قال المستشار محمد شيرين فهمي، رئيس محكمة جنايات القاهرة قبل النطق بالحكم في قضية مذبحة رفح الثانية وما ورد إليها من رأي مفتى الجمهورية إنه ثبت للمحكمة أن ارتكاب المتهمين للجرائم المسندة لهم مرجعه اعتناق المتهمين لفكر تنظيم القاعدة الإرهابى القائم على تكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه، وتكفير العاملين بالدولة خاصة القوات المسلحة والشرطة والقضاء وسائر الجهات الحكومية بزعم عدم تطبيقهم لشرع الله مما يستوجب من وجهة نظرهم الضيقة جهادهم ومحاربتهم بزعم إقامة الدولة الإسلامية، ويرى أن حكم العاملين فى مؤسسات الدولة التى تحكم البلاد حكمها حكم الردة عن الإسلام تستحق القتل، ويرى أنه يجب قتل الجيش والشرطة لأنهم من جنود الطاغوت، هذا هو فكرهم الآثم الذى اعتنقوه ونسبوه إلى الإسلام من اجتهادهم المحرم وفهمهم الجاهل لأمور الدين والإسلام منه براء، والثابت من أوراق الدعوى أنه لم تتوافر لدى أى من المتهمين شروط الاجتهاد شرعاً.. آية ذلك أنه يجب على من يتصدى للاجتهاد أن يكون على علم تام بأحكام القرآن والأصول التشريعية العامة التى قررها فى العقوبات وفى المعاملات، وأن يدرس الآيات دراسة عميقة ويقف على أسباب نزولها وعلى ما ورد فى تفسيرها من آثار للصحابة أو التابعين، وعلى ما فسرها به المفسرون ويقف على ما تدل عليه نصوصها وظواهرها، وعلى الحكم منها، والمنسوخ وما نسخه، كما يجب على من يستأهل للاجتهاد أن يكون على علم تام بالسنة، أى ما صدر عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) من التشريع جزئياته وكلياته، وأن يرجع إلى ما أجمع عليه مجتهدو المسلمين، وأن يعرف حقيقة القياس وأركانه وشروطه، وهذا يوجب عليه أن يدرس أصول الفقه دراسة دقيقة شاملة وأن يعرف المبادئ التشريعية العامة التى بنيت عليها الأحكام والمقاصد العامة التى قصدت بها وأن يعرف علل الأحكام التى دلت عليها النصوص وعلل الأحكام التى تؤخذ من القواعد الكلية، وبهذا تتكون عنده ملكه تشريعيه يقدر بها على استنباط الأحكام، والاجتهاد محرم بالنسبة إلى من لم يستأهلوا له ولم تتوافر لهم وسائله، لأنهم ماداموا ليسوا أهلاً للنظر فى الأدلة الشرعية وفهم الأحكام الشرعية منها، ولم تتوافر فيهم وسائل هذا النظر والفهم، يكون نظرهم فى الأدلة غير موصل إلى حكم الله، ومفضياً إلى ضلالهم، وكل ما يفضى إلى المحرم محرم، والواجب على هؤلاء أن يعرفوا حكم الله بالسؤال عنه ممن عرفوه ، والله سبحانه وتعالى( لا يكلف نفساً إلا وسعها )، ولهذا قال جل ثناؤه (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ).