ جماهير شعبنا، والسعي المشترك لإيجاد حلول عملية للمشاكل اليومية للأمة من فقر وبطالة وعنوسة، وتدني مستوى التعليم، وضعف مستوى الخدمات العامة، وارتفاع نسبة الأمراض، والركود الاقتصادي والسياحي، وغيرها من مشكلات كبيرة تحتاج إلى جهود كل المصريين، كل حسب طاقته وإمكانياته لحلها والتغلب عليها، منفذين لأمر الله تعالى (وتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ والتَّقْوَى ولا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ والْعُدْوَانِ) وأوضح بديع أن مصر الثورة قد تغيرت عن ذي قبل، ولن تعود أبدًا بإذن الله للعب الدور القديم الذي كان يقوم به النظام البائد الذي قزمها وقلص دورها الإقليمي والدولي، ولن تقبل تدخلاً خارجيًّا في شئونها ولا إملاءات لأية جهة أو لأية قوة مهما كانت، ولعل العالم كله يدرك الآن أن مصر الثورة ماضية في استعادة مكانتها بإذن الله بغير عدوان على أحد، ونمد أيدينا بالسلام لكل دول العالم.