الأوقاف تُطلق الأسبوع الثقافى ب27 مسجدًا على مستوى الجمهورية    الانتخابات المنسية    القضاء الإداري يصدر أحكاماً في طعون انتخابات مجلس الشورى (تفاصيل)    سعر السبيط والجمبرى والأسماك بالأسواق اليوم الثلاثاء 15 يوليو 2025    سعر الفراخ البيضاء والبلدى وكرتونة البيض بالHسواق اليوم الثلاثاء 15 يوليو 2025    أسعار الذهب اليوم وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الثلاثاء 15 يوليو 2025    قوات الاحتلال تقتحم عدة مناطق في جنين    مستوطنون يحرقون مخزن سيارات «شرق رام الله» بالضفة الغربية    الاحتلال يقتحم ضواحي طولكرم ويعتدي على مواطنين ويعتقل أحدهم    «جنة كرة القدم».. أول تعليق من محمد شريف بعد عودته ل الأهلي    رسميًا.. غزل المحلة يضم لاعب منتخب تنزانيا للشباب    نجم الزمالك السابق: تمنيت المشاركة مع الأهلي في كأس العالم للأندية    «مش هيسافر مع الأهلي وهتحصل مشكلة».. شوبير يكشف مفاجأة جديدة عن وسام أبوعلي    مصرع شخص وإصابة 3 آخرين إثر انقلاب سيارة بمصرف في الغربية    السيطرة على حريق في مخلفات غزل ونسيج بالغربية    «الطقس× أسبوع».. نشاط الرياح على بعض الشواطئ وأمطار رعدية متفاوتة الشدة بالمحافظات    «من حقك تعرف».. ما إجراءات استخراج وثيقة الطلاق بعد الانفصال؟    4 أبراج «بيبصوا لنُص الكوباية المليان».. متفائلون دائمًا يحولّون الأزمات لمواقف مضحكة    مين فين؟    رغبة كبيرة في الانعزال.. توقعات برج الحمل اليوم 15 يوليو    أمين الفتوى: صلاة المرأة في الأماكن العامة ليست باطلة (فيديو)    المنقلبون على أعقابهم!    لتجنب انخفاض الكفاءة والعفن.. طريقة تنظيف الغسالة في 4 خطوات بسيطة    علاج شعبي ونبات رسمي لولاية أمريكية.. التين الشوكي فاكهة ذات 12 فائدة    بمكونات موجودة في المنزل.. 5 طرق طبيعية للقضاء على ألم الأسنان    روبيو: أولوية ترامب إنهاء النزاع في أوكرانيا وعدم امتلاك إيران للأسلحة النووية    الجيش الإسرائيلي يعلن عن مقتل ثلاثة جنود في معارك شمال قطاع غزة    أسعار اللحوم البلدي والكندوز اليوم الثلاثاء 15-7-2025 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    ضحية واقعة "شهاب سائق التوك توك": وثّقت الحادثة للتقويم لا للتشهير.. والداخلية تحركت فورًا    "الإفريقي للتنمية" يقدم منحة بقيمة 62 مليون دولار لاستعادة الخدمات الأساسية في السودان    مصر العاشر عالمًا في تحسن الأداء السياحي بالربع الأول من 2025    أسعار الخضروات اليوم الثلاثاء 15-7-2025 في قنا    أحمد وفيق: المسرح ليس صعبًا على من بدأ به حياته الفنية    غزل المحلة يضم الظهير التنزاني رحيم شوماري    لأول مرة.. 6 محطات عالمية في الموسم الجديد لسباق زايد الخيري    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 15-7-2025 في محافظة قنا    فيريرا يشرح للاعبي الزمالك خطة الإعداد للموسم الجديد    اليونيسف تنعى 7 أطفال قُتلوا أثناء انتظارهم للحصول على الماء في غزة    فاينانشيال تايمز تنصح المستثمرين الأمريكيين بتوخي الحذر من التراخي في تطبيق التعريفات الجمركية    "الوطنية للانتخابات" تطلق "دليلك الانتخابي" عبر الموقع الرسمي وتطبيق الهيئة    بالزيادة الجديدة، صرف معاش تكافل وكرامة لشهر يوليو اليوم    حمادة المصري: الأهلي لا يملك البديل المناسب لوسام أبو علي    أحمد زاهر يشيد بديو "الذوق العالي" لتامر حسني ومحمد منير: حاجة عظمة    سينتيا خليفة تدخل المستشفى بسبب تسمم غذائي خلال إجازتها في لبنان    رئيس الوزراء يصدر قرارا بالتشكيل الجديد للمجلس الأعلى للثقافة    الداخلية تلقى القبض على شخصين تعديا على 3 سيدات بالضرب بالدقهلية.    نتيجة الثانوية العامة الأسبوع الأخير من يوليو    «الأزهر العالمي للفتوى» يعلن خارطة فقهية للتعامل مع نوازل الزواج والطلاق    كوادر بشعار «أنا مسئول» |«الوطنية للتدريب» تطلق مبادرات تمكين المرأة والشباب    مجازر إسرائيلية جديدة بغزة.. 24 شهيدا فى قصف منازل حى الزرقا وتل الهوى    رئيس مجلس القضاء الأعلى يصدر حركة تغييرات محكمة النقض    هيئة الإسعاف عن دخول أول إسعاف بحري الخدمة بالإسكندرية: نقلة جديدة تخدم قطاع السياحة    محافظ المنيا يعلن غدا انطلاق حملة «100 يوم صحة» لتقديم الخدمات الصحية في القرى الأكثر احتياجًا    كيفية تطهر ووضوء مريض القسطرة؟.. عضو مركز الأزهرتجيب    رايات خضراء وصفراء على شواطئ الإسكندرية مع تزايد إقبال المصطافين هربا من الحر    محمود فوزى: الصحافة البرلمانية شريك رئيسي في دعم الشفافية وتعزيز الحوار الديمقراطي    خالد الجندي: محبة الله أساس الإيمان وسر السعادة في المساجد    السعيد حويلة.. قصة 45 سنة حداد ماكينات ري الأراضي الزراعية بكفر الشيخ: بحبها من صغري ومعنديش شغلانة غيرها (صور)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قائد "الثغرة": السادات امتثل لتهديدات كيسنجر ورفض محاربة أمريكا (حوار)
نشر في المصريون يوم 02 - 10 - 2014


اللواء أركان حرب صادق عبد الواحد:
- القوات المسلحة تواجه أصعب أنواع القتال فى سيناء والمعركة مع الحركات المتطرفة لن تحسم بسهولة

- الحركات الجهادية المتطرفة استغلت الانهيار الأمنى والتجاهل التنموى لعقود طويلة واحتلت سيناء.. وعنف النظام السابق مع الحركات الجهادية ذريعة لانتقامها من الأجهزة الأمنية
- فرصة الجماعات الجهادية فى سيناء أكبر من فرصة القوات النظامية لعملها تحت ساتر من التخفى
- لا تصالح مع جماعة تتعامل مع المصريين كالثعبان لا يسلم منه أحد طالما به نفس
- سارقو التاريخ مازالوا يلعبون بمحو آثار البطولات وأقول لهم ارفعوا أيديكم عن أبو عطوة واتركوها لأصحابها الحقيقيين
- اتهام أهل سيناء بالخيانة والعمالة وعدم الانتماء خيانة لدماء المصريين الذين استشهدوا على أرض سيناء.. وأعضاء منظمة سيناء تعاونت معى فى إعادة 10 آلاف جندى تائه فى الصحراء بعد النكسة
- الثغرة "شو إعلامي" من اختراع أمريكا لتقليل تأثير الهزيمة على إسرائيل.. والسادات امتثل لتهديدات كيسنجر ورفض القضاء على الثغرة حتى لا يحارب أمريكا
- حرب الاستنزاف استمرت 500 يوم ومهدت لحرب أكتوبر وتجاهلها الإعلام 40 سنة.. وحرب أكتوبر معركة تحريك للقضية هدفها الوصول إلى السلام واستعادة سيناء
- ما حدث فى 5 يونيو لا يزال غامضًا أحبط الجندى المصرى الذى لم يأخذ فرصته فى الحرب.. ومعركة رأس العش التى كانت قشة الأمل التى تعلق بها الجندى

أكد اللواء أركان حرب صادق عبد الواحد الخبير العسكرى، قائد معركة ال "ثغرة" على أن القوات المسلحة تواجه أصعب أنواع القتال فى سيناء وأن المعركة مع الحركات المتطرفة لن تحسم بسهولة، موضحًا أن الحركات الجهادية المتطرفة استغلت الانهيار الأمنى والتجاهل التنموى لعقود طويلة لاحتلال سيناء، مشيرًا فى الوقت نفسه إلى أن عنف النظام السابق مع الحركات الجهادية ذريعة لانتقامها من الأجهزة الأمنية.
وقال اللواء صادق، فى حواره مع "المصريون"، إن فرصة الجماعات الجهادية فى سيناء أكبر من فرصة القوات النظامية لعملها تحت ساتر من التخفي، مضيفًا أنه لا تصالح مع جماعة تتعامل مع المصريين كالثعبان لا يسلم أحد منه إذا كان به نفس، نافيًا اتهام أهل سيناء بالخيانة والعمالة وعدم الانتماء خيانة لدماء المصريين الذين استشهدوا على أرض سيناء، موضحًا فى الوقت نفسه أن أعضاء منظمة سيناء تعاونت معه فى إعادة 10 آلاف جندى تائه فى الصحراء بعد النكسة.

** فى البداية.. كيف ترى الأوضاع الأمنية فى سيناء؟ وكيف تركناها هكذا حتى وقعت فريسة فى يد التيارات الجهادية؟
ما يحدث فى سيناء نتاج طبيعى للفراغ الأمنى والسياسى وتجاهل الحركات التنموية.

** هل تقصد الفراغ الأمنى الذى حدث أثناء المرحلة الانتقالية التى مررنا بها بعد الثورة؟
كان من المفترض أن هناك خططًا خمسيه استراتيجية تنموية بدأت 2002 وكان من المفترض أن تنتهى فى 2017، وهى خطة استراتيجية تنموية لتعمير سيناء، وبدأت بترعة الشيخ جابر أو "ترعة السلام" وكان هناك أمال لتحقيق باقى أهداف الخطة، ليس فقط فى مجال الزراعة ولكن فى مجالات اقتصادية أخرى كالتعدين والسياحة، ولكننا للأسف الشديد تقاعصنا، حتى أن خطوط السكة الحديد سُرقت بسبب الإهمال، فسيناء تعرضت لتجاهل عام فى كل المجالات التنموية والأمنية والسياسية، هذه العوامل أغرت كل الحركات والتيارات الإسلامية السياسية المتطرفة التى تجمعت فى سيناء بدعوى حرب إسرائيل، والحقيقية أن الهدف غير المعلن هو إقامة دولة إسلامية متطرفة فى سيناء.
** ولكن ما ذكرته لم يكن وليد اليوم ولكنه إرث تعرضت له سيناء منذ عقود طويلة وتحديدًا فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك؟
معك حق فى ذلك.. فهذه الأحداث التى تعرضت لها سيناء كانت موجودة منذ سنوات طويلة وطوال عهد الرئيس السابق، ولكنها زادت فى الفترة الأخيرة خاصة بعد أن اندلعت ثورة 25 يناير وما تبعها من انفلات أمنى وفكرى ساهم فى انتشار بعض الأفكار، خاصة بعد أن تغير النظام السابق الذى كان يقمع هذه الحركات وكان على أتم الاستعداد لمواجهتها بعنف، هذه العوامل جعلت تلك التيارات تستغل فرصة الخروج إلى النور للانتقام.

** هناك تذمر لأن الحرب على الإرهاب فى سيناء طالت كثيرًا؟
القائمون على الإرهاب يعملون فى الخفاء، ويختفون بساتر من الشعب، فالتمييز بينهم وبين الشعب صعب جدًا إلا إذا توفرت معلومات دقيقة، وهذه المعلومات يجب أن تكون بالتعاون مع أهل سيناء، فبدون المعلومات المطلوبة يكون الرد على الإرهابيين عشوائيا وقتها تكون الخسائر فى الأرواح كبيرة ولن نحتملها، فيجب أن تعلمى أن الإرهابيين لديهم فرصة أكبر بكثير من فرصة القوات المسلحة بسبب هذا التخفي، وهذه الفرصة متمثلة فى أنهم هم الذين يختاروا مكان وتوقيت تنفيذ ضرباتهم، وبالتالى دون تعاون الأهالى ستكون فرصة القوات النظامية ضعيفة جدًا، وبالتالى فأنا أرى إننا لسنا فى حاجة للقبض على العضو الذى يضبط بالجرم وإنما يجب تصفيته مباشرة، فيجب أن يعلموا إننا حريصون على حياة جنودنا وعلى حياة شعبنا ولن نتركهم يهددون الناس والجنود بتفجيراتهم.
** البعض يقول إن المصالحة مع الإخوان يمكنها أن توقف هذه الحرب بخسائرها الكبيرة، فهل تعتقد أننا بحاجة إلى مصالحة مع الإخوان؟ وما شروط المصالحة من وجهة نظرك؟
الإخوان كالثعبان، إذا كان به نفس وقادر على الإيذاء لا يسلم أحد من أذاه، ودعوتهم للمصالحة بسبب معاناتهم من ضربات القوات المسلحة والشرطة، فهى مجرد محاولة منهم للحصول على هدنة لالتقاط الأنفاس ولتنظيم جماعتهم وترتيب التمويل الجديد، وليست دعوات صادقة للمصالحة، وبالتالى فلا تصالح معهم.

** معنى ذلك أنك مع إقصاء الفصيل كله؟
لا بالطبع.. أنا متفق مع رأى الرئيس عبد الفتاح السيسى فى أن المتورط منهم فى جانب وغير المتورط فى جانب آخر، ويا مرحب بغير المتورطين فى دماء المصريين سواء كانوا شعبًا أومن رجال الشرطة والجيش.

** ذكرت أن الإرهابيين فى سيناء فرصتهم أكبر لأنهم يعملون فى الخفاء بساتر من الشعب هل تعتقد أنه آن الأوان لتهجير أهالى سيناء حتى تكون القوات المسلحة قادرة على إنهاء هذه الحرب؟
الأمر لا يستدعى فكرة التهجير، فكل ما يحتاج إليه الجيش المصرى هناك مجرد عملية إزاحة عن خط الإنفاق وأماكن وجود القوات وليس تهجيرًا للأهالي.

** الكثير يتهم بدو سيناء بالخيانة والعمالة وعدم الانتماء، رغم مشاركتهم فى حرب أكتوبر وفى حرب الاستنزاف وتأسيسهم لمنظمة سيناء؟
اتهام بدو سيناء بالخيانة والعمالة وعدم الانتماء خيانة لدماء المصريين، الذين استشهدوا على أرض سيناء، فأهل سيناء مواطنون شرفاء ولهم دور وطنى على مر العصور، وقد عشت بينهم أيام النكسة فى حرب 1967، وتعاونوا معى من خلال منظمة سيناء فى مهمة تجميع عودة الشاردين التى توليتها بعد وقف إطلاق النار مباشرة وكانوا يعاونونى بكل إخلاص وجدية، وفى حرب 1973 كان لهم دور متميز جدًا فى معاونة القوات المسلحة فى تحقيق مهامها، وصفة الخيانة والعمالة وعدم الانتماء التى يلحقها بهم آخرون ويصفونهم بالأعراب وإنهم ليسوا وطنيون جريمة، ومحاولة لتفتيت الشعب المصرى وخلق خلاف جزرى لعزل أهل سيناء عن وطنهم الأم رغم إنهم مصريين من الدرجة الأولى وسيناء مصرية.

** على الرغم من مرور 39 سنة على انتصار أكتوبر إلا أن الكثيرين لا يعلمون شيئًا عن معركة الثغرة، فالبعض يقول إنها افتعلت من أجل وقف الحرب والوصول إلى مرحلة اللا حرب واللا سلم وإنهاء الصراع العربى الإسرائيلي؟
مقاطعًا.. معركة الثغرة كعمل عسكرى فى وجهة نظر إسرائيل كان لها أهداف استراتيجية تطمح فى تحقيقها بحيث يحدث توازن استراتيجى فى الحرب أو بعد نتائج الحرب بحيث توهم العالم بأنه لا هناك فائز أو مهزوم، وكان الهدف بالضرورة العمل على اختراق قناة السويس والتوجه غربًا بعد دراسة أوضاع قواتنا، ومن الناحية الاستراتيجية يحاول رفع الروح المعنوية لجنوده وخفض الروح المعنوية لقواتنا، والدعاية إلى أن إسرائيل لم تهزم فى الحرب، بالإضافة إلى أهداف عسكرية تهدف إلى محاصرة الجيش الثانى ومدينة الإسماعيلية، وعندما فشل فى تحقيق ذلك توجه ناحية الغرب تجاه السويس، وهذا يؤكد أن معركة الثغرة كانت مجرد "شو إعلامي" لتقليل تأثير الهزيمة عليه.

** الكثير أكد أنه كان من الممكن هزيمة الثغرة إذا كان السادات استمع إلى بعض القادة؟ ولكننا استسلمنا لها وتعاملنا معها بحذر؟
لا تنسى أن "الثغرة" كانت مفاجئة، بالإضافة إلى أن وضع قواتنا فى الغرب لا تسمح بمواجهة عسكرية بعد عبور معظم القوات إلى الشرق، ولكن فى مراحل متعددة كان يمكن إيقاف الثغرة والقضاء عليها، ولكننا انشغالنا منذ بداية الثغرة بالقتال حتى وصلت القوات إلى مشارف مدينة الإسماعيلية، ولكن طبيعة القتال وطبيعة الأرض التى تدور عليها القتال كانت طبيعة لا تصلح إلا بالحشد أو بالقيام بأعمال عسكرية نمطية كلاسيكية.

** لكن أغلب أيام الثغرة كانت قواتنا تسيطر عليها وقلت الآن إنه كان يمكن القضاء عليها فى بعض الأوقات فكيف لا يمكنا أن نحشد لعمل عسكرى كبير ولا يمكننا القضاء عليها بالرغم من إننا كنا نحيطها بالفعل بسلاح المدرعات؟
كل هذا كان فى مراحل تالية.. فالحشد والحصار والتجهيز والتحضير لتصفية الثغرة كانت فى مراحل تالية.

** قلت إنها مجرد حركة إسرائيلية لإظهار إنها لم تهزم فهل نجحت فى ذلك؟
هى نجحت فى مسألة العبور إلى الغرب إنما الواقع على الأرض كانت الأوضاع للقوات الإسرائيلية هشة والمساحات على الأرض واسعة وكثافة الجنود ضعيفة وكان من السهل تطويقها وتقطيعها وتقسيمها والقضاء عليها من خلال قوات تم حشدها فى الأرض.

** لكنه بالفعل استطاع أن ينجح فى العبور ببعض القوات وكان فى طريقه إلى القاهرة؟
القاهرة هدف بعيد وليست بالبساطة خاصة أن أوضاعه ليست مستقرة فى الثغرة بحيث يستطيع أن يفكر فيما أبعد منها، إنما مجرد أن يكون فى الغرب يعطى انطباع للآخرين أن الطريق مفتوح أمامه، إنما هذا لم يكن ممكنًا لأنه كانت هناك كثافة عديدة فى الطريق، وطبيعة الأرض الزراعية والترع والقنوات والموانع التى تمنع تقدمه بسهوله كان يمكن ضربه فى هذه العمليات، بالإضافة إلى أن القاهرة مدينة كبيرة وكثافتها السكانية ومساحتها كبيرة، وليس من السهل السيطرة عليها، إنما لأن السياسة مرتبطة بالعملية العسكرية فهو يعطى الإيحاءات المفروضة من أجل أن تكون عنصر الضغط على القرار السياسى فى هذه المرحلة.

** بصفتك أحد القادة الكبار الذين تعاملوا مع الثغرة...؟
مقاطعًا.. أهميتى فى معركة الثغرة تعود إلى نجاحى فى إيقاف العدو الإسرائيلى على مشارف الإسماعيلية، وبالفعل فشل المخطط الإسرائيلى فى تطويق الجيش الثانى والجيش الثالث أو احتلال مدينة الإسماعيلية وعزل مدينة بور سعيد.
** أنت تقول إن الثغرة عمل مفاجئ وهناك تقارير كانت تقول إن هناك تحذيرات تؤكد أن الجيش الإسرائيلى يفقد توازنه وأنه سيلجأ إلى عملية استراتيجية وسيحاول احتلال الإسماعيلية عن طريق الدفرسوار فلماذا لم يكن هناك عمليات استباقية واعتقد أن هذا كان دور الصاعقة لمنع حدوث الثغرة؟
ربما كانت هناك معلومات قدر المستطاع، ولكنها لم تكن مؤكدة.

** التجهيز لأى عملية هل يحتاج إلى تكلفة عالية؟
بالتأكيد.. فلا يمكننا الدخول فى خطط عسكرية حتى لا يحذفها أحد، كما يجب أن تعلمى أن تدخل الولايات المتحدة الأمريكية ومقولة كيسنجر الشهيرة "لن نترك السلاح الروسى يتفوق على السلاح الأمريكي"، كان لها أبلغ الأثر لأنه كان يعلم جيدًا أن الصراع كان محسومًا ضد إسرائيل فى الثغرة وباعتباره يهوديًا صهيونيًا كان لابد أن يعمل على حماية إسرائيل وحماية سلاحه.

** ولماذا رضخ السادات لهذا التهديد رغم انتصاره فى المعركة؟
بالتأكيد كانت ستكون هناك عواقب فنحن لن نحارب أمريكا، والخطاب كان يشكل تهديدًا ضمنيًا وصريحًا بأن تصفية الثغرة غير مسموح بها، إنما يمكن فصل القوات، لأنه كان تهديدًا مباشرًا بتدخل الولايات المتحدة الأمريكية فكان يجب أن نتجه للسلم.

** رغم مرور أكثر من أربعة عقود على حرب الاستنزاف تلك الحرب الأعظم والأطول ومهدت لانتصار أكتوبر العظيم إلا إننا ما زلنا نجهل الكثير عنها؟
حرب الاستنزاف رغم أنها استمرت 500 يوم ومهدت لحرب أكتوبر إلا إنها تعد من المعارك المنسية التى تجاهلها الإعلام، ففى حرب الاستنزاف كان لكل فرد فى القوات المسلحة دور، ودورى فى حرب الاستنزاف لم يكن قتاليًا إنما كان إعداد قوات الصاعقة وتأهيلهم من اجل الحرب، وحرب الاستنزاف بدأت بعد وقف إطلاق النار فى سيناء مع إسرائيل بعد نكسة 1967 مباشرة.

** وماذا كانت مهمتك المحددة؟
كلفت بمهمة تجميع الشاردين وعودتهم مرة ثانية من سيناء، وهى مهمة نفذتها بالتعاون مع أهل سيناء، وهذه المهمة لم تكن محل ذكر فى التاريخ العسكرى إلى أن أفصح عنها الفريق محمد صادق وزير الحربية السابق فى مذكراته قائلاً: "لقد كلفت من الرئيس جمال عبد الناصر بسرعة عودة القوات من سيناء وسرعة تأهلهم وإعدادهم للدخول فى حرب جديدة، ولقد نفذت هذه المهمة بقوة وعاد عن طريقى أكثر من 10 آلاف ضابط".

** وكيف كانت خطة تجميع الشاردين؟
عندما كنت فى البردويل أجمع الشاردين فى البغات قبل البحيرة، كانت تأتى مركب من بورسعيد محملة بالطعام والشراب فأقوم بتوزيعها على العرب لكى يأتوا بالأفراد والسلاح فأضعهم على المركب ليذهبوا إلى بورسعيد، واستمرت المراكب فى القدوم محملة بالمواد التموينية وترحل محملة بالأفراد من الضباط والجنود، فجزء من الشاردين جمعهم الأعراب والجزء الأخر كنت أجمعهم من الطرق التى يحتمل أن يكونوا فيها.

** وبالطبع اكتشفتم حجم الخسائر فى الجيش أم أن الجيش كله عاد؟
الجيش لا يتكون من 10 آلاف فقط، ولكن هؤلاء ليسوا بقليل، وللأسف كشف العدو العملية وضرب العدو بالطيران وبالزوارق واللنشات البحرية اليهودية، وأحرقت أماكن التجمع التى كانت توجد بها الناس، وهذا دفعنا إلى العودة مرة ثانية، واستمرت أسبوع أعدنا فيها حوالى 8 آلاف جندى مشرد، ولكن أنا استمررت فى المهمة لمدة 15 يومًا وعاد على يدى أكثر من 10 آلاف جندي، ولكنى لأول مرة أعلم فيها إنها مهمة من توجيه جمال عبد الناصر عندما ذكر الفريق محمد صادق ذلك فى مذكراته.

** ومن كان يستقبل الجنود على الجانب الآخر من بور سعيد؟
المخابرات كانت تستقبلهم فى بور سعيد، ولم يكن لى اتصال بشخص آخر، فعندما احتاج لشيء كنت أتصل بهم عن طريق ورقة تصاحب المركب المحملة بالجنود والضباط، وأكتب فيها ما احتاجه أو المشاكل التى تواجهني، وهذه المهمة هى المهمة الوحيدة المنظمة التى أعلمها لإعادة المشردين، والفريق محمد صادق قال إنه كانت هناك مهمة أخرى فى السويس لكنى لا أعلم من نفذها أو من اشترك بها، إنما كان محور بورسعيد ومحور البحر الأحمر كانت العودة بالمراكب أما السويس فلا يوجد بها بحر.

** البعض يقول إن حرب أكتوبر كانت خدعة، فمصر لم تحصل سوى على امتداد 22 كيلو مترًا فقط والباقى حصلت عليه بالاتفاقيات فلماذا لم نكمل الحرب هل لأن القوات المسلحة كانت لا تملك أسلحة كافية وحاربت لآخر طلقة؟
هذا غير صحيح... الجيش المصرى لم يحارب لآخر طلقة، إنما هذا كان فى ضوء الاستراتيجية المصرية السياسية والعسكرية لتحقيق المهمة الكبيرة، فلم يكن مطلوبًا ولم يكن مخططًا الوصول للحدود الدولية، لأن الهدف كان تحريك القضية السياسية نتيجة الظروف الدولية المحيطة بالاتفاق مع الاتحاد السوفيتى وقتها والولايات المتحدة على حالة الاسترخاء فى الشرق الأوسط فكان بالضرورة تحريك الموقف سياسيًا ولم يكن ممكن تحريكه إلا بعمل عسكرى كبير، إنما حجم العمل العسكرى حقق أهدافه لأنه فى إطار ما هو مخطط.

** معنى هذا أن حرب أكتوبر كانت حرب تحريك أكثر منها حرب تحرير؟
تحرير جزء من الأرض لتحريك القضية السياسية واستكملها بالتحرير لأن السياسة والحرب وجهين لعملة واحدة، فالحرب يمكنها أن تحقق أهداف السياسة والسياسة يمكنها أن تحقق أهداف الحرب.

** وما أهم المعارك التى ترى أنها كانت سببًا فى استعادة سيناء؟
حرب أكتوبر عبارة عن مجموعة معارك اشترك فيها كل تشكيلات وأفرع القوات المسلحة، والكل أدى دوره بكل إخلاص وحقق المهام المنوط بها، فلا نستطيع أن نقول إن سلاح أو معركة هى سبب النصر لأن العمل كان جماعيًا فهى معركة الأسلحة المشتركة، وأى عمل وأى معركة لها تأثير بالسلب أو بالإيجاب على باقى المعارك ولا يمكن أن نقول إن معركة هى التى حسمت الحرب، إنما نستطيع أن نقول إن هناك مراحل فعبور قناة السويس كانت مرحلة، ووصول القوات إلى الخط المحدد مرحلة أخرى، والقتال فى معركة الثغرة كانت مرحلة ثالثة.

** السؤال الذى يطرح نفسه دائمًا لماذا هزمنا فى 67 دون حرب بالرغم من أن الجيش المصرى كان أكثر قوة وعتاد؟
بالرغم من أن النهاية المحصلة العمليات 5 يونيو أدت إلى هزيمة عسكرية، ولكن هذا لا يمنع من وجود بطولات فردية وبطولات جماعية لبعض الوحدات ولكن ظروف النكسة لم تتح لها فرصة إظهار هذه البطولات، ولكنها فى النهاية هزيمة عسكرية نتيجة عوامل خارجه عن إرادة القوات المسلحة، فالهزيمة لم تتح اى فرصة حقيقية للقتال وعندما أتيحت الفرصة لبعض الوحدات للاشتباك مع العدو وقتاله حققت نجاحات كبيرة سواء على مستوى وحدتها أو على مستوى أصغر.

** هذا يجعلنا نتساءل لماذا ما نعرفه عن حرب أكتوبر أو عن حرب الاستنزاف أو عن أسباب النكسة ضئيلاً جدًا ولا يتعدى 10% من حقيقة ما حدث على الرغم من مرور 39 سنة على حرب 1973؟
حرب أكتوبر عرف عنها الكثير على مدى 39 سنة ولكن توجد بطولات فردية لم يكشف عنها فى حرب أكتوبر، وربما حرب 1967 هى التى بها غموض وليس بها شفافية بالرغم من المواقف المتميزة من جنودنا ومن وحدات القوات المسلحة التى تمسكت بالأرض ولكن الظروف السياسية هى التى أدت إلى سحب البساط عن بطولاتها.

** النكسة والجندى الذى لم يحارب ولكنه هزم، كيف كان شعور الجندى فى ذلك الوقت خاصة أن العسكرى عادة لا يعلم أسباب ما حدث بل يوجه حسب الأوامر التى يحصل عليها؟
هى منظومة واحدة للقتال، وفى النهاية هناك منتصر وهناك مهزوم، فإذا حققنا الأهداف العسكرية من الحرب معناه إننا انتصرنا، وإذا أخفقنا فى تحقيق تحطيم إرادة العدو وإجباره على الاستسلام، ففى حرب 1967 على الرغم من الهزيمة العسكرية إنما لم يستطع العدو أن يفرض إرادته علينا وهذا تجلى فى مظاهرات 9 يونيو بعودة جمال عبد الناصر بعد أن تنحي، وفى معركة رأس العش التى كانت قشة الأمل التى تعلق بها الجندي، وفى ضربة الطيران يوم 14 أكتوبر، كانت توجد معارك كثيرة تبرز تصميم وإرادة لتصحيح ما حدث فى حرب 67.

** وما الشعور الذى سيطر على الجندى فى ذلك الوقت؟
الجندى المصرى لم يحارب ولم يختبر اختبارًا عسكريًا حقيقيًا، ويكفى أن بعض الوحدات والأفراد الذين قاتلوا قتالاً شريفًا قويًا مريرًا كان يشعر بالمرارة وهذا نفس الإحساس الذى كان يسيطر على الشعب وبالتالى ينعكس على الجندي، وهذا كان أحد الدوافع التى قامت عليها فلسفة الإعداد والتجهيز لحرب 1973.

** وماذا عن الخدعة الاستراتيجية، فالجيش تحرك ثلاث مرات دون الدخول فى الحرب حتى أصبح اليقين عند المصريين والإسرائيليين أنه لن تقوم الحرب فهل كنت تعلم بالموعد ليلة الحرب وكيف قضيتها؟
لم أكن أعلم إنها ليلة الحرب والكثير من الضباط لم يعلموا بموعد الحرب، كانت هناك رتب ومستويات معينة وكل شخص له دوره وتوقيت معين لكى يعلم الموعد.

** ومتى علمت بموعد الحرب؟
بعد قيام الحرب مباشرة، لأننى كنت من الاحتياطى من القيادة العامة من القوات المسلحة فلم يكن دورى موجودًا.

** وما انطباعك الأول بعد معرفتك بقيام الحرب؟
كانت مفاجأة جميلة وشعور لا يوصف، عبور القناة والاستيلاء على الشط الشرقى لقناة السويس ومعرفة أن قواتنا تدير أعمال قتال فى الشرق واستيلاءها على نقط قوية هذا بالفعل شعور لا يوصف.

** وماذا عن شعورك فى ليلة الحرب وأنت لا تعلم بقيامها؟
فى حالة استنفار طوال الوقت، وفى منتهى الجاهزية لتنفيذ اى مهام.

** كيف ترى اتفاقية السلام؟
اتفاقية السلام مكملة لحرب أكتوبر، فعادة أى حرب تنتهى بالتفاوض.

** بعد مرور 41 سنة على معركة الثغرة يخرج لنا وجوه تدعى أنها أصحاب هذا العمل البطولى فما شعورك وماذا تقول لهم؟
بالتأكيد شعور بالمرارة، فتخيلى أن كل أفراد العمل البطولى مازالوا على قيد الحياة، سواء كانوا قادة أو جنودًا، ورغم ذلك يخرج من يحاول سرقة التاريخ، وعلى كل حال هى ليست المرة الأولى التى يحدث فيها ذلك، فبعد حرب أكتوبر ظهر من يدعى أنهم أصحاب العملية، وهم ليسوا لهم علاقة بها، واليوم وبعد 41 سنة ظهر آخرون يدعون نفس الادعاء، وكأن الثغرة ليس لها أصحاب وتبحث عن أصحاب، هم يمارسون عادات مصرية قديمة لمحو آثار وإدعاءات للبطولة، وكل ما أطالبهم به هو أن يرفعوا أيديهم عن أبو عطوة وأن يبعدوها عن مطامعهم الشخصية لأنها لها أصحاب أبطال منهم من نفذ ومنهم من استشهد فيها فكفى سرقة للتاريخ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.