سلطت صحيفة "تليجراف" البريطانية، الضوء على حكم براءة الرئيس الأسبق حسني مبارك، من تهم الفساد وقتل المتظاهرين إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير، معتبرة إياه ختما قضائيا على انتكاسة الثورة. وحلل الكاتب ريتشارد سبنسر، الحكم وتبعياته، مؤكدا أن البراءة إعادة للوضع في مصر 180 درجة إلى الوراء، لافتا إلى أن جمعة الغضب التي وافقت الثامن والعشرين من يناير عام 2011، كانت من أكثر لحظات التاريخ المعاصر في الروعة والدراما، وخصوصا أنها شهدت تراجعا لمن وصفهم ب"شرطة مبارك" خوفا من مواجهة آلاف المحتجين الذين احتشدوا في مواجهة الغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه. ولفت إلى أن المعارك التي اشتعلت داخل ميدان التحرير أثناء ثورة يناير، رُصدت في بث مباشر من خلال كاميرات التليفزيون، ومن المؤكد أن قوات الأمن أطلقت النار على المحتجين مباشرة، فيما شرعوا هم في إشعال النيران بمراكزها. واستبعد سبنسر ألا تكون أوامر إطلاق النار على المتظاهرين قادمة من رأس هرم السلطة، وذلك حسب تركيبة المسئولية السياسية في مصر، ولكنه أيضا من المستحيل، في رأيه، أن يدفع مبارك ووزير داخليته حبيب العدلي، ثمنا قضائيا لما وقع في تلك الأيام.