أكدت مصادر دبلوماسية مطلعة أن الهدف الأساسي وراء جولة الرئيس مبارك الأخيرة والتي شملت عددا من الدول العربية حاول الرئيس المصري من خلالها إيجاد حالة من الاتفاق لدى دول منطقة الخليج باعتبارها الداعم الرئيسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لممارسة ضغوط على الحركة لإجبارها على التراجع عن موقفها تجاه إسرائيل الرافض لمبدأ الدخول في حوار مباشر مع الدولة العبرية أو الاعتراف بحق اليهود في إقامة دولة على الأراضي المحتلة وكذلك دفعها إلى تبني خطاب أكثر براجماتية في علاقاتها مع القوي الدولية. وأشارت المصادر في تصريحات ل "المصريون" إلى أن مبارك طرح أيضا على الدول الخليجية التي شملتها زيارته تزايد احتمالات توجيه ضربة عسكرية أمريكية ضد إيران وضرورة وجود موقف عربي موحد ضد الطموحات النووية الإيرانية واعربت المصادرعن مخاوفها من أن تكون رايس قد تلقت من القاهرة تطمينات بعدم الاعتراض قياسا على الموقف قبل الغزو الأمريكي للعراق عندما دأب على التأكيد على رفضه للعدوان الأمريكي على العراق في حين كان يقدم دعما لوجستيا وتسهيلات للقوات الأمريكية التي توجهت إلى منطقة الخليج عشية غزو العراق . وأشارت المصادر إلى أن مبارك حاول خلال جولته تهيئة الساحة العربية لتجديد محتمل للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي عبر إقناع دول الخليج بعدم تقديم مرشح منافس وكذلك التدخل لدي دولتي الإمارات والكويت لحثهما على التراجع عن مواقفهما المتشددة تجاه موسى حيث تتهمه الدوائر السياسية في الكويت بالميل نحو الرئيس العراقى المخلوع صدام حسين فيما تمر علاقات أمين الجامعة العربية مع الإمارات بمرحلة توتر شديدة بسبب رفضه ضم مبادرة الشيخ زايد الخاصة بتنحي القيادة العراقية مقابل منع الحرب فضلا عن تحفظ الساسة الإماراتيين على الرسالة التي وجهها موسى لقادة مجلس التعاون الخليجي في قمتهم الأخيرة والتي طالبهم فيها بالاهتمام بالملف النووي الإسرائيلي في المقام الأول وعدم دعم المساعي الأمريكية لحرمان إيران من طموحاتها النووية. في سياق متصل، علمت "المصريون" أن الرئيس مبارك مارس ضغوطا شديدة على الرئيس الليبي معمر القذافي لإجباره على التراجع عن موقفه الرافض لنشر قوات دولية في إقليم دارفور بل والإيعاز له للضغط على الحكومة السودانية للقبول بنشر قوات دولية في الإقليم مقابل تراجع الضغوط الدولية فيما يتعلق بملف تقديم مسئولين سودانيين إلى محاكمات دولية. فى الوقت الذى اعلن السفير المصري لدى ليبيا محمد الطهطاوي إن الرئيس المصري والرئيس الليبي معمر القذافي رفضا إحلال قوات سلام تابعة للأمم المتحدة في إقليم دارفور بدلا عن تلك التابعة للاتحاد الإفريقي. وأضاف أن الزعيمين أكدا في الإجتماع الذي ضمهما في مدنية مصراته الواقعة على بعد 200 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس أهمية وجود قوات السلام التابعة للاتحاد الإفريقي في دارفور من جانبه أعرب الدكتور عبد الله الأشعل المحلل السياسي عن اعتقاده بأن الرئيس المصرى أراد من جولته بمنطقة الخليج تحقيق ما أسماه "ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد" حيث أراد والكلام للأشعل استرضاء واشنطن المستاءة من رفضه إرسال قوات عربية إلى العراق وتباطؤ خطى الإصلاح وتحفظ النظام على نقل القمة العربية من الخرطوم إلى أي عاصمة عربية أخرى. ولم يستبعد الأشعل إمكانية ممارسة مصر والعديد من الدول العربية ضغوطا على حركة حماس للقبول بمبدأ الدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل والاعتراف بحق الدولة العبرية في الوجود سعيا لخطب ود واشنطن وضمان عدم وصول العلاقات معها إلى نفق مسدود. من جانبه أشار الدكتور عمرو الشوبكي الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية التابع للأهرام إلى استعداد النظام لتقديم تنازلات لواشنطن في عدد من الملفات وذلك مقابل تراجع واشنطن عن ممارسة ضغوط بشأن ملف الإصلاح وتخفيف قبضة الحزب الوطني الديمقراطي على السلطة. ونبه الشوبكي إلى أن الأوضاع في دارفور والتجديد للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي والضربة الأمريكية المتوقعة لإيران كانت على رأس الأجندة التي حملها الرئيس مبارك للدول العربية حيث يسعى النظام لحشد دعم عربي للعديد من المواقف الأمريكية عله يتمكن من كسب رضا المسئولين في البيت الأبيض وموافقتهم إزاء العديد من الملفات الساخنة.