مثلما اكتشفت من قبل مدينة "بومبى" الإيطالية التى طمرها رماد بركان، اكتشف فريق من الباحثين في اندونيسيا بلدة مدفونة تحت الصخور البركانية والرماد، تعد بنفس أهمية "بومبى" في صقلية الايطالية. وذكر موقع "بى بى سى" أن حوالي 100 ألف شخص لقوا حتفهم في حمم بركان جبل تامبورا على جزيرة سومباوا عام 1815. وتم اكتشاف بقايا منزل واثنين من سكانه مدفونين تحت الرماد على عمق ثلاثة امتار. ويؤكد العلماء ان بلدة بأكملها ما زالت تحت الصخور البركانية والرماد. وقالت البعثة العلمية انها عثرت على أواني من البرونز والخزف وغيرها، وهي تعطي معلومات قيمة عن ثقافة اندونيسية غابرة، ولذلك اطلق عليها "بومبى الشرق". وقال البروفيسور هارالدور سيجوردسون من جامعة رود آيلند الامريكية، والذي كان ينقب في المنطقة منذ 20 عاما، ان كل المساكن واصحابها ما زالت محفوظة كما كانت عام 1815. وكان العلماء يبحثون في شرخ باحدى الغابات على الجزيرة بعدما قال لهم مرشد ان سكانا محليين وجدوا عدة أشياء عتيقة هناك. ويظهر من خلال الاشياء التي تم العثور عليها ان سكان البلدة كانوا أغنياء وان لهم علاقات بفيتنام وكمبوديا. كما يُعتقد انهم كانوا يتكلمون لهجة قريبة من لغة الخمير، والتي يتفرق المتحدثون بها في أرجاء جنوب شرق آسيا. ويعتقد البروفيسور سيجوردسون ان من بين المباني المدفونة قصرا بني من خشب، ويعتزم العودة الى سومباوا العام المقبل للبحث عنه. وتظهر الدراسات ان ثوران بركان جبل تامبورا كان من اعنفها في تاريخ البشر، حيث لم تسلم منه جزر مالوكو وجافا وبالي ولومبوك. وبعد ان ادى الى مقتل حوالي 100 ألف شخص، مات قرابة 17 ألفا آخرين من جراء المجاعة والأمراض التي تسبب فيها. وقد اشتهر عام 1816 ب"العام الذي لا صيف له" بسبب انخفاض درجة الحرارة الناجم عن كميات الرماد الهائلة التي انبعثت في الاجواء.