انتقد الدكتور أيمن نور زعيم حزب "الغد"، المسيرة التي نظمها مجموعة من المعتصمين بميدان التحرير، قاصدين التوجه إلى مقر المجلس الأعلى للقوات المسلحة بكوبري القبة، قبل أن يعاودوا أدراجهم بعد أحداث العنف التي شهدها ميدان العباسية مساء السبت، إثر دخولهم في اشتباكات مع الأهالي – أعضاء "اللجان الشعبية"- أدت إلى سقوط نحو 300 مصاب. وقال نور في مقابلة مع الإعلامي معتز الدمرداش على فضائية "الحياة2" منتقدًا المتظاهرين الذي حاولوا التوجه إلى مقر المجلس العسكري: "كان عليهم أن يبقوا في ميدان التحرير لا أن يتجهوا للمجلس الأعلى أو وزارة الدفاع، ولأن الموقف به "تزيّد"، لكن كونهم ذهبوا فدور الدولة أن تحميهم من "البلطجية"، بحسب تعبيره. واعتبر أن ما جرى يعيد إلى الأذهان ما تعرف ب "موقعة الجمل"، وقال إنه كان يتعين أن تقوم الدولة بتوفير الحماية للمتظاهرين طالما كانت المسيرة تسير بشكل سلمي، "فدور الدولة أن تحميها لا أن تقف في موقف المتفرج على البلطجية وهم يلقون ب "المولوتوف" على المتظاهرين". وطالب نور وزارة الداخلية بأن تعتذر للشعب المصري عن أخطائها، وأن تبادر إلى فتح صفحة جديدة من أجل خلق الاستقرار بالشارع المصري، معربًا عن أسفه لأن الوزارة لا تزال بها بقايا النظام السابق. وقال: "علينا أن نجعل مهمة رجل الأمن تتفق مع حريات الناس وحقوقهم العامة، فليس بالضرورة أن كل من يعبر عن رأيه نتهمه بالمؤامرة على الوطن وندخل في دائرة التخوين". مع ذلك، أثنى على اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية الحالي، وقال إنه "رجل مشهود له بالكفاءة والنزاهة ولم يزور الانتخابات وشاهدت ذلك بنفسي في دائرتي الانتخابية، لكن الداخلية مازالت في حاجة لإعادة ترتيب بأن تتحول لوزارة مدنية والداخلية بها شرفاء وقيادات أخرى تابعة للنظام السابق فممكن يستعينون بخبراتهم وكفاءتهم". وأكد نور أن مصر بحاجة لأجهزة لجمع المعلومات، لكن ألا تكون على غرار جهاز "أمن الدولة"، لأن هذا الجهاز – الذي صدر قرار بإلغائه في مارس- كان يدير مصر خلال السنوات الأخيرة وكان يحدث إرهابًا في نفوس الناس. وانتقد المرشح المحتمل للرئاسة، تباطؤ محاكمات المتهمين بقتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير، وعدم محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك محاكمة جدية، رافضًا الإبقاء عليه بمستشفى شرم الشيخ مطالبًا بنقله إلى سجن طرة، وكما فعل معه شخصيًا حين أصر على بقائه داخل مستشفى السجن ورفض نقله إلى مستشفى آخر. وقال إن "نقل مبارك من شرم الشيخ لمستشفى شرم الشيخ هو اختزال للثورة، فلابد أن نطمئن الناس ولا يصح أن يظل مبارك مقيمًا في منتجع شرم الشيخ، فلماذا لا يقيم في مستشفى طرة وأنا كنت نزيلاً بها، وكان يقول حينها أن أيمن نور يقيم في مستشفى خمس نجوم فلماذا لا ينقل لمستشفى طرة، وهي مجهزة لاستقباله، فمصر ليست عاجزة أن تجهز غرفة عناية مركزة في سجن مزرعة طرة". وعبر نور عن انزعاجه من الحالات المتكررة والمفزعة- كما وصفها- لفكرة المحاكمات العسكرية لشباب وأشخاص فقط يعبرون عن رأيهم، وقال إنه مؤمن بأن الانفلات الأمني والتقصير في عودة الأمن متعمد ومقصود لإفزاع الناس. وقال إنه ليس من أصحاب "نظرية المؤامرة" ولا يتحدث عن اتهامات، بل يتحدث عن حقائق- كما يقول- متسائلا: لماذا حتى الآن وزارة الداخلية لا تستدعي البلطجية الذين يفسدون في البلاد والعباد وهم لهم ملفات في الداخلية ومعروف أماكنهم فهل هذا الأمر غير متعمد. وقارن نور بين تجربة الثورة في مصر والتشيك وجنوب إفريقيا، وأضاف: لابد أن نرى كيف استعادوا الأمن والاستقرار مرة أخرى وأيضا في ألمانياالغربية، فهم بدءوا في ثلاث مراحل أولها المصارحة بقولهم نحن أخطأنا ثم مرحلة الاعتذار للشعب والمرحلة الثالثة التسامح والمصالحة مع الشعب. .وجدد نور انتقاداته لأداء حكومة الدكتور عصام شرف، وقال: ميدان التحرير أعطى له الشرعية ولكن المجلس العسكري لم يعطيه هذه الشرعية فهو "ضيف شرف" وليس "عصام شرف"، مؤكدًا أنه "لم ينجح في مهمته حتى الآن، ولو كان نجح: هل كان الناس يعودون مرات ومرات لميدان التحرير". واستطرد قائلا: كان عليه أن يستقيل، وأسأله لماذا يقبل أن يكون رئيس وزراء بلا صلاحيات؟"، "نحن بحاجة لرئيس وزراء قوي لديه رغبة في أداء مطالب الثورة، وألا يصبح مجرد سكرتيرًا في المجلس العسكري"، بحسب تعبيره. وطالب رئيس الوزراء بوضع جدول زمني محدد لتحقيق مطالب الثورة وأن، يقيل الوزراء الذين ليس لهم أي تأثير في الحياة السياسية، قائلاً إن "مصر بحاجة للتطهير، نحن لا نطلب من الدكتور عصام شرف المستحيل نحن نطالبه بما تعهد به أمام الجمهور بأن ينفذ مطالب الثورة، وأسأله لماذا قمت بإلغاء التوقيت الصيفي هل هذا القرار هو أهم ما كانت مصر في حاجة له ؟ فيجب أن يفهم أنه رئيس وزراء الثورة وليس سكرتيرًا في المجلس العسكري".