ثمن يسري حماد نائب رئيس حزب "الوطن" دعوة التوافق الوطني, التي أطلقها زعيم حزب "غد الثورة" أيمن نور، مؤكداً أنها فرصة للم القوى الثورية مرة أخرى, تحت مظلة جامعة. وأضاف حماد في تصريحات لقناة "الجزيرة" أن حزب الوطن يرحب بأي مبادرة أو دعوة تهدف إلى وضع آليات واضحة, من أجل بناء دولة حديثة. وانتقد نائب رئيس حزب الوطن القوى الرافضة للدعوة، واصفا إياها ب"الرجعية التي تعتمد في بقائها السياسي على الحكم العسكري"، مؤكدا أن دعوة نور موجهة فقط إلى القوى, التي تحب مصر، وأردف "القوى الرافضة لما دعا له نور لا تمتلك تواجدا في الشارع, ولا تحظى بأي قوة على الأرض". وأثارت دعوة أيمن نور إلى توافق قوى ثورة "25 يناير" على وثيقة وطنية تنظم العلاقة فيما بينها وتضع قواعد ملزمة للمستقبل، ردود فعل متباينة. وكان نور نشر تغريدة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر", قال فيها :"أدعو إلى حوار للتوافق على وثيقة وطنية جامعة وضامنة لتنظيم العلاقات البينية بين قوى ثورة 25 يناير ووضع قواعد ملزمة للمستقبل ولا تتجاهل أخطاء الماضي". وفور انطلاق الدعوة، أبدت قوى سياسية ترحيبا بها، بينما اعتبرتها أحزاب وحركات أخرى "تحريضية، وسبق ترتيبها تحت رعاية جماعة الإخوان المسلمين". وأكدت حركة "6 إبريل" ترحيبها بالمبادرات الجادة للحوار من أجل مصلحة الوطن, وقال عضو المكتب السياسي للحركة محمد مصطفى إن "الحركة تدرس كافة المبادرات التي تصب في خدمة مصر حتى وإن خرجت من النظام الحالي". وأبدى مصطفى الاستعداد لمناقشة أيمن نور في مبادرته الجديدة، لافتاً في الوقت نفسه إلى رفض "6 إبريل" أية مبادرة تخلو من العدالة الانتقالية ومحاسبة المسئولين على أخطاء الماضي. وفي المقابل, استنكر رئيس حزب "المؤتمر" عمر المختار صميدة انطلاق الدعوة من خارج مصر، وقال :"إن نور خرج من البلاد بعد الثلاثين من يونيو, وبدأ في التحريض ضد الدولة من الخارج". وأشار صميدة في بيان له أن الدعوة لم تعترف بما سماه ثورة "30 يونيو"، وتابع "ذكر نور أن الوثيقة لتنظيم العلاقات البينية بين قوى ثورة 25 يناير, ما يؤكد عدم إيمانه بما جرى في الثلاثين من يونيو". أما رئيس الحزب الاشتراكي المصري أحمد بهاء شعبان فقال, إن "نور اعتاد لعب أدوار مشبوهة تخدم الإخوان"، مرجعا انطلاق الدعوة في ذلك التوقيت لانحسار الإرهاب في البلاد. وفي السياق نفسه، أكد محمود بدر مؤسس حركة تمرد الداعمة للسلطة الحالية, أن "المبادرة نتاج فكر شخص بعيد عن الوطن"، وأوضح أن نور يقيم ببيروت, "حيث لا توجد ميليشيات إرهابية ترهب المواطنين"، وفق تعبيره. وفي رده على ما سبق, نفى نور بشكل قاطع أن تكون دعوته "إخوانية"، مؤكدا عدم طرحه أية مبادرة أو وثيقة سابقة الأعداد، ولا علاقة له بتيار بعينه، وأوضح أن الدعوة للاعتراف بأخطاء الماضي غير موجهة لأحد معين، لكنها خطوة للتصالح. وأضاف نور, الذي يقول إنه يعيش في إجازة قسرية ببيروت منذ فترة, في حوار مع قناة "الجزيرة" أن الدعوة للحوار التي أطلقها تحت عنوان "طريقنا للديمقراطية" ليست وثيقة معدة سلفا، وليست مبادرة بجدول أعمال، بل دعوة للحوار والإصلاح بين شركاء ثورة 25 يناير الذين أصبحوا متفرقين، تكون حجر الزاوية للوصول إلى مصالحة مجتمعية.