الزمر: المؤيدون ل «الانقلاب» يتراجعون وتصريحاتهم «مرحب بها».. الشريف: نرحب بعودة «أيقونة الثورة».. وجلال: لاتسمحوا لأحد بالمتاجرة بدمائكم تفاوتت ردود الفعل في أوساط الإسلاميين تجاه التصريحات التي أدلى بها الدكتور محمد البرادعي، نائب الرئيس السابق، والذي قدم استقالته احتجاجًا على التعامل الأمني العنيف مع معتصمي "رابعة العدوية" و"النهضة" في العام الماضي، إلى جانب موقف الناشط السياسي، وائل غنيم، الذي يوصف ب "أيقونة ثورة يناير". وكان البرادعي عاد للمشهد بكلمة في جامعة هارفارد الأمريكية، مؤكدًا أن مصر كانت على شفا حرب أهلية قبل الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، موضحا أنه لا يستطيع وصف أن مصر أصبحت "ديمقراطية" لأنها ليست كالقهوة سريعة التحضير أو كالسعال تأتي في لحظة. فيما قال غنيم بعد فترة صمت، خلال كلمته بقمة "Rise Up" في واشنطن في الأسبوع الماضي، إن "مصر لم تصل لما طمحت له الثورة"، مضيفا أن عدد السنوات التي عاشها أو الأماكن التي ذهب إليها ليست بأهمية القيم التي قرر الوقوف في صفها، والتي من المحتمل أن يخسر حياته من أجل الدفاع عنها"، حسب قوله. وفي حين رحب بعض قيادات الإسلاميين المتواجدين بالخارج بتصريحات البرادعي وغنيم، واعتبروها "عودة إلى حضن الثورة"، حذر آخرون من محاولة بعض "الرموز السياسية" الاتجار بدماء شباب الإسلاميين، قبل أيام من تظاهرات "الثورة الإسلامية" التي دعت إليها "الجبهة السلفية" في 28نوفمبر الجاري. وقال الدكتور طارق الزمر، رئيس حزب "البناء والتنمية"، الذراع السياسي ل "الجماعة الإسلامية"، إنه "فى الوقت الذى تتوالى فيه التصريحات الرافضة لممارسات سلطة الانقلاب والمحذرة من مستقبل مظلم للبلاد فى ظل استمرارها.. لا يسعنا إلا أن نرحب بها كما نرحب بتغليب المصلحة الوطنية وتماسك الدولة المصرية على كل مصلحة حزبية أو فئوية". وأضاف الزمر ل "المصريون": "الحديث الصادر عن شخصيات معينة يصدر اليوم من جهات محسوبة على معسكر الانقلاب بشكل من الأشكال أو أنها كانت متعاطفة معه بغض النظر عن أسباب هذا التعاطف أو قريبة منه لأسباب رأتها فى حينها مصلحة وطنية". وتابع "من واقع إدراكنا للأزمة العميقة التي تمر بها البلاد منذ الانقلاب العسكري وحتى اليوم، نؤكد أن القواسم المشتركة بين الأطراف المدنية (إسلامية أو ليبرالية أو يسارية) هي أكبر بكثير مما جمع بعضها مع المجلس العسكري يوم 3 يوليو". واستطرد قائلاً "كما أن إمكانيات التواصل بين كافة هذه القوى لاتزال متاحة وأن ساحات الحوار يجب أن تكون مفتوحة وصولا لتصور شامل لإنقاذ البلاد واستكمال أهداف ثورة يناير". وشدد الزمر على أن "أهم مخرج من الأزمة الحالية يجب أن يرتكز على تصور مستقبلي لبناء دولة مدنية خلال مرحلة انتقالية تشاركيه يتم التوافق على كل إجراءاتها وعلى مداها الزمني". من جانبه، رحب خالد الشريف المتحدث باسم "المجلس الثوري المصري" (معارض) بعودة ظهور نشطاء الثورة على المشهد الإعلامي والسياسي مرة أخرى، مؤكدًا أن "كسر الانقلاب واسترداد الثورة لن يتم إلا باصطفاف جميع مكونات الوطن". وجاء ذلك في سياق تعليقه على ظهور الناشط وائل غنيم, أحد رموز ثورة 25يناير في مؤتمر بالولايات المتحدة قال فيه إن الثورة المصرية لم تحقق بعد أهدافها. ووصف الشريف، غنيم الذي اختفى عن الساحة المصرية منذ مظاهرات 30يونيو في العام الماضي بأنه "لايزال أيقونة الثورة المصرية"، وقال "نرحب بعودته لحض الثورة من أجل إسقاط الانقلاب العسكري الذي حطم حلم الشباب في الثورة وقضى على أهدافها في العيش والحرية والكرامة الإنسانية". وتابع المتحدث باسم "المجلس الثوري" مخاطبا الشباب "لاتغلقوا الأبواب أمام العائدين لحضن الثورة فالتوبة مفتوحة للجميع مالم تلوث أيديهم بدماء الثوار أو يحرضوا على ثورة الشباب". واعتبر أن "من علامات ومبشرات النصر للثورة المصرية هو قفز الكثيرين من سفينة الانقلاب وتقليص رقعة الداعمين ل (الرئيس عبدالفتاح) السيسي في المقابل واتساع رقعة العائدين للحضن الثورة". بدورها، حذرت "الجبهة السلفية"، شباب التيار الإسلامي من محاولات بعض "الرموز السياسية" المتاجرة بدمائهم، قائلة لهم: "دمكم ودم إخوانكم ليس رخيصًا فلا تسمحوا لأحد أيًا كان أن يتاجر به ويستخدمه لأي غرض". وقبل أقل من أسبوع على تظاهرات "الثورة الإسلامية" التي دعت إليها، شددت الجبهة على "ضرورة وضوح أهدافهم كالشمس بلا تمييع ولا تلوين ولا تنازل عنها". وتوجه محمد جلال، الناطق باسم الجبهة إلى شباب الإسلاميين، قائلاً: "لا تسمحوا لفئات ورموز رقصت على دمكم أن تعتلي مركب الثورة بعد خذلانها بدعوى التوافق.. ألا سحقًا لتوافق يضيع الدم وينسي العرض ويهدر الجهد ولا يحقق الأهداف". وفي إشارة إلى الانتقادات التي وجهها الدكتور محمد البرادعي نائب الرئيس المستقيل والناشط السياسي وائل غنيم، قال المتحدث "لا تغتروا بهؤلاء الذين فجأة بدأوا في الركوب في سفينة الثورة واسأل نفسك لماذا"؟! وشدد على أن "حراك 28 نوفمبر صار حراكًا مفروضًا على الواقع، والكل يهابه فلاتضيعوه فوالله هو أهم من 25 يناير وأهم من أي توافق". وفي وقت سابق، هذا الشهر، دعت "الجبهة السلفية" إلى "الثورة الإسلامية" أو "انتفاضة الشباب المسلم"، يوم 28 نوفمبر الجاري، مطالبة ب "فرض الهوية الإسلامية دون تمويه، ورفض الهيمنة على القرارات السياسية والاقتصادية، وإسقاط حكم العسكر".