أن تكون شهمًا فتركض وسط الظلام وتتخطى وابل الرصاص الذى لا يتوقف لتنقذ أحدهم من الموت، وتسعف آخر ينزف دمًا، ليس بالضرورة أن تكون فارسًا فى حرب ضروس، أو عضوًا فى هيئة الإنقاذ الدولى، قد تكون شابًا أرادت لك الحياة أن تواجهها فى أقسى صورها بشاعة فتدفع ثمن شجاعتك وثورتك ثلاث سنوات من عمرك فاقدًا للوعى تحيا حياة من نوع آخر لتهزم الموت وتتمسك بالأمل، أنه معوض عادل أو الشهيد الحى أحد أبطال أحداث محمد محمود الأولى، التى راح ضحيتها العشرات وفقد كثيرون عيونهم إلى الأبد. ذلك الشاب الثائر الذى لم يكن يحلم بأكثر من حياة تشبه الحياة، لم يقترف ذنبا سوى أنه انضم لمسعفى المصابين لكونه كان طالبًا بالفرقة الرابعة بكلية الصيدلة جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا حينها، إلا أن القدر لم يمهله الفرصة للتخرج والحصول على لقب دكتور، حيث أصابته رصاصة الغدر فى رأسه حينما لمح أشعة الليزر مصوبة نحو أحد الشباب فركض نحوه لإنقاذه إلا أنه لم يتمكن من الركض بعدها لتستقر رصاصة فى رأسه تصيبه فى الحال بكسر فى عظام الجمجمة، وارتشاح بالمخ وبشلل كامل بالأطراف دخل على أثرها فى غيبوبة كاملة منذ حينها لم يفق بشكل جزئى وبسيط منها إلا منذ أيام قليلة قبيل الذكرى الثالثة لأحداث محمد محمود. والدة معوض أكدت ل "المصريون" أن حالته الصحية تحسنت كثيرًا عن ذى قبل، حيث بدأ يستجيب وتتحسن حالته، وتظهر علامات الإفاقة التدريجية عليه قائلة: "أتمنى من الله أن يمن علينا بشفاء معوض الذى لا أنتظر أى شىء فى الدنيا سواه" وأن يعود من لندن معافى. الأمر ذاته أكده شقيقه قائلاً: "معوض أخويا ربنا يشفيه اتحسن الحمد لله عن الأول والوعى عنده زاد شوية بس لسه ما فقش الفوقان اللى زينا كلنا، ادعوا له ربنا يتم شفاه على خير".