قال خالد البلشي، عضو مجلس نقابة الصحفيين ورئيس تحرير جريدة الوادي، إن ما جني أمس من اجتماع رؤساء التحرير هو إعلان رسمي لتأميم الإعلام ومصادرة حرية الصحافة وينقلنا من مرحلة مصادرة الصحف وتقييد حرية الصحافة إلى مصادرة المهنة نفسها، ولكن بأيدي أبناء صاحبة الجلالة. أكد البلشي في تصريحات صحفية له، أن بيان اجتماع رؤساء التحرير وبيان غرفة صناعة الإعلام واتحاد الإذاعة والتليفزيون جميعًا هو عودة إعلام التعبئة العامة بدعوى الحرب على الإرهاب. وأضاف أن البيانين يمثلان قتلا لمهنة الصحافة والإعلام بأيدي ممارسيها والمحسوبين عليها والذين قرروا بإرادة كاملة وبمختلف اتجاهاتهم تحويل أنفسهم من ممارسي مهنة لحزب سياسي يدعم برنامج الرئيس غير المعلن وغير الواضح المعالم بما يعنيه ذلك من منع أصحاب الرؤى الأخرى أو حتى من يريدون تحسين شروط ما يجري ومصادرة آراء المعارضين لهذا البرنامج الذي لم تتضح معالمه حتى الآن. وشدد البلشي على أن البيانين منحا شيكا على بياض للنظام الجديد ورئيسه ليفعل ما يريده، قائلاً: "كل شيء تم إعلان الموافقة عليه باعتباره جزءا من البرنامج الذي أعلن بيان رؤساء التحرير تبنيه والحمد لله، وكان أولى بهم دمج أنفسهم في صحيفة واحدة توفيرًا للنفقات طالما اتفقوا على كل شيء.. بما فيه دعم ما يوحى به للسيد الرئيس مستقبلا". البيان لم يقف عند هذا الحد بل إن الأمر وصل لحد التنازل عن الدور الرئيسي لمهنة الصحافة باعتبارها ناقلا للمعلومة وجرس إنذار ووسيلة تنبيه للمجتمع ضد الأخطار المحدقة به بدعوى الامتناع عن نشر ما أسموه البيانات التي تدعو للتحريض ضد مؤسسات الدولة دون توضيح كيف تبدو تلك البيانات أو ما مضمونها. وتساءل عضو مجلس النقابة معقباً على ما تم إصداره: هل يتحول الصحفي لكاتب تقرير لحماية المجتمع من مخاطره استكمالاً لبناء دولة "البصاصين" التي بدأ تأسيسها في الجامعات بشهادات من قياداتها؟! مشبهاً تلك الموجة الجديدة بما حدث في عهد هتلر من الإعلام الذي غسل أدمغة والأمر للتعهد بالتفتيش في ضمائر زملائهم عبر التعهد بمنع تسلل أصحاب الرؤى التحريضية للصحافة. ونادى خالد البلشي، أن مواجهة الإرهاب لن تتم إلا بصحافة حرة تكشف مواطن الخلل وتفضح الإرهابيين ومخططاتهم وليس بالتغطية عليها وتحويل مهنة الصحافة إلى ملف أمني آخر والصحفيين إلى مخبرين في بلاط الجهات الأمنية الإرهاب والفاشية كلاهما يتغذى على الآخر وكلاهما ينمو ويتضخم بالفشل والتعمية على الفاشلين.