قال رئيس تحرير صحيفة "العربي الجديد" وائل قنديل إن الثورات المضادة تشتغل على تنمية الفتن الطائفية, وهي لها القدرة على اختراع "الأنظمة المتطرفة". وأضاف قنديل في تصريحات لقناة "الجزيرة" أن "التنظيمات المتطرفة من قبيل الدولة الإسلامية وأنصار بيت المقدس جزء منها صناعة من قبل النظام الدولي, التي استخدمها للقضاء على مسار الثورات العربية"، مشيرا إلى أن تنظيم الدولة نما وترعرع على مرمى من الجميع. وتابع أن الولاياتالمتحدة لا تحب الديمقراطية إلا في ديارها وديار الغرب عموما، واعتبر أن المستهدف ليس الإسلام السياسي المعتدل, بل الثورات العربية، قائلا إن تنظيما دوليا للثورات المضادة يسعى إلى معاقبة الشعوب العربية, التي ثارت ضد الاستبداد. وكانت حلقة الأحد 16 نوفمبر من برنامج "حديث الثورة" على قناة "الجزيرة" ناقشت مدى ارتباط صعود الثورات المضادة في بلدان الربيع العربي بتنامي نهج العنف. وأشارت الحلقة إلى أنه بالتزامن مع صعود قوى الثورة المضادة في بلدان الربيع العربي ومحاولتها قمع تطلع الشعوب إلى الحرية ودولة القانون وإقصاء التيارات الإسلامية المعتدلة، رصد مراقبون صعودا مقابلا في نهج العنف والتشدد، وتجلى ذلك في بروز تنظيم أنصار بيت المقدس في مصر وعناصر القاعدة وفي قدرة تنظيم الدولة الإسلامية على جذب أنصار جدد. وتابعت الحلقة "هذه المؤشرات في واقع اليوم تبدو مخالفة لما كانت عليه الحال عام 2011 حين مثل نهج الثوار السلمي ومطالبهم ذات البعد الديمقراطي والاجتماعي والإنساني والتي التأمت في ظلها تيارات مختلفة، تحديا كبيرا لنهج التيارات المتشددة كالقاعدة". وكانت "أنصار بيت المقدس", بثت في 14 نوفمبر عبر موقعها على "تويتر" تسجيلا مصورا، أعلنت فيه مسئوليتها عن الهجوم على كمين كرم القواديس في شمال سيناء في 24 أكتوبر الماضي, والذي أودى بحياة 31 عسكريا. وأظهر التسجيل لحظة تفجير الكمين بواسطة سيارة ملغومة، ثم قيام مسلحين بمهاجمة الجنود الذين نجوا من التفجير, وقتلهم بدم بارد، والاستيلاء على كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر النوعية, التي كانت موجودة في الموقع. وأوضح التسجيل تغيير اسم الجماعة إلى "ولاية سيناء" بدلا من أنصار بيت المقدس، في تأكيد لمبايعة الجماعة لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش", الذي أعلن قبل أشهر الخلافة الإسلامية. وقد حمل متحدث باسم الجماعة في الشريط الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مسؤولية ما يحدث، وتوعد بالمزيد من الهجمات. ووقع الهجوم في 24 أكتوبر الماضي, مستهدفا نقطة التفتيش العسكرية في منطقة كرم القواديس قرب مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء. وكان الهجوم الذي أودى بحياة العشرات من الضباط والجنود دفع الحكومة المصرية إلى إعلان حالة الطوارئ وحظر تجول ليلي في مناطق بشمال سيناء, بالإضافة إلى إخلاء مئات المنازل في رفح لإقامة منطقة عازلة على الحدود مع قطاع غزة. وفي 13 نوفمبر, أعلنت السلطات المصرية أيضا أن ثمانية من الجنود مفقودون بعد هجوم على زورق تابع للبحرية بسواحل دمياط. وقال مصدر أمني مصري إن ثمانية من الجنود لا يزالون مفقودين بعد هجوم بأربعة قوارب استهدف في 13 نوفمبر زورقا قتاليا تابعا للبحرية المصرية شمال ميناء دمياط في البحر المتوسط، مما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من الجنود، موضحا أن الهجوم أسفر عن اشتعال النيران في الزورق. وأضاف أن القوات البحرية والجوية ردت على القوارب المهاجمة ودمرت ثلاثة منها, وألقت القبض على عشرين من المهاجمين.