عميد احتياط إسرائيلي: رغم تلك المعلومات وما أكده أشرف مروان عن حرب شاملة استمر مائير وديان وإليعازر في الاعتقاد أن الحديث يدور عن حرب استنزاف "قبل يوم من اندلاع حرب أكتوبر 1973 قبضت إسرائيل على مجموعة من الكوماندوز المصريين وانتزعت منهم معلومات ثمينة عن موعد نشوب الحرب، إلا أن المسئولين الإسرائيليين آنذاك لم يعطوا أهمية لهذه المعلومات". المعلومات السابقة جاءت على لسان العميد احتياط يوم طوف تامير أحد المشاركين في الحرب خلال في ورشة عمل لاستخلاص العبر في الذكرى ال41 للمعركة، وفقًا لما نقله موقع "نيوز وان" الإخباري العبري. وبحسب رواية تامير، فإنه "قبل يوم من نشوب المعارك، جرت مطاردة من قبل تل أبيب لمجموعة تابعة للكوماندوز المصري، وتم الإمساك بهذه المجموعة وإرسالها للمحققين الذين انتزعوا منها معلومات دقيقة عن موعد الحرب". وقال ايلي دقل، رجل الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي الأسبق، إن "المعلومات التي جاءت من مجموعة الكوماندوز وصلت لقيادات المنظومة الأمنية الإسرائيلية قبل 10ساعات من وصول نفس المعلومات لرئيس الموساد تسيي زامير من لندن، وبالتحديد من العميل أشرف مروان، وبالرغم من ذلك فإن المنظومة الأمنية الإسرائيلية لن تتخذ أي خطوات أو إجراءات لمواجهة هذا التهديد". وتطرق تامير إلى أسباب الانتصار المصري في حرب 73، موضحًا أن "الجيش الإسرائيلي لم يكن لديه خطة دفاعية إزاء احتمال نشوب الحرب مع مصر، كان هناك فقط خطة انتشار على طول قناة السويس، في حال ما إذا جددت مصر حرب الاستنزاف مع تل أبيب، ونتيجة لهذا التصور فإن تل أبيب لم تستعد ولم تعط تعليماتها للجنود والضباط في الحصون لاعتقادها أن المصريين لو جددوا حرب الاستنزاف لن يكون هناك هجوم مباشر على الإسرائيليين". وأضاف: "على الرغم من المعلومات التي قدمها الكوماندوز المصريين والأخرى التي نقلها رئيس الموساد عن أشرف مروان والتي أشارت بوضوح إلى نشوب حرب شاملة، إلا أن رئيسة الوزراء جولدا مائير ومستشارها الوزير يسرائيل جليلي ووزير الدفاع موشي ديان ورئيس الأركان دود أليعازر، استمروا في الاعتقاد أن الحديث يدور عن حرب استنزاف، الأمر الذي دفع ثمنه المقاتلون الإسرائيليون وعزز من فكرة انفصال المنظومة الأمنية بإسرائيل عن الواقع الاستراتيجي".