تناولت الصحف البريطانية هجمات العاصمة النرويجية أوسلو بشكل واسع، وتساءلت صحيفة ذي تلغراف عما إذا كانت من عمل القاعدة أم اليمين المتطرف، بينما أشارت صحيفة ذي غارديان إلى وجود بصمات سياسية في الهجومين اللذين أوديا بحياة قرابة 90 شخصا. وقالت ذي تلغراف إن رئيس الوزراء النرويجي ينس ستولتينبريغ رفض "التكهن" بما إذا كان وراء الهجومين جماعة متشددة، إلا أن خبراء المخابرات رفضوا استبعاد فرضية وقوف اليمين المتطرف وراءهما. وكانت أوسلو قد تعرضت لهجومين أمس الجمعة، استهدف الأول مبنى رئاسة الوزراء بقنبلة، واستهدف الثاني مخيما للشباب قرب أوسلو. وبينما يبدو أن تكتيك الهجومين المتزامنين تكتيك تتبعه القاعدة، فإن الخبراء قالوا إن ذلك لا يمنع من أن تكون مجموعات متشددة أخرى قد تبنت نفس الأسلوب الذي أثبت نجاحه في حوادث عديدة. " المتحدث باسم إكزيكيتيف أناليسيس: في الغالب أن المهاجم من أصل نرويجي، وهذا ما يشير إلى احتمال تورط مجموعة من أقصى اليمين أكثر من احتمال تورط مجموعة إسلامية " المتحدث باسم "إكزيكيتيف أناليسيس" -وهي مؤسسة تعنى بالشأن الاستخباراتي ومقرها في بريطانيا- قال "في الغالب أن المهاجم من أصل نرويجي، وهذا ما يشير إلى احتمال تورط مجموعة من أقصى اليمين أكثر من احتمال تورط مجموعة إسلامية، رغم أن حكومة حزب العمال النرويجية قد تكون هدفا محتملا للمجموعات الإسلامية لأنها أقرت نشر قوات نرويجية في أفغانستان". وتشير الصحيفة إلى أن القاعدة عرف عنها أيضا استخدام متطرفين محليين وأشخاص اعتنقوا الإسلام. وكان تقرير مخابراتي نرويجي صدر في وقت سابق من العام الجاري قد أشار إلى تهديد الخطر الداخلي من مواطنين نرويجيين تلقوا تدريبات في باكستان والصومال واليمن وأفغانستان. جهاز الاستخبارات النرويجي كان قد رصد ارتباط المتطرفين النرويجيين بالقاعدة، ونفذ العام الماضي حملات للقبض على ناشطين في مجموعة "إرهابية" محتملة لها ارتباطات بنظيراتها في بريطانيا. وتكمل الصحيفة بالقول إن هناك أسبابا عديدة لأن تستهدف القاعدة النرويج، وفي مقدمتها الوجود العسكري النرويجي في أفغانستان. ورغم أن القوة النرويجية هناك لا تتعدى 500 عنصر، فإن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري هدد عام 2007 -عندما كان الرجل الثاني في التنظيم- بضرب النرويج لأنها "تشارك في الحرب على المسلمين". أما صحيفة ذي غارديان فذكرت في مقال لها أن تنفيذ هجوم على نطاق واسع في عاصمة أوروبية يفرض التساؤل عمن يكون وراء ذلك؟ وتقول الصحيفة إنه برغم أن إلقاء اللوم على منظمة جهادية قد يكون خيارا مغريا في مثل هذه الحالات، فإن حقيقة استهداف مبنى رئاسة الوزراء ومخيم شبابي تابع لحزب العمال الحاكم يفرض بصمات ذات صبغة سياسية وأهداف سياسية أكثر من مجرد نشر حالة من الذعر في البلاد. " جاين كريستيانسين: النازيون الجدد ليسوا خطرا كبيرا، لكننا لاحظنا أن نشاطهم يتزايد " وفي ضوء المعلومات التي تشير إلى أن الشخص الذي هاجم مخيم الشباب شخص أشقر وملامحه نرويجية، تشير الصحيفة إلى أن عمله ذو طابع فردي وينبع من أيدولوجية ساخطة على الحكومة، وشبهته بتيموثي ماكفي الأميركي الأبيض الذي فجر مقر مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي بأوكلاهوما في الولاياتالمتحدة عام 1995 لأنه كان ساخطا على النظام السياسي الأميركي. وتدعم الصحيفة اعتقادها بتصريحات أحد مسؤولي الشرطة النرويجية لوكالة أسوشيتد برس الإخبارية والتي قال فيها إن الهجوم لا يبدو أن له ارتباطات بأي منظمات دولية إسلامية، بل هو أكثر شبها بهجوم عام 1995 على مكتب التحقيقات الاتحادي. من جهة أخرى استحضرت الصحيفة تصريحات سابقة للمتحدثة باسم أمن الدولة النرويجية جاين كريستيانسين بشأن النازيين الجدد عندما قالت "النازيون الجدد ليسوا خطرا كبيرا، لكننا لاحظنا أن نشاطهم يتزايد". وتعلق الصحيفة بالقول إنه برغم الانطباع السائد بشكل عام في الأوساط الأمنية النرويجية بأن خطر المتشددين الإسلاميين هو الأكبر في بلادهم وأكثر خطرا من المنظمات الإرهابية الأخرى التي لا تتمتع بصيت واسع، فإن الحقيقة أن هناك مؤشرات متزايدة على أن أولئك المتطرفين اليمينيين قد طوروا في الفترة الأخيرة من اتصالاتهما على المستوى الدولي.