لطالما كان الرجل الأهم وصاحب النظرة الثاقبة لاكتشاف الغرباء ومتسللى العقارات، ليستحق أن تصنع أفلام وأعمال أدبية تحمل اسمه وتعظم من شأنه، إنه حارس العقار المصري أو " البواب " كما نسميه في ثقافتنا الدارجة، ذلك الرجل صاحب الجلسة المميزة في مدخل العقارات مرتديًا جلبابه الفضفاض والعمة ممسكًا بالعصا متحفزًا لأى غريب، وملبيا طلبات سكان العقار التي لا تنتهى أبدًا، إلا أن وضع البواب في الفترة الأخيرة لم يكن على ما يرام بأى حال من الأحوال، بعد أن حلت محله شركات الأمن الخاصة والأبواب الممغنطة ليقتصر دوره في بعض الأحياء على الجلوس على مقعده الشهير "دكة البواب"، ليراقب "اللى طالع واللى نازل"، ويكتفى براتب هزيل نهاية الشهر قد لا يتماشى أبدا مع متطلباته ومتطلبات أسرة على العيش بحياة كريمة، لتختفى ملامح البواب المعتادة وتتحول التكشيرة إلى سمة مميزة من سمات حارس العقار الذي ساءت أوضاعه بشكل ملحوظ، إلا أن أصوات عدة خرجت بالآونة الأخيرة للمطالبة ب تحسين حال تلك الفئة التي تعانى من تهميش ملحوظ وتحيى بلا ضمان اجتماعي ولا معاش يساعدها على استكمال الحياة في حال ما إذا تخلى عنهم ملاك العقار أو وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها في الشارع. الدكتورة عصمت الميرغني رئيس الحزب الاجتماعي الحر، كشفت عن تجميع اللجنة الاجتماعية بالحزب 10 آلاف توكيل لإنشاء نقابة للبوابين، وذلك بهدف إيجاد ضمان اجتماعي ومعاش وعلاج لهم على نفقة الدولة. وقالت الميرغني إن الهدف من إقامة نقابة للبوابين هو إيجاد حياة كريمه لصاحب هذا العمل، فالبواب يقوم على راحة السكان ويؤمن حياتهم ليلًا مثل الطبيب الليلى والضابط وغيرها من المهن الأخرى التي تستدعى السهر ليلًا، إلا أن البواب يقوم بهذا العمل بلا حماية أمنية أو طبية أو معاشية. وأشارت إلى أن الحزب بدأ تلقى الطلبات مرفق معها صور بطاقات الرقم القومي في مقر فرع الحزب على العناوين التالية: 8 ش مصطفى المغربي مصر الجديدة – أو المقر الرئيس 9 ش عدلى وسط البلد كل أيام الأسبوع ما عدا يوم الجمعة من 3 عصرا إلى 6 مساء".