افتتح المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء اليوم، الكنيسة المعلقة بمصر القديمة، الانتهاء من ترميمها الذي استمر 16 عاما، وبلغت تكلفته 101 مليون جنيه، لتدق أجراس الكنيسة في احتفال رسمي. وقال محلب، خلال كلمته بالافتتاح،: "زرت البابا (الراحل) شنودة (الثالث) قبل بدء مشروع الترميم، وقلت له إن الكنيسة ستحظى بنفس الاهتمام الذى يحظى به الجامع الأزهر الذى كان يرمم وقتها"، وذلك خلال توليه رئاسة مجلس إدارة شركة المقاولون العرب، المشرفة على ترميم الكنيسة. وجلس البابا شنودة على كرسي البابوية في 14 نوفمبر 1971، حتى وفاته في 17 مارس 2012، وبذلك أصبح البابا رقم (117) في تاريخ البطاركة. وأشار رئيس الوزراء إلى أن "سبب استغراق الكنيسة كل هذه السنوات في الترميم أنه كان هناك تحديات هندسية في عملية الترميم، منها المياه الجوفية التي هددت كل دور العبادة بالمنطقة". ويعود تاريخ بناء "الكنيسة المعلقة" إلى أواخر القرن الرابع وبداية القرن الخامس الميلادي، ولها أهمية تاريخية لأصحاب الديانة المسيحية حول العالم حيث تم بناؤها على أنقاض مكان احتمت فيه العائلة المقدسة (السيدة مريم العذراء، المسيح الطفل، والقديس يوسف النجار)، أثناء السنوات الثلاث التي لجأت فيها إلى مصر، هربا من هيرودس، الحاكم الرومانى، الذى اضطهد أطفال بنى إسرائيل، بحسب وثائق تاريخية. وسميت ب"الكنيسة المعلقة"؛ لأنها بنيت على برجين من الأبراج القديمة للحصن الروماني (حصن بابليون)، الذي بناه الإمبراطور تراجان في القرن الثاني الميلادي، وتعتبر من أقدم الكنائس التي لا تزال باقية في مصر. من جانبه، قال البابا تواضروس الثاني، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، خلال كلمته، إن "حفل الافتتاح يحمل ثلاث رسائل، الأولى رسالة وفاء للآباء والأجداد الذين بنوا هذا الصرح الضخم، الثانية رسالة وعي لكل المصريين بأن مصر كانت ولا تزال وستبقى متحفاً للحضارة والتاريخ، أما الثالثة فرسالة سلام لكل العالم بأن الجميع يمكن أن يتعايشوا بسلام ويحيون فى محبة، فليست الأديان للتناحر ولكن لصنع المحبة". وقال ممدوح الدماطي، وزير الدولة للآثار والتراث: "كمواطن أدرك هذه اللحظة الفارقة فى تاريخنا، ففى اللحظات الفارقة يتحول الحجر إلى رمز والتاريخ إلى حصن يساهم فى الدفاع عن الحاضر ويصبح ممرا إلى المستقبل، ويواجه من يحاولون استخدامه كعنوان للإرهاب". وفسًر أحمد سعيد، أستاذ الآثار بجامعة القاهرة وأحد المشاركين في عملية الترميم، لوكالة الأناضول، طول مدة الترميم بقوله "أخذ هذا الوقت الكبير كونه شمل ترميم الكنيسة معمارياً وإنشائيا". وأوضح في تصريحات سابقة إلى وكالة "الأناضول" أن "عملية ترميم الرسوم الجدارية أخذ الوقت الأطول، كون من يقوم بها فنانون مهمتهم الرسم والنحت". وأضاف أنه "تم صيانة وتنسيق المداخل والمخارج والموقع العام حول الكنيسة، لإعادته لما كان عليه طبقا ً للأصول الأثرية". وتعود أهمية الكنيسة إلى أنها كانت أول مقر بابوي فى القاهرة، حيث استخدمها البطريرك السادس عشر خرستودلس فى القرن السابع الميلادي بصفة غير رسمية، واستمر ذلك حتى القرن الثالث عشر، بعدها انتقل المقر البابوي إلى كنيسة الروم بحارة الروم (وسط القاهرة)، ثم كنيسة العذراء بحارة زويلة (وسط القاهرة)، ثم إلى المقر البابوي بشارع كلوت بك (وسط القاهرة)، وانتهاء بالمقر الحالي بالبطريركية المرقسية بالعباسية ".