رغم مرور عامين، يرفض معوض عادل الاستسلام للموت. فقد ظلت روحه حية، فيما دخل الجسد فى غيبوبة مستمرة حتى الآن. أيام وشهور قضتها والدته فى طرقات وزارة الصحة لاستخراج قرار للسفر للخارج، للعلاج على نفقة الدولة، لابنها الذى أصابته رصاصة فى الرأس يوم 20 نوفمبر 2011. معوض الذى لقبه الثوار ب«الشهيد الحى»، كان طالبا فى الفرقة الرابعة بكلية الصيدلة، جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، ونزل إلى شارع محمد محمود مشاركا فى إسعاف المصابين، إلى أن أصبح واحدا منهم. تروى والدة معوض ل«الشروق»، قصة إصابة ابنها: «محمد كان فى أحد المستشفيات الميدانية، وأصيب يوم 20/11 فى محمد محمود، أثناء محاولته إنقاذ أحد الشباب، بعدما رأى ضوء ليزر مسلطا على جبهته وشعر أنه معرض للقنص، فأسرع نحوه لدفعه على الأرض وإنقاذه، لكنه لم يلحق به، وطلقة القناص كانت أسرع منه، فحمل ابنى الشاب المصاب واتجه به للمستشفى الميدانى، وهُنا أصابته طلقة فى الرأس أدخلته فى غيبوبة مستمرة حتى الآن». الأم المكلومة بدت قوية متمسكة بالأمل وشفاء ابنها، قائلة: «الأطباء قالوا كلاما كثيرا، ولكن الأمل من عند ربنا، ولا تيأسوا من رحمة الله». «الشهيد الحى» قضى أكثر من عام ونصف العام فى مستشفى قصر العينى الفرنساوى، منتظرا قرار من مجلس الوزراء يسمح له بالسفر والعلاج على نفقة الدولة، وهو ما لم تحققه أى حكومة من الحكومات المختلفة، إلا بعد صدور حكم قضائى من محكمة القضاء الإدارى يُلزمها بذلك، ليسافر يوم 15 يوليو إلى لندن للعلاج بعد نحو 16 شهرا.