وصف النائب الأول لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد رضا رحيمي، ما يجري في سوريا بمؤامرة "القوى الاستكبارية", ورأى أنها إجراء فاشل، وقال إن تحركات ومؤامرات النظام الاستكباري في الشرق الأوسط فشلت ووصلت الى طريق مسدود. وقال رحيمي خلال لقائه في طهران وزير النفط والثروات المعدنية السوري سفيان علاو إن انتصار ورفعة سوريا هو ما تتمناه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقال إن إيران وسوريا بلدان حليفان ولا يفترقان. تدخل واضح وأكد أن إيران تقف إلى جانب البلد الصديق والمسلم سوريا باستمرار وفي كافة الظروف، واصفا الثورة السورية بأنها "بعض أعمال الشغب التي تحدث في سوريا بتحريك من القوى الاستكبارية"، وقال "النظام الاستكباري يقود هذه الأحداث، وإن تدخل الأعداء واضح تماما فيها". وأشار رحيمي إلى "أن الإعلام الغربي وسيلة لإثارة الحرب النفسية وإضعاف معنويات الأشقاء السوريين"، وقال: "إنهم يسعون من خلال الاستفادة من حلفائهم، لوضع سوريا تحت الضغط، ولكن تداعيات هذه التحركات والفتن التي يشعلونها ستحيق بهم هم أنفسهم قريبا". وأكد على ضرورة المزيد من تقوية الدول الإسلامية، وقال إنه على جميع الدول الصديقة والإسلامية أن تسعى لرفعة الشعب السوري. ونأمل بأن يمنّ الباري تعالى بالنصر والرفعة للشعب السوري الذي يقف في الخط الأمامي لجبهة المقاومة. كما أكد النائب الأول لرئيس الجمهورية على ضرورة تطوير العلاقات والتعاون بين إيران وسوريا في جميع المجالات، داعيا إلى تنفيذ كافة الاتفاقيات لتطوير التعاون في قطاع النفط والغاز. ومن جانبه عبّر وزير النفط والثروات المعدنية السوري سفيان علاو، عن ارتياحه للاتفاقيات الحاصلة بين مسؤولي البلدين لتنفيذ المشاريع الكبرى في قطاع النفط والغاز، معربا عن أمله بالإسراع بتحقيق موضوع نقل الغاز الإيراني الى أوروبا عبر الأراضي السورية خدمة لمصالح البلدين. وثمّن وزير النفط السوري، موقف إيران الداعم لسوريا حكومة وشعبا وفي جميع الظروف، داعيا للمزيد من تعزيز العلاقات وتطوير مستوى التعاون في شتى المجالات. وقال سفيان علاو، إن ما تبثه وسائل الإعلام الغربية للرأي العام، غير صحيح، والرئيس السوري حقق نجاحا كبيرا في برنامجه الإصلاحي وعمل على أساس مطالب الشعب السوري. وأضاف بأن الرئيس السوري يسعى من خلال وضع قوانين جديدة، لتحويل سوريا الى بلد جديد، والشعب السوري كان دوما داعما ومساندا له، والمشاكل البسيطة الموجودة ناجمة من نشاط بعض المجموعات المرتبطة غالبا بالخارج ولن تؤثر على البرامج الإصلاحية في سوريا. دعم لا محدود وتدعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية النظام في سوريا وترفض إسقاطه أو تغييره. وكانت صحيفة "صبح-ي صادق" الأسبوعية التي يتم إصدارها من قبل الحرس الثوري الإيراني حذَّرت الأسبوع الماضي تركيا قائلةً إنه في حال استمرَّت تركيا في توجُّهها الحالي المعادي لسوريا فسوف تضطرُّ إيران إلى تفضيل سوريا عليها. واتَّهمت الصحيفة تركيا بأنها تقف إلى جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية بل وتُقدِّم المساعدة لمعارضي النظام السوري عن طريق الحدود السورية - التركية. وادَّعت الصحيفة أن الموقف التركي ينبع من تقديرات تركيا الخاطئة أن نظام بشار الأسد من المتوقع له أن يسقط وأنه في مثل هذه الحالة فقد تتمكن تركيا من تحسين مكانتها الإقليمية. لقد أشار لسان حال الحرس الثوري الإيراني إلى فوارق ملحوظة بين سوريا وسائر الدول العربية التي اندلعت فيها المواجهات خلال العام الأخير. خلافاً للدول العربية التي كانت الاحتجاجات الشعبية فيها داخلية والتي كانت قد نجمت عن سياسة قامعة وظالمة طويلة الأمد انتهجتها الأنظمة الحاكمة ضد مواطنيها، فإن المواجهات في سوريا قد اندلعت نتيجةً للتدخل الأجنبي الذي نبع من غضب الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول الغرب وجزء من الدول العربية على سوريا لدعمها وتأييدها لجبهة الرفض والممانعة والمقاومة. لقد قدَّرت هذه الدول أنه عن طريق إسقاط نظام بشار الأسد الذي يحظى بدعم الجماهير السورية وتأييدها سوف تتمكن من تعويض نفسها عن جزءٍ من الخسائر التي تسببت لها نتيجةً للمواجهات في العالم العربي. من وجهة نظر إيران فبمقدور الحكومة السورية التعاطي مع التحديات التي تُواجهها وحلّ مشاكلها فقط إذا تم وقف التدخل الأجنبي في شؤونها الداخلية. إن العالم برمته يعي للعلاقات بين إيران وسوريا ومن المفضَّل لإيران ألا تتستَّر عليها. كما ادَّعت الصحيفة أن التطورات في سوريا لها ارتباط مباشر بالمصالح الإيرانية. وادَّعت صحيفة "صبح-ي صادق" أن استمرار السياسة التي تنتهجها تركيا بالنسبة للأحداث في سوريا سوف يضطرّ إيران إلى العمل بما يتماشى مع مصالحها الاستراتيجية وبما يتطابق مع أيديولوجيتها وإلى تفضيل سوريا على تركيا. يجب على تركيا أن تتفهم موقف إيران وأن تتصرَّف بحكمة وألا تقود إيران إلى نقطة تضطرُّها إلى الاختيار ما بينها وبين سوريا. خلافات مع تركيا وكان وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي تطرَّق، الأسبوع الماضي إلى الخلافات في الرأي بين إيران وتركيا بالنسبة للأزمة في سوريا قائلاً إنه لا بدَّ لهذه الدول الثلاث من العمل المشترك لحلِّ هذه الأزمة. وقال صالحي في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، إن سوريا وتركيا وإيران هي دول شقيقة تنتسب إلى نفس الأسرة وإذا تعرَّضت الواحدة منها لمشاكل فيتحتَّم على الأسرة بأجمعها العمل على حلِّها. لكن في مقابلة أجرتها معه وكالة "فارس" للأنباء ساق صالحي هذا الأسبوع المديح للإجراءات التي اتخذها الرئيس بشار الأسد والحكومة السورية لتلبية مطالب المواطنين السوريين وتحقيقها. لكن صالحي الذي استنكر التدخل الأجنبي في شؤون سوريا الداخلية، دعا الحكومةَ السورية إلى الاهتمام إلى مطالب مواطنيها. وفي غضون ذلك، دعت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية، التي تصدر في طهران، الحكومةَ الإيرانية إلى توسيع تدخلها في حلِّ الأزمة التي تعيشها سوريا.