كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى أن الرئيس مبارك حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أثناء زيارته السريعة لعمان أمس من خطورة انضمام الأردن للضغوط الأمريكية والإسرائيلية الرامية لمحاصرة حكومة حماس وإفشال مهمتها ، مشددا على أن ما أثارته عمان الأسبوع الماضي من تورط حركة حماس في تهريب أسلحة ومتفجرات إلى أراضيها عبر سوريا لا يصب في مصلحة الاستقرار في المنطقة خصوصا أن اتهام حماس بهذا الأمر يعد سابقة تخدم المساعي الإسرائيلية لحصار الحركة ووصمها بالإرهاب . وأشارت المصادر إلى أن الرئيس مبارك نبه القيادة الأردنية إلى خطورة الاتهامات الأخيرة التي وجهتها الأردن لسوريا على علاقات البلدين وإمكانية استغلال أطراف أخرى لهذه الاتهامات لإفشال المساعي العربية لتخفيف الضغوط الدولية عن سوريا وإيجاد البيئة المناسبة لإنقاذ النظام السوري من المصير الذي واجهه نظام صدام في العراق. وأشارت المصادر إلى أن المفاوضات قد تناولت ممارسة ضغوط "محسوبة" على حركة حماس لإجبارها على القبول بمرجعيات عملية السلام أو الاعتراف بمبادرة السلام العربية التي تتعهد فيها الدول العربية على الاعتراف بإسرائيل في حالة انسحابها من الأراضي المحتلة عام 1967 وأن تتخذ هذه الضغوط بعدا دبلوماسيا وسياسيا دون الانجرار إلى الاتهامات بالعنف والتخريب الذي وجهته عمان لحركة حماس. ولفتت المصادر إلى أن المفاوضات بين البلدين قد شهدت اتفاقا حول تسريع الاتصالات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف أيهود أولمرت وعدد من الدول العربية لتفعيل علاقاتها مع إسرائيل لمنع الحكومة الإسرائيلية من السير في إطار الحلول أحادية الجانب لفرض الأمر الواقع على الفلسطينيين فيما يخص مستقبل الضفة الغربية والقدس والدولة الفلسطينية. وشددت المصادر على أن العامل الأمني كان حاضرا بقوة خلال مباحثات مبارك وعبد الله حيث اتفقا على تنشيط الاتصالات بين الأجهزة الأمنية في البلدين للتقليل من حدة المخاطر الأمنية التي يتعرض لها البلدين في المرحلة الأخيرة واتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرارها في المستقبل. من جهته ، أكد السفير طه الفرنواني الدبلوماسي والمحلل السياسي أن الزيارة سيطرت عليها وجهة النظر المصرية الرافضة لتشويه صورة حركة حماس وإفشال مهامها لإدراك مصر بالعواقب الوخيمة لهذا الأمر مع الاستقرار الهش في المنطقة. واعتبر الفرنواني أن إثارة قضية اتهام حماس بالتورط في تهريب أسلحة للأردن لا يخدم مصالح دول المنطقة وإنما يضر بصورة حماس ويزيد من الضغوط على سوريا باعتبارها ضالعة في هذا الأمر. ونبه الفرنواني أن مصر تسعى حاليا لخطب ود رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت لوقف تنامي الاتجاه المتصاعد داخل إسرائيل للتعامل مع الفلسطينيين من منظور الحلول الأحادية الجانب وفرض الأمر الواقع وهو ما يضر كثيرا بالقضية الفلسطينية بدرجة تصل إلى التصفية التامة. وأشار الفرنواني إلى أن التهديدات الأمنية من قبل الجماعات المتطرفة وضعت على جدول أعمال المفاوضات وأن قادة البلدين اتفقا على تكثيف التعاون بين البلدين لتحجيم هذا الخطر.