لروكسي أم لميدان التحرير تنتسبُ,لمن سئموا أم لمن ثاروا وقد غضبوا,أمّا الفلول فدونهم أسوار الليمان ,والمحاكمات تذاع ساعة و تحتجبُ,والمعتصمون لا أرضا قطعوا,ولا قطار بناء ركبوا,و قل لي: إلى أين المسير,أو للدقة إلى أين المسيرة هذا المساء,فالطريق نحو المجلس العسكري ,تسكنه الأغلبية المتعبة والسائمة والساكنة . و من المطار جئت راكبا تاكسي,والتاكسي مر على روكسي,وأحب السائق أن يروح عن نفسه وعن نفسي, وكانت سيارته أشبه بفرح في حارة ,وكان المغني يقر بأنه شارب سيجارة (بني) فطلبت من صاحبي على الطريق قليلا من الهدوء ,فسألني : - والأستاذ مع من فيما يحدث؟ واحترت وفكرت كثيرا,وقررت إشراكه في الحيرة,فقلت أولا أنا أحمل بطاقة رقم قومي المهنة بها (مذيع بقطاع الأخبار),يعني من التلفزيون المصري,يعني سمعنا نشرة الأخباريا معلم ,يعني سلام سلاح يا بلادي,يعني من المكان الذي ردد "شباب كنتاكي"و"القلة المندسة",وعليه فإن بعض المغرضين أو المتربصين أو الغاضبين أو الشاربين سيجارة(بني) الذين يحملون الجميع سلة واحدة وحمولة زائدة قد يعتبرونني من الفلول. وما إن مصمص السائق شفتيه,وبدأ جبينه يستطيل تارة وتارة يستعرض,حتى بادرته ,ولكني يا صديقي امتنعت عن العمل أيام الثورة,ولما خفت على رزق أولادي منّ الله علي بوعكة صحية ,إذ أحيانا يكون المرض رحمة,ولم أشهد زورا أو أغشى فجورا,وبت أيامي قلقا على بلادي ولكن كنت مرتاح الضمير مسرورا,وعليه فقد يعتبرني بعض من قد يحسن بي الظن ثائرا أو عضو ائتلاف,ومشروع معتصم. - حيرتني وياك يا جميل ,أتيك من الشمال تأتيني من اليمين - والحق أقول وأقسم بالله ثلاثا يمينا مغلظة يا صديقي,ولا أسوقها طمعا في تخفيض الأجرة,فنحن متفقان وسأزيدك عليها عشرين جنيها ,أقول:أحمد الله أني لست ممن قارب شهادة زور وبالتالي لست من الفلول,وأعترف –ولدي من الشجاعة ما يساوي المسافة بين روكسي والتحرير- لأعلن أني لم أنزل الميدان طيلة الأيام الثمانية عشر,اللهم إلا ميدان جامع عمرو يوم جمعة الغضب ,لأرى ما سيحدث,ثم انصرفت وأغلقت علي بابي واستلمت سلاحا وبالتالي لم أكن بين أولئك الرائعين وقتها . - إذن أنت من الذين يصلون برمسيس ,ويرفضون النظام السابق ويرفضون نظام الاعتصام. - يعني تقصد أني لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء,فاسمع إذن يا أخي الفاضل,هل أنت منتمي لأي من الثلاثة سابقي الذكر؟ - لا لست مع أي منهم ,مع أني عانيت الأمرين من النظام السابق وابني شارك بالتحرير,لكن أيضا حالي لا يسر روكسي ولا التحرير فالسياحة مضروبة,والأسعار عالية ورمضان على الأبواب,ولم أستطع جمع قسط التاكسي الشهر الماضي,لكني أحيانا أكون مع غضب المعتصمين لإعادة أموالنا - طيب وكيف سترجع الأموال المنهوبة - بالعمل يا أستاذ يعني المحامين والحكومة والمجلس يجب أن يعملوا - وماذا عن بقية الناس -الكل يجب أن يعمل حتى نفضها سيرة ,يجب أن نهدأ قليلا حتى لا نعطي فرصة لبلطجية الحزب الوطني أن يعودوا وأن يفرحوا فينا - أنا هذا بالضبط رأيي يا سيدي الفاضل ,يمكنني النزول هنا ,فعندي عمل,وعندي أقساط كأقساطك,والاستغفار باب للرزق جربه [email protected]