طالب ضابط إسرائيلي سابق شارك في حرب أكتوبر 1973 بعدم تخليد اسم جولدا مائير رئيسة الحكومة إبان تلك الحرب لتسببها في هزيمة إسرائيل. وبعنوان "لا تستحق التخليد"، قال عوديد مجيدو –قائد إحدى السرايا في لواء المدرعات 421 خلال حرب أكتوبر- في مقالة نشرته صحيفة "هاآرتس"، إنه "مجددا تقترب الذكرى السنوية لحرب يوم الغفران"، مضيفا أنه "بالرغم من حالة التمجيد الإسرائيلي لقيادات مثل جولدا مائير إلا أن هذه الأخيرة كانت نموذجا يعبر عن عدم الاكتراث والغطرسة والتعنت، وبالنسبة لي وللكثير من زملائي، من جيل حرب 73، فإننا نشعر بالصفعة على وجوهنا وبألم الجرح الذي لم يتوقف عن النزيف منذ هذه الحرب، وذلك عندما نزور أحد المركز التي أطلق اسم رئيس الوزراء المتسببة في الهزيمة عليه". وتابع "لقد لعبت مائير دورا مركزيا في التدهور الذي أصابنا قبل اندلاع الحرب، حينما رفضت وبشكل متعنت الدخول في مباحثات مع القاهرة، وذلك لاعتبارات تتعلق بالانتخابات القادمة في إسرائيل، كما لم تقبل مبادرة الرئيس المصري أنور السادات التي أطلقها في بداية عام 1973 لتحريك مفاوضات السلام، على الرغم من أن شروط هذه المبادرة كانت مشابهة لشروط اتفاقية السلام التي وقعت مع القاهرة بعد الحرب، إل أن مائير رفضت الأمر وبشكل مطلق". وأضاف " كان رد جولدا على كل محاولة لطرح وعرض مبادرة سياسية جديدة للسلام هو الرفض، وكانت تردد إنه إذا اندلعت الحرب مع مصر فإن وضع تل أبيب ممتاز، والعرب سيتلقون ضربات كما حدث عام 1967"، لافتا إلى أنه "بالرغم من وجود شركاء لمائير كوزير الدفاع موشي ديان ووزير الأمن الداخلي يسرائيل جاليلي، إلا أنه مما لا شك فيه أن رأي جولدا كان هو الذي يحسم كل المناقشات والمباحثات وذلك بسبب شخصيتها ومركزها كرئيسة وزراء إسرائيل". وقال "تعنت مائير جعلتها تلتزم بتعهداتها للولايات المتحدة بعدم القيام بضربة استباقية ضد مصر، وبهذه الطريقة أضرت رئيسة الحكومة السابقة بشكل كبير بحالة الجهوزية والاستعداد الخاصة بالجيش الإسرائيلي مع شن الضربة المصرية السورية ضد تل أبيب، والنتيجة كانت مقتل حوالي 2700 جندي إسرائيلي، وأكثر من 9500 جريح، ومئات الأسرى، ومصاب فادح للعديد من العائلات، وخسارة كبيرة للاقتصاد الإسرائيلي وصدمة قومية، لم نتحرر منها حتى يومنا هذا". واستمر مجيدو في انتقاد مائير قائلا "بعد الحرب ونتائج الكارثية المدمرة، لم تعلن جولدا مسئوليتها عن الهزيمة، وزعمت أنها اعتمدت على الجنرالات في حكومتها، وفي أي دولة من يترأس قمة الهرم الحكومي ويتسبب في هزيمة، لم يكن ليجرؤ على المشاركة في الانتخابات خاصة بعد زلزال حرب يوم الغفران، إلا أن مائير رشحت نفسها في انتخابات ديسمبر 1973". وأضاف "لجنة أجرانت التي شكلت بعد الحرب لمحاسبة المقصرين والمتسببين في الهزيمة العسكرية، فرضت على جولدا ضغطا كبيرا من قبل الرأي العام، وحاولت مائير عمل كل شئ حتى لا تشكل هذه اللجنة، كما فشلت في تقليل صلاحيات اللجنة لتجنب محاسبتها على مسئوليتها في الكارثة، وعندما اضطرت للاستقالة في النهاية في أبريل 1974، لم تعلن مسئوليتها عن الهزيمة، وفي خطاب الاستقالة الذي أدلت له لم تذكر كلمة واحدة عن دورها فيما ألت إليه أمور المعركة، كما لم تقل كلمة واحدة تعبر فيها عن تعاطفها مع مصابي الحرب أو العائلات التي قتل أبناؤها". وتساءل "ما الذي يدفعنا إلى تخليد ذكرى مائير أو إطلاق اسمها على المراكز والمؤسسات، ما الذي ساهمت به للمجتمع أو الاقتصاد الإسرائيليين لنقم بذلك، يكفي التقصير التاريخي في حرب 1973 ليكون سببا حاسما لمنع تخليد ذكراها، وبالرغم من ذلك يتم إطلاق اسمها على مركز فنون في تل أبيب، وحديقة في النقب، وعلى عدد من الشوارع، تخليد ذكرى جولدا يؤكد أن إسرائيل لم تتعلم مما حدث في الحرب ولم تستوعب أن قادتها غير جديرين بهذا التخليد".