قال الله تعالى: (إنما المؤمنون إخوة) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض. وكونوا عباد الله إخوانا. المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره. التقوى ها هنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات. بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم". وانطلاقاً من هذين الأصلين؛ واحتراماً لإخواننا الذين وثقوا فينا وينتظرون ردنا؛ أحب أن أبين بعض ما حدث في "حزب الفضيلة" من انشقاقات وأحداث مؤسفة، سائلاً الله عز وجل الإخلاص والتجرد كما أشهده على ما أقول وأتحرى فيه الصدق ما استطعت. كانت معرفتي شخصياً بالمهندس محمود فتحي أنا وكل أصحاب المشاريع السياسية الأخرى عن طريق بعض أهل العلم تزكية له بصفته من طلبة العلم وهو المكلف بإنجاح مشروع الحزب الذي يزمع اللواء عادل إنشاؤه وقام المهندس محمود ونحن معه وعشرات آخرون بالجهد الحقيقي كله؛ حتى أنه جعل من مكتبه مقراً مؤقتاً للحزب. وقد بدأت الأحداث المؤسفة بدخول أحد الأشخاص للحزب منذ أقل من شهرين وكان قد انسحب في بدايات التأسيس احتجاجاً على أمرين؛ أحدهما: رئاسة اللواء عادل عبد المقصود للحزب، والثاني: حضور بعض قدامى الجهاديين للاجتماعات ورغبتهم في المشاركة في الحزب. وقد صرح هذا الشخص أمام شهود بأنه عاد بتكليف واضح من بعض من يرجع إليهم ليكون "لهم" ممثل في "حزب الفضيلة" كما أن "لهم شخصاً آخر" في "حزب النور" وكانت الاجتماعات الأولية قد ضمت عدة كتل إسلامية لها مشاريع سياسية وانقسمت في الجملة إلى ثلاث مجموعات؛ ثم اتفق على أن تعمل كل كتلة مستقلة لقياس القوة ثم نجتمع في النهاية؛ لنعلن الائتلاف العام ونعلن حزباً واحداً إن أمكن أو نستمر منفردين إن تعذر. وعلى الفور بدأ هذا الأخ الكريم بإقناع اللواء عادل بأن بعض أعضاء المكتب السياسي يتآمرون عليه لإقصائه من رئاسة الحزب؛ وأرادا معاً الاجتماع ببقية الأعضاء وأنا منهم لإقناعنا بوجوب "بتر" الآخرين وإقصائهم على حد تعبيرهما؛ فرفضنا على الفور ؛ وآثرنا مواجهتهم بالتحفظات المأخوذة عليهم على الغدر بهم، فاعتبر هذا الرفض تحالفاً معهم، وبالتالي تم التخطيط لإقصائنا أيضاً!! فقد عمل اللواء عادل على إفشال فكرة الائتلاف والتي سيتمخض عنها إعادة تشكيل الهيكل التنظيمي وتوسيع المكتب السياسي ، كما بدأ في التصريحات المكذبة لكل من أشار إلى مسألة الائتلاف والزعم أننا نجر الحزب لاتجاهات متشددة من "السلفية الجهادية" وأنه يريد المحافظة على الشرعية وسيادة القانون. وهي تهم تعودنا عليها قديماً كإسلاميين، علماً أن من يعنيهم ممن كانوا سيندمجون معنا هم أربعة أفراد فقط شاركونا العمل في البداية وبحضوره كما أسلفنا وكلهم شخصيات مرموقة ومعروفة باعتدالها. أراد اللواء عادل إعلان مكتب سياسي جديد من تلقاء نفسه ودون مشاورة من أحد، والمشكلة أن أغلبهم من خارج الحزب وغير معروفين وليسوا من المؤسسين، وفي نفس الوقت طلب سيادته من المهندس محمود فتحي وكيل المؤسسين نقل التوكيلات باسمه وبطريقة غير مناسبة فرفض طلبه حتى يأخذ موافقة الجمعية العمومية والمكتب السياسي لأن نقل التوكيلات بهذه الطريقة فيه خيانة لثقة الأفاضل الكرام الذين وثقوا بنا وقاموا بعمل هذه التوكيلات باسمه. قامت بعض الأطراف القريبة الصلة بسيادة اللواء وبمعرفته بأخذ أكثر من ألف توكيل والاحتفاظ بها دون معرفة المهندس محمود الذي أجبر فيما بعد بالتهديد تارة وتشويه سمعته تارة أخرى على إرسال بقية التوكيلات لهم؛ وهي لا تزال معهم حتى الآن وقد رفضوا ردها، كما قاموا بالسيطرة على صفحة الحزب وطرد المهندس محمود من إدارتها. بعد تسليم جميع توكيلات "حزب الفضيلة" إليهم تعثر قانونياً ورسمياً نقلها باسم اللواء عادل؛ وبهذا فشلت عملياً محاولة السيطرة على الحزب؛ فأعلنوا تأسيس حزب جديد لهم باسم "الأصالة" مما يعني أن الحزب مستمر باسمه القديم وأن محمود فتحي هو وكيل مؤسسيه . هذا وأنا أعلن احترامي وتقديري لجميع إخواننا المذكورين في هذا البيان وأدعو بالتوفيق لإخواننا في "حزب الأصالة" رغم الخلاف الذي بيننا وأطالب الجميع بلزوم أخلاق الإسلام في الخلاف ورد التنازع إلى الله ورسوله ووقف الحملات الإعلامية والتشهير؛ كما أذكرهم بأن أنظار العالم تتجه إلينا جميعاً اليوم فأروا الله من أنفسكم خيراً. • عضو المكتب السياسي لحزب الفضيلة