ارتفع عدد ضحايا هجومين مسلحين في العاصمة النرويجية أوسلو، الجمعة، إلى 87 قتيلاً على الأقل. أطلق مسلح كان يرتدي زي الشرطة النار على معسكر شبابي للحزب الحاكم في النرويج مما أدى إلى قتل 80 شخصاً على الأقل وذلك بعد ساعات من مقتل سبعة في انفجار قنبلة في منطقة مبان حكومية. وقال قائد الشرطة أويستين مايلاند في مؤتمر صحفي «أحدث المعلومات الموجودة لدينا (تشير) الى 80 على الأقل.. ولا يمكن أن نضمن ألا تكون هناك زيادة إلى حد ما». وأعلنت الشرطة، السبت، المشتبه به الموقوف ب«الأصولي المسيحي» وحملته مسؤولية الاعتداءين، لكن بدون ان تستبعد توقيفات جديدة. وقال مسؤول في الشرطة في مؤتمر صحفي «وجدنا أسبابا لتحميله مسؤولية الاعتداءين»، موضحاً أنه يتبين من المعلومات الموجودة على الإنترنت أن الرجل النروجي الجنسية و«الأصل» هو «أصولي مسيحي»، دون مزيد من الإيضاحات. وذكر شهود أن المسلح أطلق النار بشكل عشوائي على شبان تجمعوا لعقد اجتماع للجناح الشبابي بحزب العمال الحاكم بزعامة رئيس الوزراء ينس شتولتنبرج في جزيرة أوتويا السياحية. وقالت محطة (تي في 2) التلفزيونية النرويجية إن المسلح الذي وصف بأنه طويل وأشقر له صلة بجماعات يمينية متطرفة. وكان هذا أكبر هجوم في أوروبا الغربية منذ تفجيرات قطارات مدريد عام 2004 والتي أدت إلى قتل 191 شخصا. وقالت أنيتا لين (42 عاما) التي تعيش بجوار بحيرة تيريفيورد الواقعة على بعد بضعة مئات من الأمتار من جزيرة أوتويا الواقعة شمال غربي أوسلو: «رأيت فقط أشخاصا يقفزون إلى الماء ..نحو 50 شخصاً يسبحون في اتجاه الشاطيء.الناس كانوا يصرخون ويرتعدون لقد كانوا مرعوبين». وسعى كثيرون إلى اللجوء إلى مبان مع دوي صوت الرصاص عبر الجزيرة وهرعوا إلى الأحراش أو حاولوا السباحة طلباً للنجاة، وبحثت سفن عن ناجين حتى حلول الليل، فيما حلقت طائرات هليكوبتر في المنطقة. وقال يورجين بينون وهو أحد الناجين وكان في الجزيرة في ذلك الوقت «رأيت أشخاصا تطلق النار عليهم. حاولت أن أجلس هادئا بقدر الإمكان. اختبأت وراء بعض الأحجار. رأيته مرة على بعد ما بين 20 و30 متراً مني. فكرت في انني خائف على حياتي وفكرت في كل الناس الذين أحبهم». واعتقلت الشرطة المسلح الذي تعتقد أن له صلة أيضاً بالتفجير وعثرت في وقت لاحق على متفجرات لم تنفجر في الجزيرة الواقعة شمال غربي أوسلو. وأطاحت القنبلة التي هزت وسط المدينة في فترة ما بعد الظهر بنوافذ مبنى رئيس الوزراء وألحقت أضرارا بمبنيي وزارتي المالية والنفط، ولم يكن رئيس الوزراء موجودا في المبنى في ذلك الوقت. ومع نصيحة الشرطة الناس بإخلاء وسط أوسلو واتخاذ بعض الجنود مواقع في الشوارع تملك العاصمة الهادئة عادة خوف من وقوع هجمات جديدة. وتناثرت قطع من المباني والزجاج والصلب المنبعج الشوارع. وقال برلماني معارض من حزب الشعب المسيحي: «إنه أعنف حدث يضرب النرويج منذ الحرب العالمية الثانية». وقال رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي تلفزيوني: «لدى رسالة للشخص الذي هاجمنا وهؤلاء الذين يقفون وراءه. لن يجعلنا أحد نصمت من خلال تفجيرنا ولن يجعلنا أحد نصمت من خلال إطلاق النار علينا»، إلا أنه امتنع عن التكهن بمن تورط في هذا الهجوم. وقال جاكوب جودزيميرسكي الباحث الكبير في المعهد النرويجي للشؤون الدولية إنه يشتبه في أن جماعة يمينية وليست جماعة إسلامية وراء ما حدث. ونشأت جماعات يمينية في النرويج ومناطق أخرى في شمال أوروبا حول قضية الهجرة. وأضاف «سيكون أمرا غريباً جداً أن يكون للإسلاميين زواية سياسية محلية. الهجوم على اجتماع شبان حزب العمال يشير إلى أنه شيء آخر، لو كان الإسلاميون يريدون شن هجوم لكانوا فجروا قنبلة في مركز تجاري قريب بدلا من جزيرة نائية». وأسفر التشدد اليميني عن وقوع هجمات متفرقة في دول أخرى من بينها الولاياتالمتحدة. ففي عام 1995 قتل 168 شخصا عندما فجر تيموثي مكفاي شاحنة ملغومة عند مبنى اتحادي في مدينة أوكلاهوما. وتعرضت الدول الإسكندنافية الأخرى بالفعل للعنف أو للتهديد به إذ أحبط هجوم بقنبلة في العاصمة السويدية استوكهولم في ديسمبر الماضي وتم قتل المفجر. وتلقت الدنمرك تهديدات متكررة بعدما نشرت صحيفة رسوما كاريكاتيرية للنبي محمد في أواخر 2005 مما أثار غضب المسلمين في أنحاء العالم. وفي أوسلو تأثر أيضاً مبنى دار نشر قامت في الآونة الأخيرة بنشر ترجمة لكتاب دنمركي بشأن الجدال المثير حول الرسوم الكاريكاتيرية ولكنه لم يكن هو المقصود على ما يبدو.