أكد الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف أن الإخفاق في اكتشاف وجود أسامة بن لادن في باكستان كان بسبب "الإهمال وليس التواطؤ" وإنه يتعين على واشنطن وإسلام آباد أن تلقيا تلك المسألة وراءهما وأن تعيدا بناء الثقة. وأضاف مشرف قائلا في كلمة ألقاها في واشنطن يوم الخميس "يجب علينا أن نقنع العالم والولاياتالمتحدة بأن مسألة أسامة بن لادن لم تكن تواطؤا بل كانت إهمالا بدرجة كبيرة جدا." وأثار قيام قوات أمريكية خاصة بقتل ابن لادن في باكستان في الثاني من مايو توترا في العلاقات بين البلدين بسبب شكوك واشنطن في أن حليفتها كانت على علم بوجود زعيم تنظيم القاعدة في بلدة لا تبعد كثيرا عن العاصمة الباكستانية لحوالي خمس سنوات. وقال مشرف "عامان من تلك الأعوام الخمسة كانت أثناء فترة ولايتي. أقول بثقة وتأكيد أنه لم يكن هناك تواطؤ." وحكم الجنرال السابق البالغ من العمر 67 عاما باكستان في الفترة من 1999 إلي 2008 وجعل من البلد المسلم الذي يملك اسلحة نووية حليفا للولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر وأقام روابط وثيقة مع الرئيس الامريكي السابق جورج بوش. وحدد مشرف - الذي يعيش حاليا في لندن لكنه يعتزم العودة الى باكستان العام القادم والمشاركة في الانتخابات في 2013- خطوات يجب على إسلام آباد وواشنطن اتخاذها لاستعادة الثقة في العلاقات بينهما التي قال إنها "عند أدنى مستوى لها في عقد." وقال إنه بالإضافة إلي تبديد الشكوك بشأن مسألة ابن لادن فإنه يجب على باكستان أن تستجيب للقلق الامريكي من أنها لا تلاحق بشكل نشط جماعة حقاني والمتطرفين الآخرين الذين يعيشون على حدودها مع أفغانستان. وأضاف قائلا "يجب على الولاياتالمتحدة أن تظهر اهتماما بالأشياء التي نعتبرها حساسة" فيما يتعلق بالسيادة والأسلحة النووية والهند بما في ذلك منطقة كشمير المتنازع عليها. وقال مشرف إن الباكستانيين يعارضون الهجمات التي تشنها طائرات أمريكية بدون طيار على أهداف للمتشددين والتي كثيرا ما تقتل مدنيين أبرياء. وأضاف أن بلاده تطلب أيضا من واشنطن "معاملة أكثر توازنا بين باكستان والهند وأن تتفهم أن قدرات باكستان النووية هي بسبب تهديد وجودي."