تحت عنوان "الثورة المصرية لم تمت فهي لم تحدث في المقام الأول"، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إنه بعد رفض المحكمة جميع التهم الجنائية الموجهة ضد الديكتاتور الأسبق حسني مبارك نهاية الأسبوع الماضي، اعتقد العديد أن ذلك بمثابة المسمار الأخير في نعش "الثورة" التي أطاحت به من السلطة فبراير عام 2011، و"أنها ماتت" كما نقلت تصريحات والد أحد نشطاء ثورة يناير الذين قتلوا خلالها. ورأت الصحيفة أنه "بعد الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي وتبعه الجنرال العسكري السابق عبدالفتاح السيسي في منصب رئاسة الجمهورية، أصبحت قضية مبارك تشبه الجليد على كعكة المعادين للثورة في مصر". وتابعت: "بعد هذا السرد قد يساء فهم ما تعنيه "مصر ثورة ميدان التحرير" لكثير من المصريين خاصة من الوسط السياسي في البلاد الذي يشكل أغلبية ساحقة في المناطق الريفية والتقليدية، وليس بالضرورة التيار الإسلامي، لكن بعيدًا عن الرغبات بعيدة المدى الخاصة بالثورة، كثير من هؤلاء المصريين أيدوا هدفين أساسيين للانتفاضة فقط، أولها إنهاء حكم مبارك وثانيًا منع التوريث لابنه جمال". وأوضحت "من وجهة نظرهم هؤلاء مبارك حكم لفترة طويلة جدا، وهناك محاولة واضحة لتنصيب ابنه بهدف ترسيخ سياسة ال "pharaonism" أو "الفرعونيزم" في البلاد". ورأت أنه "بالنسبة لهؤلاء المصريين، فالثورة لم تمت مع الحكم الصادر يوم السبت الماضي، لأن مبارك ليس الرئيس حاليًا، وطالما موجود خارج السلطة فأهدافهم ستعود بشكل طبيعي للحياة حتى لو لم ترقى للديمقراطية". ولفتت الصحيفة إلى أنه "من الصعب تحديد هذه النية على نطاق واسع فالاقتراع في مصر ضعيف كما هو معروف، وفرض الجيش سيطرته على وسائل الإعلام الحكومية للحد من المزيد من النشاط الثوري بعد سقوط مبارك، وإلغاء النظام الحالي للمعارضة إلى حد كبير، بعث شعور بأن الانتفاضة لم تمت يوم السبت، فالثورة الحقيقية لم تحدث أبدا في المقام الأول". وقالت "ماحدث كان كتلة حاسمة من المصريين أرادات الاستقرار بدلاً من الإصلاحات المؤسسية العميقة التي تعد الثورة الحقيقية المطلوبة". وأشارت إلى أنه "خلال التطورات السياسية الكبرى في السنوات الأربع الماضية، فسر العديد من المصريين ماهية أعمالهم وأولوياتهم فيما يتعلق بمفهوم الاستقرار، وفي هذا السياق رحبوا بفرضية الجيش على السلطة بعد سقوط مبارك مبدين الثقة في تلك المؤسسة كقوة لهذا الاستقرار". وأضافت "بعد دعم كثير من المصريين لجماعة الإخوان المسلمين التي حققت فوزا ساحقاً في الانتخابات البرلمانية 2011-2012، وبعدما انتصار محمد مرسي المحدود في انتخابات الرئاسة في يونيو 2012، عكس تميز حركتها السياسية المنظمة جيدا، بيئة توفر الاستقرار وهي الكلمة التي استخدمتها الجماعة خلال حملاتها المختلفة". واستطردت: "عندما تحفز مرسي في نوفمبر 2012 للاستيلاء على السلطة أثار معه حالة من السخط، وانتشرت الاضطرابات السياسية على نطاق واسع، وكتلة من المصريين رحبت بالإطاحة به منتصف 2013 بهدف الاستقرار مرة أخرى".