فوجئ إعلاميون ومشاهدون بأن الإعلامي يوسف الحسيني ، أحد معارضي جماعة الإخوان المسلمين وأكثر المؤيدين المتحمسين للرئيس عبد الفتاح السيسي، بإنتقاده اللاذع لزملائه من الإعلاميين المؤيدين للسيسي الذي يتكلمون "الهراء" على حد تعبيره، معلناً أنه سيبدأ حملة من أجل الإطاحة بهم. والحسيني هو مقدم برنامج «السادة المحترمون» على قناة «أون تي في» المصرية المملوكة لرجل الأعمال المعروف والمثير للجدل نجيب سويرس، وهي واحدة من أكثر القنوات تأييداً للرئيس السيسي، فضلاً عن أن الحسيني ذاته أمضى في برنامجه أكثر من عامين وهو يهاجم جماعة الإخوان المسلمين التي أوصلت محمد مرسي الى الحكم، كما يمتدح الرئيس السيسي الذي أطاح بالإخوان ونقلهم من القصر الرئاسي الى السجن. وفي الحلقة الجديدة من برنامجه هاجم الحسيني بشدة الإعلاميين الذين يتكلمون «الهراء» وقال إنه يبدأ حملة للقضاء على الإعلاميين الذين «يهذون ويهرتلون، ويهبلون» على حد تعبيره، مؤكداً أن هؤلاء «المهرتلين» سوف يختفون خلال أشهر ليست طويلة، وتابع: «لو مر 12 شهراً، وظل هؤلاء يخرجون على الشاشة، إبقوا تعالوا كلموني» ، وفق القدس العربى. واعترف بأن الأجهزة الأمنية تتدخل في وسائل الإعلام وتملي على الصحفيين ما ترغب فيه حتى يبثونه على قنواتهم وصحفهم، لكنه أضاف: «إختفاء هؤلاء الإعلاميين لن يكون بسبب مكالمات هاتفية من الأجهزة الأمنية كما اعتدنا في مصر، ولكن بسبب اكتشاف المشاهد تخريف هؤلاء». ورفع الحسيني مبيداً حشرياً بيديه خلال الحلقة ثم قام برشه في الهواء، مشيراً الى أن الإعلاميين الموالين للسيسي سوف تتم إبادتهم كما يفعل هذا المبيد الحشري بالحشرات الضارة، مضيفاً إنهم «سوف يختفون». ورغم أنه لم يشر بالاسم إلى أي من زملائه الإعلاميين الذين يقصدهم بحملته ويتهمهم بقول «الهراء على الهواء» إلا أن شبكات التواصل الإجتماعي ازدحمت بالأسماء التي يقصدها، وترددت العديد من الأسماء لإعلاميين يسود الاعتقاد بأنه سوف يستهدفهم خلال الفترة المقبلة، إلا أن السؤال الأكبر الذي يتداوله المتابعون يتعلق بأسباب وأسرار انقلاب الحسيني على حلفائه وأصدقائه من الإعلاميين المؤيدين للسيسي. وفسر أحد الإعلاميين ذلك بأن الموقف الجديد للحسيني ولقناة «أون تي في» يعد«إنعكاس للخلافات التي نشبت مؤخراً بين عائلة ساويرس وبين نظام السيسي» مشيراً إلى أن ساويرس الذي دعم السيسي في الانتخابات من أجل الوصول إلى الرئاسة أصبح يشعر الآن أن مصالحه مهددة، ولذلك تم رصد العديد من الانتقادات في وسائل الإعلام المملوكة لساويرس للسيسي ولحكومة محلب على صفحات الجرائد وعبر القنوات التلفزيونية المملوكة لساويرس أو المقربة منه، وهو ما دفع أحد المواقع الالكترونية إلى نشر تقرير يقول فيه إن ساويرس قرر «شد ودن» السيسي مشيراً الى أن ساويرس يساوم السيسي على أمر ما وحتى يستجيب السيسي فعليه تحمل النقد من الإعلام الممول من نجيب ساويرس». وكان الصحفي إبراهيم عيسى أيضاً، والذي يسود اعتقاد بأنه يتقاضى الأموال من ساويرس، قد انتقد بشدة الرئيس السيسي رغم انه كان أحد أهم وأبرز الداعمين له في مواجهة الإخوان المسلمين، بل وصل الإنتقاد على لسان عيسى الى القول إن «إبراهيم محلب مشغول بالفنانة هيفاء وهبي ولا يكترث بما يجري في مصر».