لا شك أن الصائم يفرح بفطره ولذلك تراه يرقب ولو دون أن يشعر إنطلاق مدفع الإفطار ليأكل أو ليشرب خاصه فى هذه الأيام شديدة الحر ، لكن اسمحوا لى إخوانى فى الله أن أدعو نفسى وإياكم ومع أول يوم من رمضان إلى إطلاق مدفع آخر مدفع حاجتنا إليه فوق حاجتنا للطعام والشراب بل والهواء الذى نتنفسه ، مدفع قد يكون إطلاقه هو آخر أمل لنحقق شيئا يذكر فى الإنابة إلى مولانا سبحانه وتعالى أدعوكم إخوتى فى الله مع إنطلاق مدفع الإفطار إلى أن تطلقوا فى داخلكم مدفع الإصرار ، الإصرار على أن يكون رمضان هذه المرة مختلفا فى كل شىء ، هيا نصر على أن نصلى كما لم نصل من قبل ، ونخشع كما لم نخشع من قبل ، ونصوم كما لم نصم من قبل هيا، نصر على أن نعض على كل ثانية فى هذا الشهر بالنواجذ ، فلا تنفق إلا فى طاعه ، ولا تصرف إلا فى ذكر . هيا نصر على أن نكون فى هذا الشهر كما لم نكن من قبل ، هيا نصر على أن نحقق الرقم القياسى فى طول القيام ، وقلة النوم وختم القرآن ، وإدراك تكبيرة الإحرام ، هيا نصر على غض البصر ، وصلة الرحم ، وترك الكذب ،والغيبه ، والنميمه . هيا نصر على ترك الذنوب وعلاج العيوب وتزكية القلوب . هيا نصر على أن نهزم شيطاننا هزيمة تاريخيه ، بعد أن أذاقنا مرارة هزائم كثيرة ، ونجح فى أن يحركنا كيف يشاء هيا ننتفض ونقول آن الآوان أن نكون كما ينبغى أن نكون .هيا نصر على أن ننهى الشهر أفضل مما بدأناه. هيا نقول وداعا لخساسة الهم والرضا بالدنيه ، هيا نقول وداعا للتفريط والتقصير ، وداعا للمعاصى فقد أسود القلب منها . إن كثيرا من المسلمين عندما يستمع لقصص السلف فى القيام والصيام والجهاد وسائر الطاعات تتحرك داخله رغبه فى أن يفعل كما فعلوا ولكن غالبا تخونه همته ويستسلم لشيطانه ونفسه . إن المؤمن العاقل ينبغى عليه أن يفهم أن القصة هى أنه فى لجنة إمتحان حقيقية ، وأن الرقيب سبحانه وتعالى يراه ، وأنه ينبغى عليه أن يصرف كل وقته وجهده للوصول لأفضل إجابه حتى إذا نادى المنادى أن هلم يا عبد الله ، هلم للقاء مولاك ، وقدمت لتقييم إجابتك ، ومناقشتك فيها ، لم تعض على يديك من الندم على تفاهة الإجابه وسطحيتها . هيا أطلق المسلم الذى بداخلك وفطرة الإيمان ، وقل وبإصرار تبت إلى الله ، ورجعت إلى الله ، وندمت على مافعلت ، وعزمت على ألا أعود إلى المعاصى قلها ، وكلك إصرار على أن تحولها واقعا عمليا فى حياتك ،وكلك إصرارعلى أن يبدأ عصر إنتصاراتك وينتهى زمن الإنكسارات ، وكلما حدثتك نفسك بالقعود أو أصابك فتور أغمض عينيك وفكر حين تنقضى حياتك ويسدل على قصتك الستار وتذهب حلاوة المعصية ومشقة الطاعه وتدخل قبرك وتلقى ربك فكر حينها فيما تحب أن يكون لك هناك كل الناس يغدو فبائع نفسها فمعتقها أو موبقها [email protected]