...لست من المتهمين أحدا دون بينة,لكن الشواهد مقلقة,وكنت في رفح ثم العريش قبل حرب غزة بنحو عام,وقتها لو تذكرون اشتد الحصار,واختلف الفلسطينيون فيما بينهم فأغلقوا المعبر مرة قبل أن تغلقه الحكومة المصرية برضوخ لطلب إسرائيل ,يومها اندفع الفلسطينيون باتجاه الحدود مع مصر فدمروا واقتحموا واشتبكوا مع الأمن المصري,و استشهد بعض الضباط المصريين. وقد يقول قائل :إن هذا طبيعي لأن الحصار يولد الانفجار,والحاجة أم الاقتحام,لكن كيف يمكن تفسير مشهد مسن فلسطيني يومها يرفع علم بلاده المحتلة فوق برج المراقبة برفح معلنا أن تلك أرض فلسطينية,ولم أرد وقتها أن أعلق على الحدث,لأن تاريخنا يقول مصر وفلسطين يد واحدة. لهذا فقد أقلقتني حرب الشوارع بالعريش,ودماء مصرية مسالة توحد بين الجيش والشعب والشرطة,و لا نريد أن نستبق التحقيقات والتقارير والإجابات عن سؤال الفاعل,وهل هو المفعول به في غزة أم نائب الفاعل السيناوي,أو ربما الضمير المستتر وتقديره هي إسرائيل,والمضاف إليها من عملاء. والحادث كما تابعتموه جميعا :هجوم أكثر من مائة وخمسين مسلحا ملثما وحاقدا وكارها وعدوا ظاهرا مستقلين سيارات نصف نقل و دراجات نارية ,لمركز الشرطة بمدينة العريش مما أسفر عن استشهاد ثلاثة مصريين مدنيين,وضابط شرطة,وضابط بالقوات المسلحة. و قالت رويترز :إن المهاجمين لا يعرفون المدينة ويبدو أنهم ليسوا من أبناء شمال سيناء,لأنهم وفقا لشهود عيان ضلوا الطريق أكثر من مرة لمركز الشرطة ولم ينزعوا عنهم أقنعة الوجوه القبيحة,وبحسب مدير أمن شمال سيناء , فإن قوات الأمن تمكنت من القبض على خمسة عشر ملثما من الذين هاجموا قسم العريش بينهم عشرة فلسطينيين، بينما لم يستدل على جنسية الخمسة المعتقلين الآخرين,بينما أكدت مصادر أمنية أن المسلحين مجموعة من الفلسطينيين والمصريين وأعضاء بجماعات التكفير والهجرة ,أما جريدة الحياة اللندنية فقد نقلت تصريحات لمحمد دحلان رجل فتح القوي فيما سبق,و عدو حماس فيما سبق وما لحق,نفى خلالها ضلوع عناصر تابعة له في الاعتداءات على مراكز الشرطة المصرية في منطقة العريش, متهماً حركة حماس بقصف مراكز الأمن المصري.,وليس خافيا بغض دحلان لحماس,ولكن أيضا ليس خافيا اطلاع دحلان و خبرته في كيف تدار الأمور وتسير في قطاع غزة. إذن لدينا اتهامات من اتجاهات مختلفة تشير معظمها إلى عناصر فلسطينية,وأن تلك العناصر يهمها ألا تستقر الأوضاع في مصر,ولو خلطنا معها اتجاه التكفير,فالضرب في الكافرين من الشرطة والجيش والمصريين عموما حلال,وعلى الرغم من كل تلك الاتهامات التي يميل لها بعض عقلي,ويستنكرها كل قلبي,فإن هناك أيضا مستفيدا من عدم استقرار الوضع واسمه صهيون,لكن حتى لو كان ذلك كذلك,فإن إسرائيل تبقى المحرك أو المحرض,أما الفاعل وحامل المدفع,فهو –حسب الروايات - فلسطيني ضل الطريق,وعلى إخوانه وأولي الأمر الرائعين من قادة حماس الذين نحبهم ونبذل الغالي من أجلهم,أن يأخذوا على أيدي سفهاء,لو قدرنا نحن عليهم سنقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف,ويشتد وقتها الخلاف. [email protected]