أدان المتحدث باسم حزب "الحرية والعدالة" المنحل أحمد رامي اعتقال الدكتور محمد علي بشر القيادي في جماعة الإخوان المسلمين وزير التنمية المحلية في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي. وأضاف رامي في تصريحات لقناة "الجزيرة" أن الاعتقال جاء بعد توقيع بشر على بيان مع عشرين سياسيا مصريا في ذكرى أحداث محمد محمود يدعو للاصطفاف الوطني ونبذ الفرقة بين ثوار 25 يناير. وتابع أن النظام كان يخشى من المفاوضات التي قادها بشر للتصالح بين القوى الشبابية المعترضة على أداء جماعة الإخوان المسلمين، لذلك قرر اعتقاله كمحاولة لإجهاض تلك التحركات. وشدد على أن تصرفات النظام لم تترك أي مجال للاحتكام للعقل والوصول لحل سياسي، وتصر على أن يتحول الصراع بين الإخوان وقيادة المجلس العسكري إلى صراع صفري، قائلا :"مصرون على إسقاط الانقلاب عبر الوسائل السلمية". واعتقل بشر فجر الخميس الموافق 20 نوفمبر من منزله في مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية. وقررت النيابة حبس بشر 15 يوما على ذمة التحقيق بتهمة "التخابر مع جهات أجنبية وقيادة جماعة إرهابية والتحريض على العنف". وجاء اعتقال بشر بعدما اعتقلت قوات الأمن في 19 نوفمبر قرابة مائة شخص أثناء فض مظاهرة نظمتها بعض القوى الثورية لإحياء الذكرى الثالثة لأحداث محمد محمود. وبشر هو القيادي الوحيد في الصف الأول لجماعة الإخوان المسلمين الذي لم يغادر مصر، أو يتم اعتقاله وإحالته للمحاكمة منذ الإطاحة بمرسي. ويرى مراقبون أن النظام ربما يرسل باعتقال بشر رسالة مفادها أن لا حوار مع الإخوان، بينما يرى آخرون أن الاعتقال جاء على خلفية "قلق النظام من مظاهرات القوى الإسلامية المتوقعة يوم 28 نوفمبر، لذلك يسعى لإفشال تلك التحركات باعتقال قيادات إخوانية كبرى". وبشر أستاذ بكلية الهندسة جامعة المنوفية، ولد عام 1951، والتحق بالإخوان المسلمين عام 1979، وتدرج في مناصبها حتى انتخب عضوا بمكتب الإرشاد (أعلى سلطة تنفيذية بالجماعة). وسبق أن ألقي القبض عليه عام 1999 في ما عُرِفت حينها ب"قضية النقابيين", وأحيل إلى المحاكمة العسكرية مع 20 نقابيا متهمين في القضية نفسها، وقضت بسجنه ثلاث سنوات بتهمة الانتماء إلى جماعة الإخوان والإعداد لانتخابات النقابات المهنية. وفي العام 2006، حوكم عسكريا ضمن أربعين من قيادات الجماعة، وصدر ضده حكم بالسجن ثلاث سنوات, وأفرج عنه عام 2010. وعقب تولي مرسي الرئاسة عام 2012 , عين بشر محافظا للمنوفية، قبل أن يختار وزيرا للتنمية المحلية، وهو المنصب الذي استقال منه عقب عزل مرسي. ويمثل بشر الإخوان في "تحالف دعم الشرعية" المحظور الداعم لمرسي منذ فض اعتصام ميداني رابعة العدوية والنهضة في 14 أغسطس 2013، والقبض على عدد من قيادات الإخوان، وعلى رأسهم مرشد الجماعة محمد بديع ، وخروج آخرين من مصر.