أصبحت مناطق الإسماعيلية الجبلية مأوى للعمليات المسلحة فى بعض المحافظات، وذلك بعد هروب الكثير من التكفيريين من العمليات العسكرية فى سيناء. منطقة وادى الملاك دائرة مركز التل الكبير التى يسمع عنها الكثير روايات تقشعر لها الأبدان وحكايات تصلح لأن تكون أفلامًا سينمائية، وهو المكان الذى دائمًا ما تحدث به حالات القتل والسرقة بالإكراه فى وضح النهار، وغالبًا ما يكون الفاعل مجهولاً. وتعتبر "منطقة وادى الملاك"، المأوى الرئيسى لعتاة المجرمين وتجار المخدرات والتكفيريين والخارجين عن القانون بمحافظات القناة، لما تتميز به من طرق رملية وعرة ومدقات يصعب على الأفراد العاديين السير فيها، كل هذه المواصفات جعلت من "وادى الملاك" مقصدًا لفلول الجماعات المسلحة التى كانت تتخذ من سيناء مركزًا رئيسيًا لعملياتها الإجرامية، قبل أن تنتقل بعملياتها إلى محافظة الإسماعيلية. يقول تهامى خليفة، خفير بإحدى المزارع، إن منطقة "وادى الملاك"، من أخطر البؤر الإجرامية على مستوى الجمهورية، مؤكدًا أنها أصبحت مأوى الهاربين من قبضة الجيش بسيناء، وبالإضافة لمناطق أخرى بالتل الكبير على حدود محافظة الشرقية، مركزًا للتخطيط للعمليات الإرهابية التى انتقلت من سيناء لمحافظة الإسماعيلية، والدليل على ذلك أن المجرمين القاطنين بوادى الملاك، كانوا يترددون دائمًا على سيناء، للهروب من قبضة الأمن قبل الثورة، والآن يحدث العكس. وأضاف علاء بيومى، سائق، أن المنطقة كانت تشهد بشكل يومى حوادث قتل وسرقات بالإكراه وغيرها، مما كان يصيب الأهالى بالرعب.
فيما كشف محمد جمعة، مفاجأة فى مناطق وادى الملاك وهى طريق العمار - العاشر من رمضان ومنطقة السعادة والمجاهدين العرب وطريق الجبل، مشيرًا إلى أن الغالبية العظمى من تجار السلاح والمخدرات والمجرمين يقطنون بهذه المناطق بالتحديد، مؤكدًا أن الأطفال الصغار يقومون بحمل السلاح الآلى والاتجار فى المخدرات، وهو ما يشكل خطرًا كبيرًا على بقية الأهالى الذين تضطرهم ظروف عملهم للسكن فى هذه المناطق أو حتى المرور بها. وفى مفاجأة أخرى، يقول أحد كبار المشايخ البدوية بالمنطقة، إن معظم حالات سرقة السيارات وتهريبها إلى قطاع غزة عبر الأنفاق، يجب أن تمر أولاً بوادى الملاك، وأشار إلى وجود مكان يسمى ببطن الجبل بالقرب من طريق القاهرةالإسماعيلية – الصحراوى، يتم دفن السيارات المسروقة فيه، لحين فك أسرها أو تهريبها عبر سيناء. بينما تعتبر منطقة "سامى سعد"، وهى منطقة يوجد بها عدد كبير من المزارع، هى "الأخطر" بالإسماعيلية، حيث تتسم بمساحتها الشاسعة، وتضم 5 قبائل، أبرزها العيايدة والحويطات والمعازة، وتسيطر كل قبيلة منها على مساحة محددة من الأرض، على عكس المناطق الأخرى التى يقيم فيها العرب، ونفس الأمر ينطبق على الجهات الأمنية التى تعجز عن السيطرة الكاملة، رغم وجود بعض وحدات الجيش فى المنطقة الصحراوية على أطرافها. وكشفت مصادر سيادية ل"المصريون"، تعقب القوات الخاصة من الشرطة والجيش، بالتعاون مع جهاز الأمن الوطنى، للتنظيمات الإرهابية ومطاردتها، وتم ضبط عدد كبير من الأسلحة والقنابل والذخيرة الحية وإلقاء القبض على بعض العناصر الإرهابية منها "كتائب الفرقان"، والتى ارتكبت واقعة مقتل العقيد قوات مسلحة محمد السيد الكومى، وإصابة الرائد مجدى محمد، والمساعد عادل محمد أثناء استقلالهم سيارة بطريق مصر الإسماعيلية الصحراوى، وواقعة مقتل العميد طه ذكى مدير إدارة تأمين كوبرى السلام. كما كشفت جهات مطلعة عن مزارع منطقة فنارة وأبو سلطان بمدينة فايد، بعد قيام مسلحين باستئجار عدد من المزارع لتصنيع وتخزين كميات كبيرة من الأسلحة والقنابل، وذلك بعد تحقيقات مع المتهم هانى إبراهيم أحمد، من قبل رجال جهاز الأمن الوطني، حيث اعترف أن لديهم عناصر فى بعض المزارع المستأجرة بقرية سرابيوم وأبو سلطان وفنارة، وكان يقوم بتدريب بعض العناصر المسلحة فى إحدى المزارع التى تقع على المنطقة الحدودية بين محافظتى الإسماعيليةوالشرقية، لاستهداف السفن فى المجرى الملاحى لقناة السويس بمناطق فنارة وسرابيوم وأبوسلطان، وهى أقرب مناطق للمجرى الملاحي. أما عن قرية "الشيخ سليم" التابعة لمركز القصاصين، فهى أشهر منطقة لبيع وتصدير السلاح، والتى تعتبر ملاذًا لكثير من العناصر، كما تعتبر سوقًا مفتوحًا لبيع جميع أنواع الأسلحة الآلية والمتعددة، والتى تقع بين مداخل ومخارج محافظة الإسماعيلية على طريقى القاهرة الصحراوى والزقازيق الزراعي. وباتت المنطقة فى الآونة الأخيرة سوقًا لبيع السلاح للخارجين عن القانون على مستوى الجمهورية، وبعد رصد المنطقة وتصويرها من خلال الطائرات وبعض المصادر السرية، وبعد صدور أوامر عليا بتنفيذ عملية أمنية مكبرة بين قوات خاصة من الجيش والشرطة، تم إحكام السيطرة بمداخل ومخارج المنطقة، لتتمكن من العثور على كميات كبيرة من الأسلحة الإسرائيلية المهربة. كما عثرت الحملة على أنواع من الأسلحة التى يتم بيعها وشراؤها بالسوق، مثل آر بى جيه وأسلحة مضادة للدبابات وجرينوف، وأسلحة قنص إسرائيلية حديثة من نوع SR-99، وهي بندقية قنص مطورة وبعض الأسلحة مهربة من ليبيا والسودان، والبعض الآخر إسرائيلية الصنع. كما تم العثور على صناديق بداخلها قنابل يدوية حديثة الصنع، وتم ضبط شخص ويدعى "صالح.س.س، 42 عامًا"، الذى يعد من أكبر تجار السلاح بالمنطقة، وعثر على كميات كبيرة من الأسلحة الإسرائيلية والذخيرة الحية داخل مخازن خاصة به أسفل منزله تحت الأرض، واعترف أنه باع كميات كبيرة للجماعات التى لا يعرف انتماءها، بمبالغ مالية كبيرة. فيما تعتبر منطقة أبوطفيلة الجبلية بالقنطرة غرب، الواقعة على حدود الحسينية بمحافظة الشرقية، مركزا لاتصال جميع الخلايا الجهادية على مستوى الجمهورية، كما أنها مصدر اتصال رئيسى لأنصار بيت المقدس بأفراد الخلايا الأخرى.