ذكرت صحيفة "جلوب آند ميل" الكندية أن نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طالما حمل "الإخوان المسلمين" مسئولية "الإرهاب" في البلاد, في حين أعلنت الجماعة مرارا أنها تركز فقط على الاحتجاجات السلمية. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 26 أكتوبر أن غزة هي أكبر المتضررين من الإجراءات, التي اتخذتها السلطات المصرية في أعقاب الهجمات الدامية الأخيرة في سيناء, وأبرزها إغلاق معبر رفح إلى أجل غير مسمى, والإعلان عن إقامة منطقة عازلة على الحدود مع القطاع. وتوقعت الصحيفة عدم انتهاء الإرهاب في مصر على المدى القصير أو المتوسط, خاصة في ظل إصرارا النظام الحالي في البلاد على النهج الأمني في محاربته, بالإضافة إلى احتمال حصول "المتشددين"على أسلحة من ليبيا. يشار إلى أن 31 عسكريا مصريا قتلوا وأصيب نحو ثلاثين آخرين, في هجومين منفصلين استهدفا الجمعة الموافق 24 أكتوبر, حاجزين أمنيين في شمال سيناء. واستهدف الهجوم الأول بسيارة مفخخة نقطة تفتيش للجيش في منطقة كرم القودايس، بمدينة الشيخ زويد بشمال سيناء, ما أسفر عن مصرع 28 جنديا، وإصابة 28 آخرين بجروح خطيرة، أما الهجوم الثاني، فقد وقع بعد نحو ثلاث ساعات من الأول في بلدة قريبة من العريش، حيث فتح مسلحون النيران على نقطة تفتيش عسكرية, وقتلوا 3 جنود. ويعتبر الهجومان الأسوأ ضد قوات الأمن, منذ مقتل 25 شرطيا في سيناء في أغسطس 2013. وبدأ تطبيق حالة الطوارئ في بعض مناطق شمال سيناء عقب الهجومين, كما أعلنت السلطات الحداد الرسمي لثلاثة أيام على الضحايا. واتهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أطرافا خارجية لم يسمها بالوقوف وراء هجمات سيناء, وأكد أن الشعب المصري وقيادته والجيش يد واحدة في مواجهة "الإرهاب والإرهابيين"، وأن أحدا لا يستطيع أن يفت في عضد المصريين والنيل من وحدتهم. جاء ذلك في كلمة للسيسي أمام مجموعة من القيادات في الجيش المصري، عقب هجومي سيناء. وفي كلمته, أكد السيسي أن بلاده واجهت, وتواجه "إرهابا" على مدى شهور، وأن جهود الدولة مكنت من تصفية "مئات من الإرهابيين". وأقر بأن معركة الأمن في مصر ستطول ومستمرة، وتوقع أن يتم إزاءها تقديم المزيد من التضحيات والدماء. ولفت إلى أن سيناء "كانت ستصبح كتلة من التطرف لولا جهود مكافحة الإرهاب التي بذلتها الدولة والجيش". وأكد "ثبات" القيادة والجيش المصريين، وأن التحرك يتم "في اتجاه إعادة الهيبة إلى الدولة المصرية وتبوئها مكانتها التي تليق بها". وتوجه السيسي للشعب المصري بالقول إنه يجب معرفة "أبعاد المؤامرة التي تحاك ضد مصر، التي تخوض حرب وجود"، مشيرا إلى أنه متنبه إلى ما يحاك ضد مصر، وأنه حذر مما يجري في وقت سابق. وتابع أنه توقع حدوث مثل هذه العمليات الإرهابية قبل الثالث من يوليو 2013، في إشارة إلى تاريخ عزل الرئيس السابق محمد مرسي. وفي حديثه, اتهم السيسي جهات خارجية بالضلوع في الأحداث التي تشهدها مصر، معتبرا أنها لا تريد لمصر أن تنجح. واستطرد " الهجومان اللذان وقعا في سيناء تما بدعم خارجي, لكسر إرادة الجيش المصري, والهدف من ورائهما إسقاط الدولة وكسر شوكة وإرادة المصريين"، معربا عن قناعته بأن المصريين سيواجهون كل هذه التحديات متحدين قيادة وشعبا ودولة وأجهزة. وقال إنه إزاء ذلك, سيتم اتخاذ إجراءات جديدة مع قطاع غزة للحد من "مشكلة الإرهاب من جذورها والقضاء عليها".