الشكل البدائي الغبي الذي تم به إخراج حدوتة شركات الأمن الخاصة في الجامعات .. هو الذي أدى إلى كل المصادمات التي حدثت اليوم .. من جديد نتحدث عن التسويق بشكل عام، والتسويق السياسي على وجه التحديد. والواقع أن التسويق الصحيح لقرار جيد يجعله أكثر فعالية لكن التسويق الصحيح لقرار غير جيد بالمرة أشبه بالبنج الموضعي .. يذهب تأثيره بعد فترة ولا يتبقى سوى كونه قرار غير جيد .. فما بالك لو كان التسويق فاشلاً مهلهلاً ، لقرار غير موفق، وغير مدروس بشكل كامل مثل شركات الأمن الخاصة التي يمكن إن فتحت ملفها فقط ، ومددت الخيط على استقامته ، أن تخبرك بكم الغباء الذي يدار به الأمر . هناك جامعات لن تهدأ فعلاً .. ولا يحتاج الموضوع لحل أمني ولا لتفتيت ، ولا لكاميرات مراقبة، طالما أن هناك مدير أمن جامعة يقبل يد مدير أمن الداخلية، كما حدث في الأزهر ، وطالما أن الأمن الإداري تشاجر مع أمن الشركة الخاصة كما حدث في جامعة القاهرة ، وطالما أن أساس الموضوع لم يحل . هنا نأتي للأزمة الحقيقية التي لا يريد الهستيريون إدراكها .. الأزمة ليست في الإخوان ، ولا في بلطجتهم ومحاولتهم تأجيج الأوضاع، لأن كل ذلك شئ طبيعي .. الأزمة الحقيقية، هو أنك حين قررت أن تقبض على الإخوان، قبضت معهم على شرائح أخرى بشكل عشوائي، فولد ذلك نوعاً من الشعور بالظلم والرغبة في الانتقام.. لم تقبض سعادتك على الإخوان وحدهم بل قبضت على المتعاطفين ، وقبضت على بعض المارة مصادفة، وقبضت على من طالتهم يدك بعد أن جرى البعض، وبقي القليل في أماكنهم لأنهم لم يفعلوا شيئاً، وقبضت في بعض الأحيان - وفق حالات موثقة - على طلبة كانوا منتهين من امتحانهم للتو .. ثم زاد الطين بلة حين قررت أن تجري عملية استباقية فتتعتقل - فجراً - العديد من الطلاب من قلب بيوتهم ظناً منك أنك بذلك تنزع فتيل أزمة قادمة ..، والحقيقة ، أن ذلك لم يحدث، بل على العكس ، أجج ذلك مشاعر أخرى تشعر بالظلم، ويتحول الموضوع معها يوماً بعد يوم إلى رغبة حقيقية في الانتقام، وإلى ثأر حقيقي لا يموت . لا اعتراض على سجن المجرم ، والقاتل، والإرهابي، ومشعلوا فتيل الأزمات لتفجير الوطن، لكن لتفعل ذلك عليك أن تثبت الأمر عليهم بالحق والعدل، وليس بالتلفيق والقبض العشوائي .. يفتح الأمر مجالاً للحديث عن (المحبوسين احتياطياً / المعتقلين / المحتجزين) ، ولتسمهم كما تشاء، لكي يلقي بظلاله على أزمات أخرى كل ما يحدث الآن لن يكون مثقال ذرة في آثارها المستقبلية، حين تكتشف أنك تصنع إرهابياً جاهز لقتل أبنائك في يوم ما ، ولو راجعت سيرة أخطر إرهابي حي على وجه الأرض الآن ، واسمه أيمن الظواهري ، ستجد أنه تحول لما هو عليه الآن بسبب شعوره بالظلم ، وتلفيق تهم له ، وهو في كلية الطب .. إذا أردت فعلاً أن تحل الأمر يجب أن تسير الأمور على مسارات متوازية .. لا أطلب منك تبرئة مجرم، لكن أطلب منك عدم القبض على برئ لا أطلب منك حلاً للملف بالكامل، وهو ما تصر منظمات حقوقية على أن عدد المكتوبين فيه يزيد عن الثلاثين ألف معتقلاً ، ورغم عدم تصديقي شخصياً للرقم، وعدم ثقتي فيه ، إلا أنني - بنفس الثقة - أعرف أنك قبضت على مظلومين ، وحكمت على بعضهم ظلماً ، بناء على تحريات كاذبة، وتهم ملفقة .. لو أردت إصلاح الأمر فابدأ بهذا الملف بشكل جدي وحقيقي، وبعيداً عن لجان تقصي الحقائق التي فقدنا كل ثقة في أعضائها ، وطريقة عملها ونتائجها .. ابدأ بالأمور المنطقية .. لجنة محترمة تضم شخصيات نزيهة ومستقلة ، تضع يدها في يد الحقوقيين الوطنيين المهتمين بهذا الشأن ، ولتقم بمراجعة شاملة حقيقية وضرورية لأعداد المحبوسين احتياطياً دون وجه حق، والمعتقلين ، والمظلومين بشكل حقيقي .. فتت الكتلة الحرجة ، وتحرك في مسارات متوازية وأقترح عليك أن تعمل على ملفات الأطفال : لا ذنب لأطفال - حتى لو أخطأوا أو أجرموا - في أن يقضوا فترة ما قبل الحكم عليهم في سجون الكبار، وبعضهم لم يرحل لدور رعاية الأحداث .. ومرة أخرى ، لا تبرئ مجرماً، لكن لا تسجن مظلوماً، فما بالك لو كان طفلاً سيشب ويكبر على كرهك .. المرضى : مراجعة الحالة الصحية لهم أولاً بأول دون أن يطلبوا ذلك، يغلق الطريق أمام كل مشكك، لكن ما يحدث هو أنك تنتظر حتى لحظات حرجة، ولو مات أحدهم في قلب السجن لأنك قصرت في رعايته صحياً ستدفع ثمناً باهظاً لن تطيقه. الطلاب : أفرج عن المظلوم وراجع حالة المحكوم عليهم ظلماً وأعط عفواً لمن لا منطق في الحكم المشدد عليه (هناك حالات لو راجعتها بنفسك ستضرب كفاً بكف ، وقد تقول بلسانك : حسبنا الله ونعم الوكيل ) النساء : هناك كيان هلامي أساسه من هوانم مصر الجديدة والسفيرات السابقات اسمه المجلس القومي للمرأة .. وهناك كيان آخر اسمه المجلس القومي للطفولة والأمومة، وقبل هذين الكيانين هناك كيان رسمي اسمه المجلس القومي لحقوق الإنسان، لم نسمع تفعيلاً لهم في هذه القضايا، ولا تحركات تساعد على الشعور بالثقة في أعضائهم ، وبداية تحركهم هو فتح هذا الملف ، والتدقيق في الحالات التي سجنت ظلماً بسبب دبوس أو مسطرة أو أياً كان الأمر لم أتحدث من قبل في هذا الملف ، ولم أكتب عنه، لكن وجود شخص محترم في هذا النظام يقرر أن يدرسه ، مجرد دراسة ، سيؤمن بأن هذا الملف ماهو إلا عبارة عن قنبلة موقوته تنتظر الانفجار في وقت ما ، ربما لن يكون أحداً مستعداً حينها لتفادي شظاياها.. لم أتحدث من قبل في هذا الملف، لأن كثيرين يتاجرون به، ويختصرون الأمور فيه، لكن في المقابل هناك هستيريا تهاجم كل من يفتحه، وتعتبره عدواً للوطن ..، ومن باب محبة الوطن، ومن باب أنصر وطنك ظالماً أو مظلوماً ، ننصح بفتح هذا الملف فوراً. لم أكتب في هذا الموضوع من قبل، لكن العالم يكتب، والعمل بمبدأ سد الذرائع على أعدائك الحقيقيين ، أفضل بكثير من التعامل مع ناصحيك على أنهم أعداء، لايدركون اللحظة الراهنة التي ينبغي أن تتكاتف فيها الجهود لمحاربة العدو .. يا سيدي .. لا تجعلونا أعداء أنفسنا ، ولا تكونوا أعداء أنفسكم التنمية مهمة ، لكن لتشعرنا أن أحداً محترماً مخلصاً نظيفاً شريفاً لازال موجوداً لتستمعوا له ، وتطلقوا يده أملاً في إيجاد حل .. ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، بالنسبة لي .. قررت أن أتولى كل ما له علاقة بالأطفال في هذا الملف، غير منتم لأي جهة ، لكن باحثاً عن حق طفل في طفولته، أملاً في مستقبل يعيش فيه مع أطفالي، دون رغبة منه في أن يقتلهم لن أترك باباً أطرقه من أجل أمل في الحل ولن اتبع أساليب أرفضها ضيعت حقوق الكثيرين لمجرد أن أسلوب المطالبين بها لم يكن موفقاً ، أو أنهم لم يدركوا طبيعة الأمور ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، اللهم قد بلغت .. اللهم فاشهد