علمت "المصريون" أن هناك مشاورات مصرية عربية تجرى حاليا حول مقترح أمريكي بطرح مبادرة سلام شاملة لتسوية للصراع العربي الإسرائيلي تقوم على مبدأ الأرض مقابل السلام وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، مقابل اعتراف عربي بيهودية الدولة العبرية. وتجرى المشاورات بهذا الخصوص على مستويات عليا بين واشنطن وعواصم عربية، مع وعود أمريكية بغض الطرف عن جهود المجموعة العربية لإعادة طرح القضية الفلسطينية على مجلس الأمن وانتزاع اعتراف أممي بالدولة بالفلسطينية المستقلة. واقترحت واشنطن على دول عربية وإسلامية، من بينها مصر والسعودية وتركيا، لعقد قمة أمريكية إسلامية مشتركة تتولى تسويق تسوية دولية للقضية الفلسطينية، مقابل إقرار عربي بيهودية إسرائيل وتوطين اللاجئين الفلسطينيين منذ 1948 بأراضي الدولة الفلسطينية المستقلة. لكن العواصم العربية والإسلامية لم تقدم ردا حتى الآن على المقترح الأمريكي، حيث لا تزال تخضعه للدراسة والمشاورات، وسيتم مناقشة المقترح باجتماع لجنة المبادرة العربية الذي ستستضيفه الأمانة العامة لجامعة الدول العربية يوم السبت بالقاهرة. وأكد الدكتور طارق فهمي الخبير بمركز دراسات الشرق الأوسط بالقاهرة ل "المصريون"، أن هناك جهودا أمريكية عربية إسلامية لإيجاد تسوية تمنع واشنطن من استخدام حق "الفيتو" لدى توجه الفلسطينيين إلى الأممالمتحدة للاعتراف بدولتهم المستقلة. وأضاف أن جميع الدولة العربية لم تقدم حتى الآن ردا لواشنطن على مقترحها بالاعتراف بيهودية الدولة العبرية، في ظل تحفظ من بعضها على الموضوع وطلب مهلة للدراسة. مع ذلك لم يستبعد إمكانية اعتراف الدول العربية مستقبلا بيهودية إسرائيل، خصوصا إذا قدمت واشنطن ضمانات وبدأت إسرائيل في تبني سياسات تزيل العراقيل أمام إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية وإيجاد تسوية لقضية اللاجئين. وكان تمسك إسرائيل بالاعتراف بها كدولة يهودية أدى إلى إفشال اجتماع الرباعية الدولية الذي عقد بواشنطن يوم الاثنين، في ظل الخلافات بين الأعضاء حول هذا الأمر، وفق مسئولين "إسرائيليين" كبار ودبلوماسيين غربيين. وذكرت صحيفة "هآرتس" على موقعها الإلكتروني أمس، أن وزراء خارجية "الرباعية الدولية" سعوا للتوصل إلى تفاهم يرضي الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مع تلبية المهم بالنسبة لكل طرف، بحيث يعطى الجانب الفلسطيني حدود الرابع من يونيو، مع تبادل متفق عليه للأراضي، في حين يتلقى الجانب الإسرائيلي الاعتراف بإسرائيل كدولة الشعب اليهودي. وأضافت المصادر أن الاختلافات بين أطراف "الرباعية" حول الاعتراف بإسرائيل كدولة الشعب اليهودي وعدم التوصل إلى تفاهم في هذا الملف، أدت في نهاية الأمر إلى فشل التوصل إلى موقف يؤدي إلى صدور بيان عن اجتماع "الرباعية" كما كان متوقعا. وأكد مسئولون إسرائيليون أن الحكومة "الإسرائيلية" كانت ستعلن قبولا بما سيصدر عن اجتماع "الرباعية"، والموافقة على البدء فورا في مفاوضات مباشرة مع الجانب الفلسطيني حتى لو تضمن بيان "الرباعية" بشكل واضح التطرق لحدود عام 1967، مع تضمن البيان الاعتراف بإسرائيل كدولة الشعب اليهودي. وكانت اللجنة الرباعية التي تضم الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا سعت خلال اجتماعها للتوصل إلى استئناف المحادثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتفادى مواجهة دبلوماسية متوقعة في الأممالمتحدة في سبتمبر القادم بمطالبة الفلسطينيين باعتراف دولي لدولة فلسطين. لكن اجتماع "الرباعية" صدر بدون إصدار بيان ختامي أو الإعلان عن إحراز تقدم نحو إحياء مباحثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، مشيرة إلى أنه لا تزال هناك فجوات تفصل بين الجانبين. وتشمل القضايا الجوهرية للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي مسائل الحدود والأمن ومستقبل القدس والمستوطنات واللاجئين الفلسطينيين.