أبدت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، صدمتها إزاء الحكم الصادر بحق مسؤولة ملف العدالة الانتقالية يارا سلام و22 من المتهمين معها، بالسجن لمدة 3 سنوات لمزاعم بالمشاركة في مسيرة سياسية. وقالت "المبادرة" في بيان لها: "استندت معظم التهم إلى قانون التظاهر، وهو التشريع القمعي الذي ينتقص من حق المصريين الدستوري في حرية التجمع والتعبير، ويتيح حبس الآلاف من المعارضين السياسيين المشتبه بهم على تنوع أطيافهم السياسية". ويأتي الحكم وسط إجراءات متصاعدة من جانب الحكومة تغلق فعلياً القنوات الديمقراطية لتعبير المواطنين عن مظالمهم. وأضافت: "اتسمت محاكمات المدافعين عن حقوق الإنسان، والمتظاهرين السلميين، والصحفيين في الأشهر الأخيرة بالتجاهل المطلق للحق في سلامة الإجراءات، وبالاعتماد على أدلة مشكوك فيها تقتصر في أحيان كثيرة على محاضر الشرطة وغيرها من الأجهزة الأمنية، وتتوسع أحياناً لتحريز أي شيء من الصور العائلية الخاصة وحتى الأغاني المصورة لتقدمها النيابة العامة كأدلة اتهام أثناء المحاكمات. وترى المبادرة أن اتهام يارا وإدانتها مرتبطان بعملها الحقوقي، ففي ليلة الاعتقال تعرضت يارا لاستجوابات متكررة حول طبيعة عملها مع المبادرة وحول إدارة المنظمة. وتم الإفراج عن ابن خالة يارا الذي اعتقل معها بعد ساعات دون اتهام. جدير بالذكر أن محكمة جنح مصر الجديدة المنعقدة في معهد أمناء الشرطة بطره، حكمت على المتهمين بالسجن لمدة 3 سنوات، إضافة إلى 3 سنوات أخرى من المراقبة، وغرامة قدرها 10 آلاف جنيه مصري لخرق قانون التظاهر وغير ذلك من التهم التي تشمل إتلاف ممتلكات و"استعراض القوة". وتتعلق التهم بمظاهرة سياسية في 21 يونيو تم تفريقها بالقوة من جانب قوات الأمن وبمعاونة مجهولين في ثياب مدنية. واتهمت "المبادرة" محكمة مصر الجديدة، بأنها تغاضت عن تضارب محاضر الشرطة، وغياب الأدلة المادية وشهادات الشهود ذوي المصداقية. ولم يرد في المواد السمعية البصرية التي قدمتها النيابة أية أدلة على انخراط المتهمين في أي أعمال عنف، بل إن المحكمة أخفقت في التعرف على يارا أو غيرها من المتهمين في مقاطع الفيديو المقدمة من النيابة. علاوة على هذا، فإن المحكمة تجاهلت دعاوى المتهمين بعدم دستورية قانون التظاهر، والأخطاء الإجرائية التي شابت استجواباتهم المبدئية، وأدلة العنف الذي مارسته قوات الأمن ومؤيدوها ضد المتظاهرين، وينوي الدفاع استئناف الحكم، بحسب البيان. وتابعت: "تخشى المبادرة أن يكون المدانون اليوم جميعاً قد استهدفوا لمجرد ممارسة حقوقهم في حرية التعبير والتجمع، أو أنهم كانوا عابري سبيل أبرياء تم التقاطهم عشوائياً من محيط المظاهرة بعد تفريقها، وترجو المبادرة أن تحكم المحكمة في الاستئناف استناداً إلى فحوى القضية، لتصحيح قرار اليوم المثير للتساؤلات". واختتمت المبادرة بيانها: "قد سبق للمبادرة دعوة الحكومة مراراً إلى إلغاء أو تعديل قانون التظاهر (القانون 107 لسنة 2013) وغيره من التشريعات التي تفرض قيوداً مشددة على الحق في حرية التجمع، وتستغل بالممارسة لتضييق الخناق على المعارضة، إلا أن تلك المطالبات لم تلق سوى التجاهل حتى الآن".