أكّد مصدر سعودي مطلع أنَّ حكومة الرياض لم تُوجِّه دعوةً رسميةً لوزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي لزيارة السعودية، مشيرًا إلى أن الرياض كانت رحَّبت بطلب الزيارة الذي سبق أن جاء على لسان صالحي بعد تولِّيه حقيبة الخارجية في الحكومة الإيرانية في ديسمبر الماضي. وقال المصدر- الذي رفض الكشف عن هويته- لصحيفة الشرق الأوسط: إنه لم تتمَّ توجيه أي دعوة رسمية للوزير الإيراني، ولكن الحكومة رحّبت بأي لقاء بينها وبين المسئولين الإيرانيين، على خلفية الموقف الذي أعلنه علي أكبر صالحي بعد تولِّيه وزارة الخارجية، حينما قال: "إنّ تطوير العلاقات مع السعودية من أولوياته". وأشار المصدر السعودي إلى أن الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية، كان قد تحدث في المؤتمر الصحفي عن تاريخ الاتصالات بينه وبين نظرائه الإيرانيين السابقين، بدءًا من الوزير السابق علي أكبر ولايتي، وخلفه منوشهر متقي، وانتهاء بصالحي، الذي بدوره لم يسبق أن تَمّ عقد لقاء بينه وبين وزير الخارجية السعودي منذ أن أصبح عضوًا في الحكومة الإيرانية. وفي وقتٍ سابقٍ انتقد الأمير سعود الفيصل، ضمّنا السياسة الإيرانية في مؤتمره الصحفي، وقال: "في السياسة لا بأس من التناقض، ولكن ما أودُّ الإشارة إليه أنه كانت هناك سلسلة من المباحثات مع إيران في السابق، وكان هناك برنامج لزيارة وزير الخارجية الإيراني للمملكة؛ لوضع النقاط التي يجب أن نحلها حتى تعود العلاقات إلى مستواها الطبيعي، وللأسف لم تحل، ولم يتمّ الاجتماع لشروط وضعتها إيران". وأضاف: "إنّ وزير الخارجية الإيراني الجديد اتصل بِي عندما كان في باكستان، وأبدَى رغبته في استمرار الحوار، وأنا أبلغته: عندكم دعوة، ومتى رغبتم فإننا سعداء. وهو عرض أن يكون اجتماعًا ثلاثيًا في الكويت، فقلت له: لم نحمل الكويت الخلافات السعودية الإيرانية؟"، مشددًا على أن إيران "دولة جارة، وإذا كانت تريد دورًا قياديًا فعليها مراعاة مصالح دول المنطقة، وليس مصالحها فقط".