افتح النافذة أم أغلقها ؟ افتحها حتي تجدد الهواء وتدخل الشمس وتري منها العالم الخارجي وتكون إشارة ترحيب بالزوار ولتنتظر فيها أحيانا حبيبك ثم تلوح له وهو قادم إلي عش الحب .
أغبط العصافير الحرة علي متعة الطيران والتحليق للأعالي والتغريد فرحا بروعة الحرية المطلقة التي تستمتع بها ، و أرثي للعصافير المحبوسة رغم وفرة الحبوب وأمان القفص المعلق في البلكونة .، أتجنب النظر لعيني الأسد في حديقة الحيوان نظراته منكسره تشي بالاكتئاب بعد أن فقد بيئته الطبيعية في الغابات الشاسعة حيث الصيد والقنص ومتعة الظفر بالفريسة وتناولها مع الأسرة . لايمكن تفسير سلوك الإنسان في حبس المخلوقات بعيدا عن بيئتها الطبيعية إلا بالولع الشديد بالسيطرة والتحكم حتي السمك الصغير لم يسلم من حبسه في حوض زجاجي للزينة ،والغريب أن هذا السلوك امتد ليصل للأسرة نفسها ، هناك أسر تحيا في صوبة أو محمية طبيعية تعزلها عن الدنيا للحماية والأمان و الدوافع لذلك تكون في غاية النبل . أحيانا يكون ذلك الوضع بناء علي رغبة الرجل فهو يريد صيانة أسرته عن المؤثرات الخارجية وما حاجتهم للناس وهو يوفر لهم كل ما يريدون من طعام وشراب وحب أيضا ، ولكن النسبة الأكبر تعبر عن إرادة الزوجة نفسها ، تبدأ الفتاة حياتها بأفكار مثالية تريد تطبيقها ، سوف تجعل زوجها أسعد الرجال وتمنحه حبا وحنانا ادخرته في قلبها طويلا ، وعندما يأتي الأبناء سوف تربيهم أحسن تربية بل هي متفرغة لتلك المهمة طول النهار تربية ، افعل يا حبيبي لا تفعل يا صغيري وهكذا ليصبح الطفل نموذجا وعند التحاقه بالمدرسة لابد أن يكون الأول فهي متعلمة وسوف تذاكر معه وله وبه حتي يصبح أعظم العلماء ، ياله من حلم . بعد شهر العسل تفاجأ برغبة الزوج في استئناف حياته السابقة ( في بيئته الطبيعية ) يتواصل مع أهله و أصدقاؤه ويمارس هواياته ، تضيق هي بذلك لأن هؤلاء يشوشون عليها ويفسدون مشروعها وتعمل بشكل واعي أو لا واعي علي تقليص مساحتهم في حياة زوجها وتدجينه داخل قفص الزوجية وتنجح غالبا ، وحين يأتي الأبناء تفعل معهم ذلك و أكثر منه ، فلا داعي لتضييع الوقت في التزاور أو صلة الرحم أو مع الأصدقاء ، كل هؤلاء لن ينفعوك وذاكر لك كلمتين أحسن ، تدريجيا يتم بناء محمية طبيعية للأسرة مكونة من أربعة جدران لا يتم اختراقها بسهولة . طفل المحميات يختلف تماما عن الطفل الحر الذي يزأر أحيانا ويصطاد أحيانا ، يضرب ويُضرب ويغلب ويُغلب ،ويحلق في الأعالي مغردا كما يحلو له ، أما المحبوس في قفص فهو يحفظ ما علمته له أمه في الكتب المدرسية ولكنه يغرق في شبر ميه ، الحب بين الزوجين في الصوبة ليس صحيا فهو ملئ بالغيرة والشكوك وهو حب راكد لم يتعرض لاختبار حقيقي ، أما الحب مع الحرية فهو متجدد دوما . الزواج ليس معناه رجل وامرأه محبوسان معا وقد تقطعت علاقاتهما وروابطهما السابقة ، بل معناه رجل وأسرته وعلاقاته يتحد مع امرأة بأسرتها وروابطها لتتشكل أسرة أوسع و أكبر و أكثر ثراء وتنوعا ، والأبناء حين يجدون العم والخال والأسرة الممتدة والنماذج المتعددة في العائلة من الرجال والنساء يتعلمون منهم أضعاف ما يتعلمونه من الكتب ويتربون داخل بيئتهم الطبيعية أحرارا أثرياء الوجدان ، يعرفون معاني صلة الرحم واحترام الكبير ويكتسبون معارف اجتماعية ودروسا تربوية تعجز عنها أرقي الجامعات . هناك مغالطة كبري كنا نتصورها ونحن صغارا وأدركنا فداحة الخطأ فيها ، الحب والتربية لا يمكن الإكثار منهم فلهم مقدارا محددا لا يمكن تجاوزه ، التربية مثلا 20 % تلقين و80% اكتساب من البيئة والحب إحساس و أفعال أكثر منه كلام وأحيانا ينتهك الكلام براءته ، عندما تذهبين مع عريسك علي عش الحب افتحي نوافذه للشمس والهواء و أبوابه للأهل و الأحباب وعقله لتجدد المعرفة وقلبه للجميع وتأكدي أنك ستفوزين بقلب الأسد وتستمتعين بروعة عصافيرك المحلقة المغردة للحرية . [email protected]